-1-
سمّى العرب عام 1967 عام النكسة ، إثر هزيمة جيوشهم أمام الصهاينة الأوغاد، الذين صادروا أراضيهم وأضافوها الى ما احُتَّل منها سابقا …
ولا ننسى انّ الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، أعلن بعد النكسة استقالته من منصبه ، اعترافاً منه بمسؤوليته عن النتائج الكارثية التي منيت بها الأمة، الا أنَّ الجماهير المصرية طالبَتْه بالعدول عن الاستقالة إثر القائه خطابا، هزّهم عاطفيا، وحفزّهم على تلك المطالبة..
وكانت النكسة في الاسبوع الأول من حزيران عام 1967 .
-2-
وحين احتلت داعش ” الموصل ” في حزيران 2014، وامتدت لتُحِكْمَ قبضتها على العديد من المدن والمواقع العراقية في العديد من المحافظات، لم نسمع أحداً من العرب يُطلق على هذه الكارثة اسم النكبة، مع انها في الحقيقة نكبة للعرب والمسلمين جميعا، كما أنّ المسؤول التنفيذي المباشر السابق، ازداد تشبثاً بالسلطة بدلاً من المسارعة الى الاستقالة واعلان مسؤوليته عما وقع .
-3-
ولولا ان ” داعش ” خطر يتهدد الأمن والسلم الدوليين – لا العرب والمسلمين وحدهم – لما فكّر أحد بالتحالف الدولي ضدهم ..!!
-4-
انّ السياسة المتشنجة التي قادت الى تأزيم الأوضاع داخل العراق ، والى جعلها مشوبةً بالكثير من الشوائب مع الاشقاء والجيران ، كانت في طليعة الأسباب التي أدّت الى الموقف الباهت من كارثة وقوع ثلث الأراضي العراقية تحت سيطرة الدواعش الأوباش …
-5-
انّ مراجعةً سريعة لما تلقّاه رئيس مجلس الوزراء د. حيدر العبادي ، من تهانٍ وتبريكات، من روؤساء دول وحكومات عربية واجنبية، يدّل دلالة واضحة على عمق ما كانت تعانيه تلك الدول من المسؤول التنفيذي المباشر السابق ..!!
-6-
وهنا لابُدَّ أنْ نسأل :
هل يصحّ – في ضوء الموازين الشرعية والعقلية والوطنية ، فضلاً عن الموازين السياسية والدستورية والحضارية – أن نقدّم مصالح الأفراد على مصالح العباد ؟
وهل يُقبل الانحياز الى شخص معيّن – ، بالرغم من الركام الهائل من الأخطاء والخطايا والمفارقات في أقواله وأعماله – على حساب الانحياز لمصالح الشعب والوطن ؟
والمسألة لا تحتاج الى كثير جهد وتفكير …
انها واضحة وضوح الشمس في النهار
ومن هنا :
لابُدَّ أنْ يوّطن المقصرّون أنفسهم للحساب ودفع الثمن، بدلاً من الاستمرار في المكابرة التي ما أنزل الله بها من سلطان .
ولابُدَّ لاولئك الذين يجترحون ما يجترحون من الالتواء والتقعر في الدفاع عن الفاشلين، أنْ يؤوبوا الى رحاب الحقائق وأنْ يكفّوا عن السباحة ضدّ التيار ..!!
-7-
انّ ما تجمّع من أرقام وأدلّة وملفّات عن قضايا الفساد الاداري والمالي في عهد المسؤول التنفيذي المباشر السابق ، فضلاً عن الانتهاكات الفظيعة للحقوق والحريات ، يشي بانّ الحساب قادم لا محالة …
وعلى القضاء أنْ يحسم الأمور بعيداً عن كل الحسابات السياسيّة .
-8-
انّ العراق لابُدَّ أنْ يعود الى تبوء موقعه العالي تحت الشمس ، فهو مهوى القلوب والافئدة ، وموئل الفكر ، وملاذ الأرواح ، وواحة الآداب ، ومنجم الإبداع، وهو الوجه الناصع للأديان والحضارات والانسانية ..
ولا نريد بعد اليوم أنْ يدفع ثمن القرارات السلطوية المنفردة …