في بقعة مباركة من بقاع وطني العراق الحبيب وقفت .
هنا مقاما لنبي الله ايوب.
النبي المبتلى والمعافى
النبي الذي ناداه الله تعالى
اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب
النبي الذي اعاد الله تعالى عليه شبابه واولاده ومختلف النعم التي حرم منها سنينا عجاف.
وجعل مغتسله شفاءا للناس عبر العصور
النبي الذي اعاد الله تعالى الى زوجه شبابها وجمالها.
هنا مقام ايوب العراق في وانا هنا في عراق ايوب
…………….
سجلت المرأة عبر التاريخ قصصا تضمنت تضحيات جسام ومآثر عظيمة تنحني لها الأعناق احتراما وتصفق الاكف اعجابا بتلك لتضحيات والتي يعجز عن تحقيقها اشد الافئدة صلابة والارواح عظمة .
اليوم حين تناولت المصحف الكريم طالعتني الاية المباركة(اني مسني الشيطان بنصب وعذاب) ذلك قول نبي الله ايوب عليه السلام الذي ناجى به ربه الكريم .
وهو نبي سليل الانبياء فهو ايوب بن موهب بن تارخ بن روم بن العيص بن اسحاق بن ابراهيم. وقد تزوج رحمة او (ليا )على بعض الروايات بنت افرايم بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم وكان له حشمة وأموال وبغل وبقر وغنم وخيل وحمير وله خمسمائة فدان يتبعها خمسائة عبد لكل عبد امرأة وولد.
ولئن كان ايوب عليه السلام مثالا للصبر والايمان على مدى الازمنة فأن لزوجه نصيبا كبيرا في هذا الامتحان الذي واجههما معا وهي التي حملت على كاهلها مداراة الزوج العليل وتطبيبه والقيام بأوده في سنوات عجاف تخلى عنه الجميع ولم تجدلها معينا غير الله تعالى .
ذكر نبي الله ايوب في اكثر من سورة قرآنية مباركة (وايوب إِذْ ندَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) سورة الانبياء الآية (83)
وكان نبياً مرسلاً وقد الجأت الحاجة زوجه الى ان تخدم الناس من أجل لقمة عيش تؤدهما، اجل تخدم الناس وهي سليلة الانبياء فهي الكريمة الروح والنسب اضافة الى القيام بحاجات الزوج العليل وتطبيبه فليس غير الله تعالى يسدد خطاها ويحفظها لتتم رسالة الصبر لأخر سطر وآخر كلمة وآخر حرف وآخر حركة حتى كان يوما وجدت نفسها مضطرة لقطع ذوائبها من ا جل لقمة العيش فعرف أيوب ذلك، وحلف غضباً لله ان يعاقبها. وكان الله بهما رحيما اذ استجاب له وعافاه مما ابتلاه به
كما ذُكر: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ .
ولذا كان لزاما ان يبر بقسمه وهو معاقبة زوجه التقية النقية الطيبة المخلصة في السراء والضراء فكان الرب رحيما
ولذلك لما عوفي: وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ .
ليس هذا فحسب بل عوضه بكل النعم التي حرم منها زمن الابتلاء.
كما ذُكر: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ
سورة الأنبياء، الآية 84) )
قام الله بإحياء من مات من أولاده، أو أعطاه مثلهم من أولاده، قيل: إنه قيل له: إن أهلك في الجنة إن شئت أتيناك بهم وإن شئت تركناهم لك فيها، وعوضناك مثلهم في الدنيا، فاختار الثانية.
هكذا من الله تعالى على ايوب الصابر النبي الكريم صبر وايمان وهكذا عوض الله تعالى زوجه بعاقبة حسنة اذكانت مثالا وقدوة لكل انسان حي القلب والضمير.
ايوب هو العراق والعراق هو ايوب, وطني الذي ضم في ترابه المقدس اضرحة ومقامات الانبياء والاوصياء والائمة والعلماء وفضلاء الناس وزهادهم ولمختلف الديانات والمذاهب …
لقد طال صبر ايوب العراق مذ زمن بعيد تتوالى عليه المحن وتشتد به الخطوب حتى صار ابناؤه يتخطفون ويقتلون بأبشع الصور ..ففي كل يوم تضاف ارقام جديدة وتزهق ارواح سعيدة …شهداء يعبدون طريق الحرية بالدم ويفتدونه بالروح .
اسمعهم في المليء الاعلى يرددون نبرات صوتهم شهب مضيئة تنير البصائر وتحي ميت الضمائر ندائهم واحد لن يتغير (بالروح بالدم نفديك يا عراق) هم كثيرون كنجوم السماء وأخرهم وليس الاخير الناشط المدني (ايهاب جواد الوزني).
ستنتصر يا وطني وستزهوا بكل الطيبات, ابناؤك الغر لن ينتهوا مهما تمكنت ايادي الغدر من الاغتيال ومهما اختفت وجوه المجرمين خلف البراقع البراقة. العراق شمس لا يطفئها الظلام وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.
عاش العراق حرا ابيا
عاش شعب العراق برجاله ونساءه واطفاله وارضه وسمائه وانهاره واشجاره وصحاريه وجباله وهضابه ووديانه مزدهرا وراقيا وجهته الشموس العوالي ولن تنال منه خفافيش الجريمة.