الانتخابات البرلمانية القادمة منعطف خطير في مسيرة العمل الوطني العراقي سوف تقلب المعادلات والموازين وتطيح بالرموز السياسية التي أثرت سلبا بفعلها وبرنامجها الطائفي على الاعتبار ألقيمي لمعنى المواطنة والانتماء إلى تربة هذا البلد العريق ، لقد طرحت مفاهيم غوغائية بعيدة عن الموروث المجتمعي وعمدت على خلط الأوراق في السلوك العقائدي والسياسي والديني ، وكانت النتيجة فشلها في أية محصلة يمكن تقييمها كمكسب لصالح الشعب حتى خسرت ثقة الناخب بها وبعموم مشاريعها التي روجت لها منذ احتلال العراق وعلى رأسها عزل العراق عن أمته العربية . رسالتي هذه مفتوحة إلى الناخب العراقي ، ونبدأ إلى حيث ما انتهى إليه الوضع السياسي ونخبه الحاكمة وصناع قراراته والانهزامية للمشروع الايراني الأمريكي “التوافقي” الذي كان عرابا لكل أطروحات الساسة الجدد ، فهو مؤسس ومهندس العملية السياسية ، ولهذا بقت الارادة الخارجية هي سيدة الموقف الحاسم في كل المماحكات والسجالات داخل أروقة البرلما ن من خلال الكتل التي ركعت للمشروع الخارجي فركبها والمتمثلة في ” دولة القانون ، الوطنية العراقية ’ المواطن، الكردستاني، متحدون، بدر، التيار الصدري” ، ومن هنا اقول .. عزيزي الناخب ستبقى سلسلة الإخفاقات في السياسة العراقية اذا ما عاودت انتخاب هذه القوائم أو تتأثر بالشعارات المذهبية والبيانات السياسية الرنانة للكتل التي أشرت اليها ، وتذكر اننا جميعا عشنا تحت خيمة البؤس والحرمان من ابسط الحقوق والحريات الأساسية وانعدام كل الخدمات . الكرة الان في ملعبك ، وما عليك إلا استنفار عناصر النخوة الوطنية في ضميرك وشرف المسؤولية وتقرير ما فاتك من حسن الاختيار في الجولة الانتخابية الماضية وان السيرة الذاتية للمرشح أصبحت مكشوفة أمامك وعليك الإمعان بالمواصفات جيدا من حيث انتمائه الوطني وبياض ماضيه والسمعة الحسنة الخالية من العيوب الأخلاقية وقدراته وكفاءته العلمية ومؤهلاته الأخرى الموجبة في تمثيل الشعب ، ولا تقع بالخطأ ، وان لا تبيع الشرف الوطني بهدية بائسة لأنك تحدث ضررا بمستقبلك ومستقبل غيرك وهذا ليس من حقك القانوني ، فالمرشح من هذا النوع لا يصلح أن يقود العراق لأنه يتذكرك وقت الحملات الانتخابية ، وان وعوده وعهوده غالبا ما تذهب إلى طي النسيان ، وان لا تتأثر مطلقا بالشعار المذهبي لأي مذهب كان وانك جربت تلك الخدع المضللة ؟. أخي الناخب قبل اسبوع كشفت الصحف القطرية طلبا مقدما من الدكتور اياد علاوي يطالب الحكومة القطرية بتقديم العون والمساعدة المالية له بمبلغ 100 مليون دولار لدعم حملته الانتخابية ! ،السؤال هل فوز علاوي وقائمته “الوطنية العراقية ” بـ”فلوس” قطر سيخدم العراق وشعبه ؟. ام سيستمر في تنفيذ اجندته الخارجية اسوة بأقرانه من “متحدون ودولة القانون” ،الشعب العراقي كما معروف عنه صاحب النخوة والحس الوطني وان تاريخه يشهد على مواقفه المبدئية التي لم ولن يحيد عنها لان ولاءه يبقى للعراق .وعلى الجميع المشاركة الجادة في الانتخابات القادمة لغرض بلورة المشروع الوطني في اجراء التغيير المنشود وانقاذ ما تبقى انقاذه في عراقنا الجريح .