23 ديسمبر، 2024 9:34 ص

من النعيم الكبير إلى الجير والبسامير

من النعيم الكبير إلى الجير والبسامير

سألت نفسي : لماذا يصر الأنسان على قهر أخيه الأنسان ، ولماذا يسخر منه فيما إذا وقع في مطب مفاجئ بدلا من الأسراع لنجدته وتقديم المعونة الممكنة له ؟ أسئلة وجهتها الى الكثير من أصدقائي فلم أجد منهم جوابا شافيا يريح النفس رغم أن مستوياتهم تتباين بين شخص وآخر ، فمنهم من أجاب بشكل مبهم لم أفهم منه شيئا ، ومنهم من أندهش ومنهم من أنخرس والتصق بجدار الحائط خوفا من برميل صديق سيرمى بين لحظة وأخرى ليجتث أرهابيا جلب طفلته الصغيرة وجرحها يثعب دما من أثر برميل ثان كان قد سقط (سهوا) من طائرة لم تحلق على أرتفاعات شاهقة.. ومنهم من اعتذر بلباقة وكياسة قل نظيرهما في عالم السكون الأنفعالي النابع من صميم المرحلة الراهنة التي رافقت أنكسار فرعون بغداد وتهديده للمسالمين بفتح أبواب جهنم التي أعدها الله لهم تناغما مع رغبات هذا الفرعون ، ومنهم من هرب مني وكأنه رآى عفريتا من الجن تخرج النار من منخريه ! وآخر تذرع بعمل مهم يجب أنجازه على الفور ولا مجال لتأخيره نظرا لمتطلبات سمكرة عالم السيارات المصفحة ذات الدفع الرباعي المستوردة خصيصا لأخوتنا النواب الذين لايحلون ولا يربطون رجل دجاجة اللهم سوى النواب السائرين على خط الأمام نوري المالكي تقدست أسراره المقدسة . ومن أصدقائي المعتذرين مجموعة رأت مني بطرانا يلعب بـ ( …. ) ليس له شغل ولا عمل سوى أسئلة فلسفية تشبه تلك التي يتفلسف بها الأشيقر الخنفري صاحب كتاب ( مشتقات العدس في البطاقة التموينية المهلوسة هلس ) .. لم يتبق امامي سوى صديقي العتيك (عبد الله ) الذي خرب الفرس ثلاثة أرباع عقله عندما كان أسيرا في أقفاصهم ذات الخمس نجوم ، وعبد الله يتحلى بروح الفكاهة والدعابه رغم الأذى الذي تعرض له نتيجة المعاملة الأنسانية في تلك الأقفاص ( نسأل الله أن ينجي من تبقى من أسرانا هناك ) .. ومن يمعن النظر في قسمات صديقي عبد الله يشم منها رائحة التراب العراقي الممزوجة برائحة حبات العرق المتساقطة نتيجة رد الفعل لسلاح ( البي كي سي ) وهي تحصد جند المغول التي تحاول أختراق الخط الأمامي ، حيث كان ابا نجم المدافع عنها بكل شراسة ، حتي بات أسمه يشكل رعبا لكل من تسول نفسه التقرب من ذلك الخط ، فكان مثالا طيبا للعراقي النشمي الرافض لكل أنواع العدوان . ومدافعا لايشق له غبار شهد بها العدو قبل غيره ، وكان محط أعجاب آمر السرية الشهيد البطل النقيب المجند (خالد ) فكان رحمه الله لايتناول طعاما ولا شرابا إلا وعبد الله معه يقاسمه لقمة بلقمة وشربة ماء بأخرى .. على أية حال أراني قد خرجت من موضوعي مدار البحث ! سألت عبد الله ذات السؤال ، فقال : قبل أن أجيب لابد أن أُخرج سرا من صدري يوشك أن يقتلني ! قلت له : هيا هات ما عندك ، فقال : أتدري أن الشيخ علي الحاتم ضرب (نويري) – تصغير لكلمة نوري بجلاق على (…… ) المالكي لكن رجل – الحاتم – “عصت بـ (…… ) نويري ولم تخرج منه حتى ( بالونج ) !!!!! وتالي متالي أحنه الفقره وكعنه بيها !! ، وهل تدري أن نويري راح يحرك أبهاتنتا واحد واحد وما يهد الكرسي لو يتحول الأرنب الى بعير ! ونوري المالكي رجل دخيل جعلته الصدفة الغبراء متحكما بمصير العراق مستغلا صمت الكثيرين وجبنهم وتخاذلهم فضلا عن ( لواكة ) السواد الأعظم ممن يحيط به ناهيك عن الملفات التي يحتفظ بها نويري عن كل واحد منهم … لايهم أخي فنحن لسنا بصدد المالكي لأنه في طريقه الى الزوال تلاحقه لعنة الله ودماء الأبرياء التي سالت نتيجة لسياسته العنترية والصبيانية بوحي من نفسه المريضة وبدفع حثيث من أسياده الفرس والصهاينة ، إنما بصدد حالة نعاني منها كثيرا .. فقال : ما هي ؟ قلت : لماذا يضحك البعض حين يقع أحدنا بمطب رغما عنه ؟ فأجاب بسرعة :
( انت شايف عراقي مو دايخ ) فكل عراقي مصاب بالدوخة ( والدالغة ) ( والصفنة ) والحيرة والخوف من المجهول فضلا عن صعوبات الحياة خاصة ( الكسبة ) الذين لايجدون قوت يومهم إلا بشق الأنفس ، وإن تيسر لهم ذلك يظل شبح المرض والديانة والأيجار يطاردهم فينعكس ذلك على تصرفاتهم اليومية فيكون واحدهم ( دايخ ) ( صافن ) يلعن يومه الذي ولد فيه !! وهناك أمر آخر : أتدري أن الياباني إذا ( صفن ) سيخترع شيئا مهما ومفيدا للبشرية في شتى المجالات الطبية ، الزراعية ، العلمية ، أما العراقي إذا صفن ( لو يشكل حزب لو يشتري بندقية يقتل بها أحدهم الذي يطلبه بثأر منذ 8000 سنة ، لو يلزم مرته يشبعها كتل ) .. أما حين ( يصفن ) طفلنا الصغير فأعلم أن هناك (لغما ) سيخرج تفوح منه رائحة ( المسك ) المغلفة بحفاظات ” بمبش ” ! .. أخي هيه مليوصه مليوصه ، المالكي مجلب ، والعبادي حاير بينه وبين حنونه أم لسان وما ندري شلون تاليها ، أخي لو كان الأمر بيدي لعلقت المالكي فوق عمود وايرات المولدة ولأرحت البلاد منه ومن شره ، ولقلت لكل من يؤيد هذا ( المخبل ) أرحل حيث الجير والبسامير الله لايردك ولا يرد أيامك السودة لاانت ولا حزبك العميل … سبحان الله .. من حزب الدعوة العميل الى الحزب القائد…. والله زمان الشيخ العكروك ، هل تدري ما قصة الشيخ ( عكروك ) قلت : لا والله لم يحصل لي الشرف ، فقال : الشيخ عكروك باع ( عكالة ) بخمسة وعشرين دينار وطلع يبزخ بالشارع ويردد ( بسمارج منج يالوحه ) والى لقاء!