23 ديسمبر، 2024 11:54 ص

من النجف الاشرف … انطلقت العلاقة الدبلماسية مع الرياض

من النجف الاشرف … انطلقت العلاقة الدبلماسية مع الرياض

على مدى عقد من الزمن لم تستطع حكومة بغداد ورغم محاولاتها الكثيرة ان تكسب ود وتاييد ودعم حكومة الرياض , وبقي الكلام الخطابي المتشنج وتبادل الاتهامات بين المسؤولين طافيا على السطح حتى ان التمثيل الدبلماسي بين العاصمتين كان ضعيفا بدليل ان السعودية رفضت ان تفتح سفارتها في بغداد واوجدت لها مكان بدليل في عمان ولكن
بعد ان شكلت الحكومة العراقية الجديدة برئاسة د. حيدر العبادي كانت المبادرة من الرياض بان رحبت بذلك وكان هذا تطورايجابي وبادرة جديدة غير مسبوقة سابقا , وما ان طرحت الحكومة برنامجها ومنه الانفتاح في العلاقات العربية والدولية بما يخدم المصالح المشتركة للعراق وهذه الدول , كانت السعودية قد رحبت بزيارة السيد وزير خارجية العراق لها للتباحث معه في توحيد الؤويا لمواجهة الارهاب وكانت زيارة ناجحة كما وصفت  .
اما مواقف المرجعية الدينية في النجف الاشرف فهي دائما تدعوا لوحدة العراق والاستقرار فيه وأهمية علاقات الاخوّة مع الدول العربية كما انها ترفض التميز بين عراقي واخر على اسس القومية اوالدين اوالمذهب وتدين التطرف الديني والارهاب وتؤمن بالتعايش السلمي وكان لها الدور المميز في مواجهة ارهاب داعش بالدعوة الى الجهاد الكفائي وتشكيلات الحشد الشعبي التي اوصت ان يكون تحت امرة الجيش حصرا تلافيا للمظاهر المسلحة التي تعكس تشكيلات المليشيات وقد شكك الكثير في هذه الدعوة لكن هذا تبدد بعد الانجازات التي تحققت على الارهاب في اكثر من مكان
 وانسحاب المتطوعين من الاراضي المحررة وتسليمها الى السلطة الادارية والتنفذية في المنطقة كما حصل في قضاء بيجي وجرف النصر , وها هم اليوم شيوخ عشائر الانبار في مؤتمر حلف الفضول يشيدون بالجهاد الكفائي وقوات الحشد الشعبي وبمرجعية السيد السيستاني بعد ان لمسوا صدق النوايا الحسنة بانفسهم , بنفس الوقت العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في لقاءه مع الرئيس العراقي اثنى على المواقف الرشيدة للسيد السيستاني بعد ان اخبره ان زيارته للسعودية حظيت بمباركة السيستاني وبقية المراجع الكبار بعد التقاهم في زيارته في مدينة النجف الاشرف ,
 فمعصوم انطلق الى الرياض بعد لقاءه مبشارة بالمرجع الاعلى وبقية مراجع الدين والتشاور معهم والظاهر هناك راي اتفق عليه بين الطرفين الحكومي والمرجعي …ان تبدا صفحة جديدة من العلاقات العراقية السعودية اساسها خدمة المواطنين في كلا البلدين ومواجهة الارهاب والتطرف الديني على صعيد كل المستويات… وها هي المرجعية الدينية كما نجحت في صد داعش والحد من تمدده من خلال دعوتها الوطنية التي اسفرت عن متطوعي الحشد الشعبي , تعطي مبادرة جديدة للقضاء على داعش وتجفيف منابعه البشرية والمادية وتقطع اوصاله عبر البرامج السياسية والدبلماسية , فالسعودية
 ليست كبلد عربي اخر فهي فيها قبلة المسلمين وفيها القبر الشريف لنبي سيد المرسلين وعندما تقف بحسن نية وجدية مع العراق في حربه ضد الارهاب سينكسر ظهر داعش وستبتر اطرافه وسيصبح جثة هامدة لا يقوى على الحركة …نامل ان تكون هذه المبادرة الوطنية التي بدات من النجف الاشرف ان يكلل لها النجاح والتوفق لخدمة العراق والعراقيين وحفظ دماءهم وموالهم .