18 ديسمبر، 2024 6:56 م

في الحياة العامة واحكامها، سيما الاحكام الشرعية، تظهر حالات قد يكون الانسان فيها اما عالما بالشيء، او قاصرا، او مقصر، تتبعها نتائج واحكام كل حسب حالته، ان كان عالما بالشيء، يتفادى الوقوع بالخطأ، اما ان كان قاصرا كأن يكون مصابا بمرض عقلي كالجنون، او الزهايمر وغيرها(ليس على المريض حرج)، يكون معذورا امام الباري عز وجل والناس، قد لا يحاسب على اعماله، وافعاله، وان كان اقترف او ارتكب الخطيئة بتعمد وإصرار، كذلك قد يكون عدم وجود ارتباط، او اتصال ووسائله بين الشخص القاصر والمحيط به، اما ان كان الانسان متوفرة لديه كافة وسائل الاتصال، كذلك هناك من ينصحه، وقريب عليه يوجهه خطوة بخطوة، لكنه يتجاهل، او يركب راسه لقلة ادراكه بالموضوع ونتائجه او اللامبالاة وهي الطامة الكبرى لأنه سوف يؤثر على نفسه، وعلى المجتمع الذي هو جزء منه.
الأوضاع السياسية غير المستقرة في العراق، انتجت تدهور بالخدمات، والامن، والعلاقات الخارجية، وشحة المياه وغيرها من الويلات التي المت بالشعب العراقي ناهيك عن تسلط الأحزاب، وبعض الشخصيات السيئة على رقابنا، وسن القوانين على مزاجهم، بما يؤمن بقاء وديمومة احزابهم، التي لم تكن تأتي الا نتيجة لأعمالنا، واختيارنا غير الصائب والمدروس، وتعصبنا لأحزاب لا تريد لنا الخير (كيفما تكونوا يولى عليكم).
هل الشعب العراقي قاصر، ام مقصر؟ لنراجع التاريخ القريب تحديدا منذ سقوط الطاغية أي بعد عام 2003، لوجدنا ان اغلب المواطنين يتصرفون حسب اهوائهم، وانتماءاتهم السياسية الحزبية، الطائفية، لكن يرمون اللوم على المرجعية الشريفة، حين يصطدموا بنتائج أعمالهم، واختيارهم رغم التحذيرات.
حرضت المرجعية، وايدت الانتخابات، ودعت الناس للمشاركة قد يكون بعض وكلائها، او مواليها، ايدوا او أشاروا الى انتخاب جهة ما، او قائمة معينة لأسباب انتهت في حينها، ثم جاء دور التصويت على الدستور الذي اعتبرته المرجعية الحجر الأساس، واللبنة الأولى في بناء عراق جديد بالرغم من التحفظات الكبيرة، والكثيرة، عليه لكنها لاحظت انه من الأولى التصويت عليه.
في الخطبة الأخيرة لها؛ فضحت المرجعية الرشيدة، ونشرت غسيل جميع من اشترك بتدمير العراق، ارضا، وشعبا، واقتصادا وغيرها، وفساد امره ابتداء من المواطن الذي يدعي المظلومية، وانه الضحية الأولى، على الرغم من انه هو من جلب تلك الويلات التي يشكو منها بانتخابه للفاسدين الذين لم يجلبوا للعراق سوى الفساد، والدمار، ومن بح صوت المرجعية منهم ولم يتعظوا، صعودا الى الأحزاب، والشخصيات التي امتهنت السياسة بالعراق الى القضاء، والنزاهة، وديوان الرقابة المالية، ووزراء، ومفوضية انتخابات خاتمة برئيس الوزراء الذي نعتته بالجبان، او غير حازم.