22 نوفمبر، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

من المنتصر السعودية أم الحوثيون؟

من المنتصر السعودية أم الحوثيون؟

شهر آذار حمل معه خبر غريب, وهو إعلان السعودية على اليمن, وهي التي دوما تستنجد بأمريكا, لحماية عرش المملكة, فاجأتنا بعاصفتها الغريبة, باتجاه أفقر بلدان المنطقة, أسابيع وهي تدمر مراكز قوى الدولة اليمنية, رافعة شعار مساندة الشريعة, ومحاربة الحثويون, باعتبارهم خطراً إقليمياً, وهرول ورائها دول الدولار والخضوع, وساندوها فعلتها, وكان الضوء الأخضر الأمريكي حاضرا, مما شجع آل سعود ليتمادوا في عاصفتهم, لتقتل وتجرح المئات من الرجال والنساء والأطفال, باعتبار إرجاع الحكم للمستقيل هادي.

الغرابة لا تنتهي, فتعلن السعودية فجأة عن انتهاء عاصفة الحزم, تحت شماعة طلب الرئيس هادي! فهل حققت السعودية أهدافها؟

التساؤل الأول: أنه كان الإعلان الرسمي للحرب, هو إعادة المستقيل هادي, إلى العاصمة اليمنية, لصنعاء أو حتى عدن, لكن لم يحصل هذا للان, فأي نجاح يتحدثون عنه السعوديون ومن تابعهم, إذ أن الهدف الأكبر للعملية بقي مجرد كلام, مما يعني إن قرار إيقاف العملية كان إجباريا, على أصحاب طبول الحرب, فرضته عليهم ظروف قاسية, أهمها تخاذل أعوانهم عن المضي معا إلى نهاية الحرب, وتذمر آخرين من طريقتهم في إدارة العاصفة, مما دفعهم للخروج المذل من حملتهم الفنطازية.

التساؤل الثاني: هل انسحب الحوثيون لصعده؟ وهل سلموا أسلحتهم؟ كما كان يطالب السعوديون وحلفهم؟!… هذا لم يحصل , بل مازال الحوثيون يتمددون جغرافيا, والأسلحة في أيديهم, لم تغير عاصفة السعودية شيئا على الأرض, فقط سببت المحن للعوائل المنكوبة, من قصف الطائرات العربية, التي بقيت ساكنة عقود طويلة, هي وصواريخها, تخجل إن تهاجم إسرائيل, فقط أصبحت أكثر فحولة ضد اليمن الفقيرة.

التساؤل الثالث: بعد إعلان النجاح السعودي, وانتهاء عاصفته, وكما يعربد الإعلام الممول سعوديا, بوصف الانتصار أنه فتح لا مثيل له, وهنا نتساءل, إذا كان النصر متحقق, وتم دحر الحوثيون, فلماذا يصدر الملك سلمان امرأ باستدعاء قوات الحرس الوطني, مائة إلف جندي سعودي, مع طائرات اباتشي العمودية, بالإضافة لعدد كبير من الدبابات والمدرعات, ويتم إرسالها للدفاع عن الحدود السعودية الجنوبية, قبالة الأراضي اليمنية, هل هناك تخوف من اجتياح حوثي لأرض المملكة, فأي انتصار يتحدثون عنه إل سعود!

 

التساؤل الرابع: العميد العسيري صرح إن بدا العاصفة, كان بطلب من الرئيس (الشرعي) هادي, كذلك نهاية العاصفة تمت بطلب من هادي! فالسؤال الكبير هنا, هل هادي يتحكم بالقرار السعودي؟ وهل يستطيع هادي رفض الأوامر السعودية, أو يتخذ رؤية تعارض السعوديون,مع ملاحظة انه هو وحكومته ضيوف في الرياض, الحقيقة أن هذا ضحك على الأمة, واستهزاء بشعوبهم, والتي تصدق ما يقوله الإعلام العربي العاهر, فاستمرار حكمهم يعتمد على تغييب الوعي.

التساؤل الخامس: أين دور حلفاء السعودية, لماذا تقهقر العدد, وتركت السعودية وحدها في مواجهة مصيرها الأسود, إن هي قررت الاستمرار بالعاصفة, فباكستان امتنعت تماما, ومصر شاركت لفضيا, وتركيا وقطر يحيكان مؤامرات للتفرد بالسيطرة, فكان القرار الأفضل هو إعلان الهزيمة, وحفظ ما يمكن حفظه من ماء الوجه , هذه حقيقة إعلان وقف العاصفة.  

هذه التساؤلات الخمسة, توصلنا إلى نتيجة العاصفة السعودية, إلا وهي إن الهزيمة كان عنوانها  سعودي بامتياز, وتداعياتها ستكون عميقة على الداخل السعودي, وستشهد الأيام القادمة صراع الأمراء, فالملك فشل بأول استعراض للقوة.

أما المنطقة, فالعلاقات ستكون على أساس الفشل السعودي, وسعي آخرون لأخذ مكانه, كتركيا وقطر, وابتعاد الحلفاء كمصر وباكستان, أما الدور الأمريكي فسينشط للاستفادة من نتائج العاصفة,  خصوصا بعد الاتفاق النووي مع إيران.

أحدث المقالات