لا ننكر ان تدهور الأخلاق حصل تدريجيا في الحياة السياسة والاجتماعية وان الفساد دب كنملة سوداء في ليلة ظلماء في جميع مفاصل الدولة ونخره وجعلها جسد خاوي تسنده القلة القليلة من الأخلاق الباقية من الوطنيين, ولا نكر انه لم يأتي دفعة واحدة, لكن ما لا نكره ان التدهور بلغ الذروة في الآونة الأخيرة وازكم الأنوف وقض مضاجع أهل القبور بفضل بعض المسئولين الذين تحولوا بين ليلة وضحها الى أثرياء من ثروات هذا البلد الجريح ,كثيرون من تحوم عليهم الشبهات ومن دخل المال الحرام جيوبهم ويتصدون الى المسئولية والمواطن الشريف غير قادر على مقاضاتهم وأصبح
كمحامي الثورة الفرنسية الذي يبحث عن قضاة فلا يجد ألا متهمين, الطامة الكبرى هؤلاء الفاسدين يستقبلون بالهتافات والترحاب من بعض المواطنين الذي امتهنوا الازدواجية الملعونة التي استولت على رؤوس الكثير وأصبحت حالة طبيعية فتراه يمتدح المسئول في الصباح وينتقده بالمساء والأمر انسحب على وسائل الإعلام وأصبحت تكيل الأمور بمكيالين و تحجب الصدق والصفاء والشفافية ,هذه الثلة المتلونة هي من تصنع الطغاة , فالذي نسميه مسئول كان بالأمس مواطن عادي جدا” لم يتوقع ان يتبوأ في يوم من الأيام منصب رفيع لكن الصدفة والقدر وغياب العدل والفراغ السياسي
والقفز في الوقت المناسب بمسك بالكرسي بيديه وقدميه و تشبث بالمنصب,ومما ساعده على هذا التمادي هو الترحاب والهوسا والشعارات التي وصلت الى حد الرذيلة ” فمن عمرنا على عمرك” وبالروح بالدم” وهلا بيك هلا وغيرها من الكلمات الرخيصة الكاذبة التي أطلقت لكل من ركب على ظهر الشعب و هذا الضحك على الذقون والترحاب المزيف ونزع “العگل” هو من جعل الطغاة تتمادى وتتصور بان العراق مطوب باسمها وبدونهم لا قيمة للوطن ليعبثون بالأموال والمقدرات والبشر , من هذه الفوضى نحصد شر أعمالنا وسندفع فاتورتها هذه الأيام خير بادعائنا الفارغ والنفخ في كرش المسئول أين
نحن(الشعب) اليوم في ظل تدهور أسعار النفط وضياع قطاع الزراعة والصناعة والقطاع الخاص وانهيار البنى التحتية الم يكن المسئول الذي صفقوا وزمروا له وراء هذه ألانتكاسه, وأين هو ألان وأين انتم يا من صفقتم وهللتم ستدفعون كرها” هذا التملق والازدواجية من خلال الضرائب لفاتورة الماء والكهرباء والمولدات والمواد الغذائية ,فلا بالروح والدم ستنفعكم ولا هلا بيك ستنقذكم,فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم,فاستفيقوا لكي لا تنعلكم الأجيال