في التاريخ .. كان البدوي .. ابو سفيان في زمانه صريحا جدا آنذاك في اعلان رأيه .. في النبوة ورسالة الاسلام – بعد ان آلّت الزعامة الى بني امية – في قولته الشهيرة : (( والذي يحلف به ابو سفيان , إنه لا من جنة ولا نار , ولابعث ولا حساب .. تلّقفّوها يابني امية , تَلَقُف الكرة .. إنه المُلكْ !
تَذَكرتُ هذا الموقف – غير المنافق – وانا استمع للكثير من المُتحدثين في وسائل الاعلام في هذه الايام – زعماء كيانات واحزاب , ونوابا ووزراء .. واغلبهم له ملف او بصمة في فشل إدارة , او فساد في منصب قد عاث فيه فسادا او تعويقا لمصالح البلاد والعباد , وتناسى كل ماضيه السيء وجاء اليوم – بنفاق مفضوح – لكي يتباكى اويتملّق كيما يكون له سهم في منصب يستحيله الى بقرة حلوب له ولذويه وللمقربين منه .. في مسرحية بكائية , ودائرة جهنمية مغلقة مفادها : مليارات الدولارات ترصد على الورق لمشاريع , وليس على ارض العراق منها شيء يتحقق .. فلا بنى تحتية ولا تنمية .. ولا اريد أن أُرددّ رثائية مأساة هذا الوطن , الذي ليس له في سجل تاريخه الحديث الاّ النكبات والحروب والحصار .
وعودا على بدء اقول لهؤلاء الخائضين في مستنقع السياسة – ممن القت بهم الصُدَف في قعره – ليس اسهل من ان تستخدموا المغالطات في رسم صورة مغايرة لما هو في رواسب انفسكم من اطماع ونوايا , وما هو بجعبكم من اجندات بدعم واغواء من الخارج .. لاتعصبوا كل الفشل في راس المالكي فليس بمقدوره ان يفعل اكثر مما فعل في حكومات المحاصصة السابقة , واي رئيس حكومة – سوبرمان – غيره , لايستطيع العمل في اجواء التعطيل والمناكفات والمؤامرات التي نسجتها اياديكم حوله .. هل نسيتم ذلك ؟ اين القوانين التي لها مساس في حياة البلاد والعباد ؟ في أي رفوف متربة اخفيتم آثارها ؟ كتل معارضة للولاية الثالثة , لاتلتقي باهداف وتوجهات غير حرمان المالكي بالتمتع بنتائج فوزه الساحق !
هل من احد فكّر في هذه الهجمة الشرسة والواسعة للارهاب وانهار الدم التي تسيل وسارع في تشكيل حكومة قوية تتصدى له ؟ من يُفكّرْ في العراق كوطن يتسع للجميع , ووحدة ترابه اشد الخطوط احمرارا وليس كما يزعق البعض منكم ليل نهار ( ولاية المالكي خط احمر ) وهل فكر البعض من الذين يتسابقون الى الرياض واسطنبول وطهران بمءالات ان يرهنوا ارادة ومصير العراق ( هذا الكائن العملاق ) – في زمن الخير- باجندات الخارج طمعا في فتاة موائد تعطى لهم على طبق من ذل ومهانة – لك الله ياعراق الخير وانت اليوم في امّس الحاجة لرجل شجاع وعادل يضرب بيد من حديد على ايدي الخونة والعملاء وبائعي الضمير !
ضمير مستتر : حين سكت اهل الحق عن الباطل , توهم اهل الباطل انهم على حق ( الحكيم علي ع ).