17 نوفمبر، 2024 7:23 م
Search
Close this search box.

من ام المعارك الى ام الكراسي‎

من ام المعارك الى ام الكراسي‎

في عام 1991 وصف صدام حسين حرب الخليج الثانية بام المعارك وكانت فعلا اسما على مسمى حيث ولدت كل معارك الشر التي شارك فيها الغرب وامريكيا والعرب الاقحاح والعجم الفرس وفتحت قناة الموت ليجري فيها الدم العراقي بغزارة ليس لها مثيل في تاريخ العراق وربما قائل يقول كانت غزوات وحروب واقوام شرسة نكلت بالعراقيين اشد تنكيل ولا احد ينكر ذلك فقط ان تلك الحروب والغزوات كانت لها  تاريخ محدد وينتصر العراق اما اليوم ومنذ عام 1958 عام الثورة على الاستعمار وعملائه بدأ الهجوم المعاكس وحيكت المؤامرات وجرت انقلابات دموية راح ضحيتها مئات الالاف من العراقيين وكانت الحصة الاكبر من نصيب الوطنيين الاحرار وعلى راسهم الضباط الاحرار الذين تم التنكيل بهم بشكل يخلوا من اي شرف او انسانية وهكذا عام اسوء من عام بسبب سوء التصرف للذين تسلطوا على الشعب تحت اغطية ومسميات كاذبة ليس لها علاقة بادعائتهم كالوطنية والقومية واخر التقليعات الدينية التي تسلطت بعد الغزو الامريكي للعراق في 2003 فلا الادعاءات الوطنية حققت شيء لمصلحة الشعب والوطن ولا حزب البعث وعبد السلام عارف الوحدوي للنخاع حققوا الوحدة العربية او اي شكل من اشكال التضامن العربي وانما شعارات فارغة استهوت المغفلين وجندتهم للقتل والتنكيل بابناء وطنهم , ولكن الاقسى والامر هو ما يمر على العراق منذ 2003 حيث يقتل المسلم والمسيحي والايزيدي والصابئي والاشوري والكلداني والعربي والكردي والشيعي والسني حتى وصل الامر ان الشيعي يقتل الشيعي والسني يقتل السني ومن الواضح ان الاحتراب الوطني  لم يكن له  شبيه في تاريخ العراق الحديث , لقد خططت الولايات المتحدة من خلال الحاكم المجرم بريمر حيث تم على عهده تاسيس فرق الموت السوداء التي مهمتها نشر القتل الطائفي ولتستغل ايران المليشيات التي عاشت وتدربت فيها  اكثر من عشرين عاما لتوعز لها بتنفيذ اجندتها في السيطرة على العراق من خلال الاحتراب الوطني ولقد كان لفيلق القدس الايراني ولا زال الدور الاكبر في التأثير على عدم الاستقرار وخلق الازمات حتى بدأت تصريحات المسؤولين الايرانيين الوقحة وكانما العراق ضيعة تابع لايران فعلى سبيل المثال يقول نائب وزير الخارجية الايراني حسين امين عبد الشيطان ( طهران تدعم بقوة ترشيح المالكي لولاية ثالثة ولكنها لا (تمانع ) في وصول اي شخص اخر يختاره البرلمان العراقي , اما محسن رضائي امين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران يقول ( ان على الايرانيين ان يستعدوا لمواجهة الاحداث الجارية في سوريا والعراق و ان هناك عاشوراء جديدة وكربلاء اخرى ) وقد مورس ذلك التدخل فعلا من خلال ارسال المتطوعين والاسلحة والطائرات والخبراء اما العرب فبشكل واضح دويلة قطر التي تم ادارة عملية الغزو وتدمير العراق من قاعدة السينية الموجودة على اراضيها وقد اتضح الدور القذر الذي تقوم به هذه الدويلة والتي تهافت فيها الابن والاب والجد في خدمة المخططات  الاجرامية ضد الدول العربية من خلال الانقلابات التي جرت بينهم , لقد اصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات بين الغرباء والقرباء وفي كل الحالات فأن من يدفع الثمن هو الشعب العراقي بكل ملله ونحله اما المتسلطين فلا شأن لهم بما يحدث ولقد قالها السيد مهدي الحافظ رئيس السن في البرلمان الجديد ان الجميع يتصارعون على المناصب وهذه الحقيقة المرة التي يجب ان يتفهما الكل من ابناء العراق ان مايدور في العراق من امور شائكة وازمات مستفحلة هو نتاج لمعركة ام الكراسي  والتي هو احدى وليدات ام المعارك يقول هتلر ( اذا اردت السيطرة على الناس اخبرهم انهم معرضون للخطر ثم حذرهم ان امنهم تحت التهديد ثم خون معارضيك وشكك في ولائهم ووطنيتهم ) ويقول نابليون بونابرت ( الحكومة التي يحميها اجانب لم يقبلها شعب حر ) وعندما نتمعن النظر في هذه الاقوال نجدها تشخص واقع الحال العراقي بشكل دقيق , يقول مسعود برزاني ( توجد هويات كردية وسنية وشيعية ومسيحية لكن ليس هناك هويات وطنية ) ونسأل السيد مسعود هل الهروب الى الامام والدعوة الى الانفصال وتقرير المصير هو لتصحيح المسار الوطني ولماذا تسيرون بالشعب الكردي الى المجهول ولماذا تكونوا جزءا ممن ساهم ويساهم في تخريب العراق , ليس هناك من ينكر على الشعب الكردي خياراته ولكن يجب ان يكون ذلك في الظرف والوقت المناسب وليس هذا الظرف العصيب الذي تكالب فيه الاشرار على تمزيق العراق فكل دول الجوار وغيرها لها مصلحة في ما يجري من قتل وتهجير وتهميش وفساد مالي واداري , يقول جبران خليل جبران ( من حسنات الناس انهم لايستطيعون اخفاء سيئاتهم طويلا ) ,ويقول الدكتور مصطفى محمد ( ان الزعيم الذكي هو الذي يتخطى بعينه ضجيج الهتاف والتصفيق وبطانة النفاق والتسبيح من حوله وينظر الى ماوراء كل هذا الهيلمان الكاذب الذي يصنعه الخوف والاطماع الى يوم موته وما بعده )  ولكننا للاسف نجد ان الزعيم عندنا لايكون الا بوجود هذه الحالة بل هو راس الموأمرة وعامل التخريب  لقد حذر قادة الرأي والفكر من اعادة انتخاب الوجوه التي تسلطت على الحكم منذ عام 2003 ولحد الان ولكن للاسف كانت خيبة الامل كبيرة وعادت نفس الوجوه او مايشابهها للتسلط على تسيير دفة الحكم في البلد وكان الاجتماع الاول للبرلمان الهرولة للحصول على جزء من الكعكة  في التسجيل على سيارات الدفع الرباعي والامتيازات والحصانة تاركين البلد وما يجري فيه لمهب الريح ولم تنقل لنا وسائل الاعلام صورة احدهم بين النازحين والمهجرين ولم يجرب اي واحد منهم ان يعيش يوما واحدا في تلك الخيام وتحت تلك الظروف من اكبر مسؤول في السلطة الى اصغر واحد فيها وكل مايجري هو دفع المزيد من اولاد  الخايبات الى محارق الموت من اجل تثبيت العروش يا شعبنا الظالم لنفسه طالما حذر قادة الرأي الحر من هذا الانحدار لان السفينة لو غرقت فمن الذي ينجي منها ؟؟  لقد سلمتم زمامكم لمن هم ليس منكم ووضعتم من كان وراءكم في المخابيء ويعتاشون تحت ضلال الزيزفون امامكم فالحقير لايكفيه دماركم بل يبني لنفسه مجدا على حطامكم اتحدوا من اجل تصفية المخربين من تنظيمات القاعدة وداعش والمليشيات الاجرامية المسخرة من هنا وهناك , ان كل عراقي يقتل او يهجر او يهان او يذل  مصيبتكم جميعا فمن لم تمسه النار اليوم ستمسه غدا اكنسوا كل من خرب الوحدة الوطنية ورفع الشعارات الطائفية والشوفينية , انتم اهل العراق نور الشمس التي اضاءت للبشرية الطريق وعلمتم الانسانية من خلال حضاراتكم التي يشهد لها التاريخ , عاش العراق موحدا ارضا وشعبا والخزي والعار لاعداء العراق

أحدث المقالات