22 نوفمبر، 2024 6:27 م
Search
Close this search box.

من النيل الى الفرات بلون آخر

من النيل الى الفرات بلون آخر

لم تمر فترة طويلة نسبيا على بدء مخطط النظام الايراني ضد اليمن عبر تحريك الحوثيين بالسيطرة عليها تدريجيا، حتى خرج على العالم رجل الدين علي سعيدي، ممثل مرشد النظام الايراني وهو يصرح و بمنتهى الصلافة:” العمق الاستراتيجي لإيران يمتد من البحرين والعراق حتى اليمن ولبنان وشواطئ البحر المتوسط وحتى أميركا اللاتينية”، وأضاف قائلا بنفس الاسلوب:” على إيران أن تحافظ على عمقها الاستراتيجي في هذه المناطق بكل ما لديها من قوة”، سعيدي هذا، هو من الشخصيات المقربة من خامنئي و من الذين لهم دور على أکثر من صعيد للنظام الايراني.

هذه التصريحات تؤکد و تثبت النوايا و الاطماع التوسعية لهذا النظام و إعتماده على تصدير الفوضى و الفتنة و العبث بالسلام و الامن و الاستقرار لدول المنطقة، لايزال و سيبقى يستغل حالة الدفاع السلبي لدول المنطقة بوجه هذه المخططات المشبوهة و يبادر بتفعيل و تنفيذ المزيد و المزيد من المخططات التوسعية لفرض هيمنته على المنطقة و جعلها ساحة لتصفية حساباته و إستغلالها کجسر للعبور و تحقيق أحلامه و طموحاته غير المشروعة على حساب شعوب و دول المنطقة.

الحلم اليهودي بإقامة دولتهم الممتدة من النيل الى الفرات، والتي طالما رددتها و ترددها وسائل الاعلام العربية و الاسلامية، لکن إسرائيل التي إحتلت شبه جزيرة سيناء، إنسحبت منها بعد إتفاقية السلام مع مصر کما انها مستعدة للإنسحاب من مرتفعات الجولان السورية لو وجدت إستعداد لتوقيع إتفاقية سلام، أي ان إسرائيل وان کان لها ذلك الحلم التوسعي، لکنها لم تفعل شيئا على أرض الواقع بعکس النظام الايراني الذي يعلن و بمنتهى الوقاحة عن إمبراطوريته الدينية الذي يقوم يوما بعد يوم بالسيطرة على منطقة جديدة والانکى من ذلك انه غير مستعد للتخلي او ترك مناطق نفوذه و هيمنته في سوريا و لبنان و العراق و اليمن، والسؤال هو: لماذا الترکيز على الحلم الصهيوني الذي هو مجرد نظرية إفتراضية و ترك مخططات النظام الايراني التي يتم تطبيقها و تنفيذها على مرئى و مسمع من الجميع؟

الدور الخبيث و المشبوه الذي لعبه و يلعبه النظام الايراني من ناحية العبث بأمن و استقرار المنطقة و إصراره على مواصلة تصدير و زرع الفکر الديني المتطرف و بث النزعة الطائفية المقيتة التي تعصف حاليا بالعراق و سوريا و لبنان و اليمن و ينتظر أن تضم إليها مناطق أخرى، فهل ستبقى دول المنطقة منتظرة المعجزة لکي يتخلى هذا النظام عن أطماعه فجأة من تلقاء نفسه”وهو المستحيل

بعينه”، أم انها ستبقى تنتظر جهدا دوليا بنفس السياق من دون أن تدري أن الجهود الدولية حاصل تحصيل مصالح دولية قد لاتراعي مصالح دول المنطقة بالمرة؟

السبيل و الطريق الوحيد المتبقي أمام دول المنطقة هو ان تبادر الى دعم و تإييد النضال المشروع الذي تبذله المقاومة الايرانية من أجل التغيير في إيران و الذي هو اساسا مطلب و طموح و حلم الشعب الايراني الذي يعاني الامرين من هذا النظام القمعي الاستبدادي ويجب على هذه الدول کسر حاجز الخشية و الحذر من هذا النظام الذي لايمر يوم إلا ويجدونه ينفذ مخططا جديدا ضدهم، وأن هذا الامر”أي حدوث التغيير في إيران”، قضية تخدم الجميع إبتدائا من الشعب الايراني و مرورا بدول المنطقة و إنتهائا بالمجتمع الدولي.

*[email protected]

أحدث المقالات