22 ديسمبر، 2024 7:08 م

من المنامة الى الندامة

من المنامة الى الندامة

صمتت سوريا الصمود وتآمرت مصر العروبة وكعادته العراق يغرد منفرداً ومثل كل مرة دول الخليج موحدة ولايهم بأي اتجاه تسير ،
الكيان الصهيوني يسعى لمواجهة الدول العربية المتطرفة سواء كان تطرف يساري او يميني بالنتيجة انهما يلتقيان ، الكيان المحتل يريد ان يظهر للرأي العام العالمي والاقليمي ان الدول العربية لاتحسن التصرف وهي اي (الدول العربية) اما تدعوا للحرب او تنبطح للاستسلام بدون قيد او شرط ، هكذا تعمل الصهيونية العالمية تريد ان تُفهم العالم من يكره اسرائيل أناس غير متزنين متخبطين ، هاهي الدول العربية الواحدة تلو الاخرى بعد ان كانت تريد رمي اسرائيل بالبحر هي اليوم تركض خلفها وتطلب ودها ولاندري بعد حين من الزمن ماذا تريد الدول العربية !!!

صفقة القرن تم طبخها على نار هادئة وتم التحضير لها منذ عقود واعلنت ساعة الصفر بأحتلال العراق وتدمير بناه التحتية وافراغ خزينته وتمييع قدراته العسكرية وهكذا فعلت ايضا بفصل الربيع العربي المزعوم ، دمرت ليبيا وسوريا وحيدت مصر و الاردن واعلان افلاس دول الخليج فلم يعد بمقدور الدول العربية فعل شيء ، شلل رباعي : لا جيش ولا اقتصاد ولا احزاب ثورية وتذمر الشعوب العربية بشيبها وشبابها وكرهها للماضي والحاضر وتخوفها من المستقبل .

بأحتلال العراق وماسمي بالربيع العربي لم تظهر اسرائيل بالصورة وكانت تعمل بواجهة امريكية بريطانية الى أن تم تنفيذ الخطة كاملة ظهرت اسرائيل بعنوان صفقة القرن ، كل ماحدث بالعقود الماضية وما يحدث من حصار اقتصادي وعقوبات على ايران ، كان يمهد لهذه الصفقة .

مما تطرق فأن دول الخليج الوحيدة القادرة على أتخاذ قرار الاجماع العربي ، عنوة اصبحت المملكة العربية السعودية تمثل البعد العروبي ، الامارت العربية المتحدة انفتحت على العالم لم يمسها ضرر الحروب الصدامية تقدمت حضاريا واصبحت بمقدمة الدول العربية ، دولة الكويت رغم تضررها من الاحتلال العراقي الا انها استطاعت اعادة نفسها أفضل من السابق ، كل هذه الدول كانت تحت رعاية أمريكية وقد احسنت تطويعها ، اذن حدث تقدم وتراجع ، ما كان يسمى بدول المواجهة اصبحت دول معوقة وماكان يسمى بدول الخليج اصبحت تسمى بدول الموافقة .

نعود لموقف العراق ، لايبدو هناك موقف رسمي للعراق من صفقة القرن وان كان هناك موقف فهو خجول جداً، نتيجة لموقفه الضعيف دولياً واقليمياً ، الا ان بعض الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني لها موقف واضح وصريح وقد ظهر هذا الموقف عقلانياً من خلال الشجب والتنديد لصفقة القرن وهذا ما لايريده الكيان الصهيوني فهي لاتريد ان يظهر الرافض للصفقة بمقبولية وانما تبحث عن المتطرفين الذين يسيؤون لانفسهم وينقذون المتواطئين والموافقين على الصفقة فجاءت مظاهرة الامس لتنقذ البحرين والمجتمعين فيها ، اذ تجاوز المتظاهرون على حرمة سفارة البحرين وانزلوا علم البحرين من مبنى السفارة فجاء الذم العربي والعالمي لهكذا تصرف وظهرت البحرين بصورة المعتدي عليها وتحولت الانظار من اجتماع المنامة الى تصرف الندامة.