ننظر الى عالم دزني الذي شيده الرأسماليين والفنانين وعاشوا في بروجهم العاجية بمعزل عن سائر البشر وحين يطلون علينا من تلك النوافذ الصغيرة نعجب بهم ايما اعجاب وما تتسرب لنا اخبارهم نرى العجب العجاب فنجدهم يهتمون حتى بنظافة وراحة كلابهم إذ لفت نظري خبر يذكر ان احدى المطربات العربيات تملك ثلاث كلاب وصل بها الحال الى ان فتحت لكل منهم حساب خاص على المواقع الالكترونية (فيس بوك و الانستكرام و الويب سات) والاغرب ان تلك الحسابات تلقى اعجاباً كبيراً في حين توجد مواقع لمفكرين وعلماء لم تلقى ذلك الاهتمام (وللكلاب حظوظ) والانكا هو ان يقوم بعض الجماهير بانتحال شخصيات تلك الكلاب للحصول على جمهورها فأي بائس هذا الذي ينتحل شخصية كلب.
وليس بعيداً عن تلك الصروح العاجية وخارج اسوارها تتكرر قصة الخاسر الاكبر في شوارعنا كل يوم فنرى الضحية الاولى تتشظى في الطرقات تحت رحمة الشريف والدنئ غير الذين وقعوا فعلاً بأيدي من دفنوا ضمائرهم ولم يبقى لهم من الاخلاق نصيب، فتضيع البراءة ويتم تحويلها الى احياء جرثومية، تلك الطفولة التي نبني عليها آمال النهوض بالمستقبل فأي مستقبل نرجوه في ظل هذا التضييع.
فبين اولاد شحيبر واولاد كيتو ضاع اولاد الخايبة، (ولمن لا يعرف (شحيبر) فهو اسم لشخصية كلب في احدى المسرحيات الكوميدية اما (كيتو) فهو اسم لاحد الكلاب المدللة في الواقع).
وشتان بين من لا يعتنون بأطفالهم وبين يعتنون يعتنون بكلابهم وكل العجب من المعجبين بتلك الكلاب، فيا من صيرتم من كلابكم شخصيات تنشرون اخبارها الم تلتفتوا لعقد الطفولة الذي انفرط في مدن العالم أولم تهزكم البراءة المتناثرة في الشوارع فان لم تهتموا فليس عليكم عتب لأنكم تظهرون مستواكم من خلال اهتمامكم، لكن العتب على الذين يدفعون اموالاً لشراء البوماتكم ويتدافعون لحضور حفلاتكم ويدافعون عن مشاريعهم ولم ينفقو الاموال في سبيل انقاذ او محاولة انقاذ الطفولة ففي المحاولة شرف، وان لم تصل الرسالة لهؤلاء فنوجهها لمن يرقى للمستوا المطلوب وان لا يضيعوا ما تبقى من ذلك الامل المنعقد على نجاح مستقبل الطفولة وان لا يقزموا تلك الطاقة الهائلة ولا يلوثوا تلك الفطرة السليمة.