7 أبريل، 2024 4:52 ص
Search
Close this search box.

من النحر إلى السجن رسالــــــــة متجــــــــــــــددة

Facebook
Twitter
LinkedIn
يهمنا جداً ان نقف قليلاً على القاسم المشترك بين التضحية والرسالة ، وما تحمله هذه التضحية من معاني وربط بين الشهادة وبين الامامة ،انها كربلاء وهي ليست واقعة تاريخية وإنما معركة حضارية تجسدت فيها وتلخصت كل تجارب البشرية من آدم إلى يوم استشهاد الحسين ولاحت منها كل معاني الحياة وفلسفتها ورسمت للمستقبل خطوطه ووضحت للأجيال أهدافها حيث كانت أعظم معركة في التاريخ بين الحق والباطل كما جرى ذلك لآدم وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلي الله عليه و آله وعلي عليه السلام التي شكلت لنا الحسين في أروع مثال لقيم السماء، وبين قابيل والنمرود وفرعون وطغاة قريش وإبليس التي تجسدت في أرذل وأقبح صورة في التاريخ وهي يزيد بن معاوية.
هذه الحادثة التي اختصرت لنا الطريق لاستقراء واستنطاق كل التاريخ حتى يعيننا في تحدياتنا الحضارية بل تكفي هذه الحادثة لتفجير ثورة حضارية في كل زمان وفي كل مكان وذلك بما سجلته كربلاء من معاني الحضارة وأسسها ومقوماتها وأسبابها. فكربلاء هي رمز التضحية من أجل القيم والمبادئ، وما حضارتنا إلا قيم ومبادئ نسعى لتحقيقها وما صراعنا إلا مع من يعارضها، فهل لنا مثال ورمز في التاريخ نعلم منه كيف نحمي قيمنا، سوى الحسين، وإلا لو كان ممكن للدنيا أن تكون من غير قيم لآثر الحسين البقاء وما رجح أن ييتّم الأطفال ويشرّد النساء حتى أصبحت فاجعة تبكي فبكاه آدم والخليل وموسى ولعن عيسى قاتله وأمر بني إسرائيل بلعنه وقال من أدرك أيامه فليقاتل معه… وحديث قتل الحسين أبكى الرسول وهو حي فكيف به إذ رآه صريعاً في كربلاء ملطّخاً بالدماء وحوله أصحابه وأهل بيته متناثرين في الصحراء. إن لدم الحسين في كربلاء مؤشراً خطيراً ونهجاً قويماً كيف لا، وما للدم من عبر، وما من دم سال إلا وله آثاره كدم هابيل وأنبياء بني اسرائيل حتى دم تلك البقرة التي أمر الله بذبحها أو دم ناقة صالح التي بسببها دمدم على قومه وسواه، فما بال دم الحسين أطهر خلق الله في زمانه ألا يمكن على دمه أن تقوم أحداث وتبنى حضارات ، أننا عندما نفرح بولادتهم علينا ان نفرح بالقيمة الكبيرة التي تركها لنا أئمتنا (عليهم السلام) من أرث تاريخي كبير ، مزجوه بدمائهم الزكية الطاهرة ليكون لنا دستوراً في حياتنا ، انهم قدموا لنا أسمى معاني التضحية الحقة من أجل رفعة الدين المحمدي الاصيل …. كل عام وانت بخير ، وأسأله تعالى ان يجعلنا جميعاً من السائرين على نهجهم وسيرتهم وان يثبتنا الله على ولايتهم ومحبتهم …
راهب بني هاشم يمثل امتداد لهذه الرسالة المحمدية، لهذا نجد إن الإمام موسى بن جعفر (ع) أشتق منهجه من آباءه وأجداده ، وسعى بكل ما يملك من قوة الإيمان ، والتمسك بمنهج النوبة الرسالى أن يزرع بذرة الأمل بالحياة في الأجيال التي عاشت بجواره ، ويضع أسس الوقوف بوجه الظلم بأسلوب نشر العلم والانفتاح على كافة المكونات والحوار البناء بعيداً عن الأسلوب الذي اتبعه آل أمية وبني العباس في حربهم ضد أهل البيت (ع) ، لهذا نجد أن منهج أهل البيت (ع) كان أسرع وأكثر ثباتاً بين المجتمع ، وفي نفس الوقت نجد أن المجتمع ذاته كان يقف مع مواقف أهل البيت (ع) ويواليهم ويجدد موقفه معهم كل مناسبة ، ويضع مصيره أمام مصيرهم في كل جولة من جولات الظلم مع الطغاة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب