23 ديسمبر، 2024 2:01 ص

من اين نبدأ : بالاصلاح السياسي ام بالاصلاح الاجتماعي

من اين نبدأ : بالاصلاح السياسي ام بالاصلاح الاجتماعي

لا احد في العراق اليوم ، لا يتحدث في السياسة والاصلاح السياسي سواء أكان امرأة او رجلا ، مسنا او شابا ، مثقفا او بسيطا ، عاملا في معمل او طيارا ، وجميعهم متفقون على ضرورة الاصلاح السياسي ( الا السياسيين الذي سيلحق بهم الضرر ) ، وذلك مطلب تنادي به جميع الشعوب في كافة دول العالم … وحجتهم في ذلك ان القادة السياسيين ان صلحوا صلحت البلاد بمجالاتها كافة . فالقائد السياسي هو الفاعل الاول في ادارة شؤون جميع نواحي الحياة في بلاده ، ونتيجة لذلك فالناس في البلدان التي تشكو من تخلف او قهر او فقر تثور عادة على حكامها السياسيين وليس على احد غيرهم ، لانهم متأكدون ان سبب السوء هم الساسة …

لا استطيع ان اجزم ان هناك اجابة محددة وقاطعة على هذه التساؤلات التي سأوردها ، فقد جرت عادتي ان اطرح التساؤلات جميعا ، واترك للعقل المتحرك ان يبحث عن اجابات وفي تفاعلاتها مقاربات للحلول التي نسعى اليها :

1- هل يمكن الجزم ان الاصلاح السياسي سيؤدي بالضرورة الى اصلاح اجتماعي مثلا ؟

2- بمن نبدأ : بالاصلاح السياسي ام بالاجتماعي؟ ام يجب ان يكونا في تزامن ؟

3- من هم قادة التخلف والتراجع والفساد الاجتماعي ؟ هل نعرفهم كما نعرف الساسة نظرائهم ؟

4- ماذا اذا كنا نحن مساهمون في الفساد الاجتماعي ؟

5- هل نجرأ على تسمية آفاتنا وفسادنا الاجتماعي كجرأتنا على تشخيص الخلل السياسي ؟

6- هل نستطيع ان نقوم بالتظاهرات وتوجيه النقد او القيام بنشاط ضد الاشخاص الفاسدين من الفاعلين الاجتماعيين ( كما يسميهم محمد اركون ) ؟

7- ماذا اذا كان هناك فساد لدى رجال الدين ورجال العشائر ؟ لماذا لا نشير اليه بالطريقة نفسها التي نشير بها للفاسدين السياسيين ؟

8- لو ان الرجال هم سبب اضطهاد النساء في بلادنا هل نتظاهر ونوجه النقد او نكف عن المساهمة او الاصطفاف مع أولئك الرجال ؟

9- اذا كنت انت رب عائلة او رئيس دائرة او مديرها او مسؤولها فهل حاسبت نفسك على سوء الادارة او نقاط الفساد التي يمكن ان يكون مشابها لما يقوم به السياسيين من فساد ؟

10- سنقوم بالتغيير السياسي ، فمن يقوم بالتغيير الاجتماعي ؟ ام ان نظامنا الاجتماعي مرضي عنه وصحيح تماما ؟

سأكتب الان رأيي الذي لا اجزم انه الاصح الاوحد بل هو قناعة شخصية قابلة للطعن والرد :

اعتقد ان الفساد الاجتماعي اخطر من الفساد السياسي ، وان اصلاح نظامنا الاجتماعي سيقود بالضرورة الى اصلاح سياسي ، لكن الاصلاح السياسي لا يؤدي بالضرورة الى اصــــلاح اجتماعي ، لأن النظام السياسي الفاسد والساسة الفاسدين هم نتاج نظام اجتماعي فاسد ، ولقد تغيرت الانظمة السياسية بعديدها ، لكن نظامنا الاجتماعي بقي على حاله ينتج ساسة فاسدين دائما ، ولم يخطر على بال احد ان يتظاهر ضد المنتفعين من بقاءه .