18 ديسمبر، 2024 5:41 م

اَلْإِنْسَان يَأْتِي بِلَا شَيْءٍ وَيَسْعَى وَرَاءَ كُلِّ شَيْءٍ ثُمَّ يَرْحَلُ وَيَتْرُكُ كُلُّ شَيْءٍ ثُمَّ يُحَاسَبُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ . ( مُقْتَبَس ) هَلْ تَعْلَمُ بِأَنَّ وَزْنَ اَلْحُوتِ اَلْأَزْرَقِ يَزِيدُ عَنْ وَزْنِ اَلْإِنْسَانِ بِمِئَاتِ اَلْمَرَّاتِ وَهَلْ تَعْلَمُ بِأَنَّ اَلْحِمَارَ – أَجْلُكُمْ اَللَّهُ – يَتَنَبَّأَ بِوُقُوعِ اَلزَّلَازِلِ قَبْلَ عِشْرِينَ دَقِيقَةً مِنْ حُدُوثِهِ بَيْنَمَا نَحْنُ اَلْبَشَرَ نَتَنَبَّأُ بِهِ قَبْل ثَوَانٍ مِنْ حُدُوثِهِ . هَلْ تَعْلَمُ بِأَنَّ هُنَاكَ نَوْعًا مِنْ اَلْحَيَوَانَاتِ عِنْدَمَا يُقْلِعُ سِنَّهَا ، يُظْهِرَ سِنُّ مَكَانِهِ ، بَلْ وَإِنَّ هُنَاكَ نَوْعٌ مِنْ اَلْحَيَوَانَاتِ أَنَّ بُتِرَتْ أَطْرَافُهَا يُعَوِّضُهَا اَللَّهُ بِأَطْرَافِ بَدَلِ عَنْهَا ، وَهُنَاكَ نَوْعٌ مِنْ اَلدِّيدَانِ أَنَّ قَسَّمَتْ قِسْمَيْنِ يَنْبُتُ لِلرَّأْسِ ذَيْلَ وَلِلذَّيْلِ رَأْسًا ، هَذَا هُوَ فِعْلُ اَلْخَالِقِ اَلْمُصَوِّرِ تَبَارَكَ رَبِّي أَحْسَنَ اَلْخَالِقِينَ . إِذَا مَنَّ أَنْتَ أَيُّهَا اَلْإِنْسَانُ . اَطْبِيبْ أَنْتَ أُمُّ مُهَنْدِسِ أُمِّ مُعَلِّمِ أُمِّ طَيَّارِ أُمِّ صَاحِبِ مَالِ أُمِّ شَيْخِ أُمِّ رَئِيسِ أُمِّ مَلِكِ مِنْ أَنْتَ وَلْتَكُنْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ ، وَلَكِنَّ لَا تَتَكَبَّرُ عَلَى نِعْمَةِ إِصَابَتِكَ بِفَضْلِهِ تَعَالَى وَصَعَّدَتْ جَبَلاً فَيَغْزُو تَفْكِيركَ اَلْمَرِيضَ أَنَّ اَلنَّاسَ لَا شَيْءَ وَأَنْتَ كُلِّ شَيْءِ فَوَزْنِكَ لَا يَفُوقُ وَزْنَ اَلْحُوتِ وَلَا تَتَنَبَّأُ بِالزِّلْزَالِ قَبْلَ اَلْحِمَارِ وَلَنْ تَسْتَطِيعَ مُهِمًّا بَلَغَ عِلْمُكَ كَطَبِيبٍ مَاهِرٍ أَنْ تُعَوِّضَ سِنًّا أَوْ طَرَفًا مَا وَهُوَ مِنْ نَفْسِ بِنْيَةِ اَلْإِنْسَانِ لَيْسَ صِنَاعِيًّا . عَلَى مَاذَا تَتَكَبَّرُ . كنت انت كما انت .
،يَا اِبْن آدَمْ أَتَعْلَمُ بِأَنَّ أَنْتَنَ رِيحَهُ عَرَفَتْهَا اَلْبَشَرِيَّةُ هِيَ جِيفَةُ اَلْإِنْسَانِ بَعْدَ مَوْتِهِ أَوْ تَعَلُّمِ بِأَنَّكَ تَتْرُكُ كُلَّ شَيْءِ وَرَاءَكَ بَيْتُكَ ، أَوْلَادُكَ ، مَالِكٌ ، زَوْجَتُكَ ، سَيَّارَتُكَ اَلْفَارِهَةُ ، كُلُّ شَيْءِ وِسِينْسَاكْ كُلَّ شَيْءٍ بَلْ يَتَسَابَقُ أَوْلَادُكَ وَذَوِيكَ عَلَى إِقْفَالِ بَابِ قَبْرِكَ بِأَحْكَامٍ ، حَتَّى لَا يَدْخُلُهُ نَسَمَةَ هَوَاءٍ أَوْ بِضْعَةٍ مِنْ ضَوْءٍ ( حِكْمَةُ اَلْخَالِقِ لِكَيْ نَتَّعِظَ ) . ثُمَّ سَتُنَادِي جِيفَتكَ – اَلَّتِي سَتَرَهَا اَللَّهُ بِالدَّفْنِ – اَلدُّودُ لِيُغَيِّرَ مَلَامِحَ هَيْئَتِكَ وَصُورَتِكَ وَجَسَدِكَ اَللَّذَانِ كُنْتَ مُتَبَاهِيًا بِهُمَا وَاَلَّذِي لَنْ يُغَادِرَهُ إِلَّا وَتُصْبِح رَمَادًا أَسْوَد . هَذَا أَنْتَ فَمَنْ أَنْتَ . وَعَلَى مَاذَا تَتَكَبَّرُ ، اَلنَّاسُ خَلَقَهُمْ اَللَّهُ وَهُمْ أَحْرَارٌ كَمَا أَرَادَ اَللَّهُ وَكَرَامَتُهُمْ حِفْظَهَا اَللَّهَ فَمَنْ أَنْتَ . أَعْلَمُ بِأَنَّكَ لَا شَيْءً أَمَامَ فَقِيرِ حَالٍ يَرَى نَفْسَهُ كُلَّ شَيْءٍ نَسْأَلُهُ تَعَالَى حُسْنُ اَلْخَاتِمَةِ