السؤال بلوعة ملامسة الجمر، من باع أهل الانبار؟ من أهداهم لداعش ؟ولم نعرف إلى الآن سر هروب الدواعش الاوائل الذين مهدوا لدخول الدواعش الحاليين؟
قفص الاتهام ينتظر من باع اهل الانبار إلى الشيطان ؟فهم أول المتضررين من الحكم الداعشي،فعوائلهم مهجرة، ومصالحهم معطلة،ومنازلهم تحولت إلى خرائب وحياتهم تحولت إلى طعم الحروب والبارود ، ومن قال :قادمون يابغداد في سراديق التظاهرات غادر إلى تركيا واربيل ليضم رأسه في عمق الأرض .
بات الأنباريون الأصلاء في عنق الحروب والدمار وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها تحت سياط الحكم الداعشي ، صورة لم يألفها الأنباريون الأحرار، لكنهم دفعوا فاتورة الخيانة، نعم، الذين باعوا ذممهم بحفنة من الدولارات والدراهم،الذين فتحوا بابهم إلى الأفغان واليمنيين والسعوديين بحجة الدفاع عن الأنبار.
حتى لايفهم مااقول خطأ ، فأنا أفرق بين اصحاب المظالم و المطالب والحقوق الذين طالبوا الحكومة علانية من دون الاستعانة بـ”الأجنبي ” وبين التوابع لداعش ومن فتح أبواب منزله على مصراعيها لهم، الحقيقة التي لاتخفى أن الفريق الأول ذاب صوته امام هلوسة الفريق الثاني ، فضاعت بهاء المطالب الأنبارية(المشروعة التي تنسجم مع الدستور) أمام ظلامية داعش ورعونيتها.
بالفعل،لم تكن الاجراءات الحكومية تتناسب مع حجم التظاهرات الأنبارية وتوسعها، فلم تُحل المطالب الدستورية في مهدها ولم تؤد الفتنة كما ينبغي، يقابل ذلك سماح بعض أهالي الانبار دخول أذرع الدواعش ليسيروا التظاهرة نحو جرف المد الطائفي ليصبح الشعار العريض لها – قادمون يابغداد لتحريرك من الصفوية !
ومن ذلك الحين بدأ الخطاب الطائفي يعلو ويرتفع بينما الخطاب الوطني والمطالب الدستورية تهبط وتذوب، وكالعادة فإن التجاهل والا مبالاة الحكومية كانت سببا في تزايد هذا المدّ الطائفي واتساع الرقعة الداعشية ،فلم يكن من حسن القرار تجاهل مثل هذه التحركات في تلك المناطق المنسجمة اجتماعياً ومذهبياً،واعتمد اصحاب القرار على محللين وكتاب ليس لهم اطلاع على طبيعة الأوضاع في الأنبار.
ويبقى السؤال العريض الواسع : من الرابح من تدمير الأنبار ؟ومن تسبب لها بكل هذا الخراب ؟ومن وضعها في هذه السلسلة الطويلة من أنهر الدماء ؟وأين هم الان عمائم السردايق وشيوخها؟
الهدف من كل ذلك هو قطع الأنبار عن العراق وتحجيمها من محافظة عراقية وطنية إلى محافظة طائفية تمثل مذهبا ً معيناً منذ زمن طويل، والأنبار مضيف كبير على هيئة محافظة.
حقيقة آخرى تضاف إلى طابور الحقائق أن من باع الأنبار وجعلها تحت سلطة داعش التي ليس في معجمها وقاموسها مجالاً للرحمة ينعم في العيش خارج المدينة المدمرة ، وقد اهداها إلى ازير الرصاص وعنف المواجهات وانشغل بعقد مؤتمرات تصعيدية في النهار وجلسات حمراء في الليل
يجسد العراقيون وحدتهم وتماسكهم عبر التوحد على ضرورة أن تعود الأنبار إلى الحضن العراقي وتطلق الدواعش إلى الابد ..الوقت مناسب لتضاهي الأنبار باقي مدن دول المنطقة في الاعمار والبناء وتتحول إلى مدينة نموذجية بسواعد الاصلاء الذين يرفضون أن يُباح الدم العراقي على أرضهم لحسابات مذهبية ويقولون بأصوات عالية…الانبار عراقية لا داعشية !