9 أبريل، 2024 8:54 م
Search
Close this search box.

من المستفيد والمتضرر ل 11 سبتمبر ولماذا هذا التوقيت وما وراء الستار؟؟؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان ذلك قبل عشرين عاما. في سماء نيويورك، تصطدم طائرتان ببرجي مركز التجارة العالمي. على مقربة من واشنطن ترتطم طائرة ثالثة بالبنتاغون، في حين تتحطم أخرى في ولاية بنسيلفانيا. أغلب الانتحاريين، وعددهم 19، سعوديون منتمون إلى “تنظيم القاعدة”. زُلزِلَت الولايات المتحدة فنادت بالانتقام. ومن هنا كانت بداية عشرين عامًا من “الحرب ضد الرعب”. فرانس24 تعود على موجة الصدمة التي أحدثتها اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

جاء في خطاب الرئيس السابق جورج بوش الابن “في 11 سبتمبر، ارتكب أعداء الحرية عملا من أعمال الحرب ضد بلدنا. عرف الأميركيون الحروب؛ لكن على مدار الـ 136 عامًا الماضية كانت الحروب على أرض أجنبية، باستثناء يوم واحد في عام 1941. عرف الأميركيون خسائر الحرب؛ ولكن ليس في وسط مدينة عظيمة في صباح هادئ. عرف الأميركيون هجمات مفاجئة؛ لكن لم يحدث من قبل على آلاف المدنيين. كل هذا وصل إلينا في يوم واحد. حل الليل على عالم مختلف. عالم حيث الحرية نفسها تتعرض للهجوم”.

عشرون عاما مرت على ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001، التي راح ضحيتها 2977 شخصا في مدينة نيويورك وواشنطن العاصمة وخارج شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا.

تقول الولايات المتحدة إن الهجمات نفذتها مجموعة من 19 فردا من القاعدة اختطفوا أربع طائرات تجارية أمريكية محملة بالوقود متجهة إلى أماكن مختلفة في الساحل الغربي. ودبر الهجمات بحسب التحقيقات الأمريكية أسامة بن لادن زعيم القاعدة.

صدمت أول طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية موقع مركز التجارة العالمي في مانهاتن نيويورك، البرج الشمالي واصطدمت بعد ذلك طائرة يونايتد إيرلاينز 175 بالبرج الجنوبي. ولقي 2753 شخصا حتفهم.

كما قتل أيضا خلال الهجمات الأولية ونتيجة لانهيار البرجين 343 من رجال الإطفاء، و23 من ضباط الشرطة و37 من ضباط هيئة الميناء. وتراوحت أعمار الضحايا بين سنتين و85 عامًا. وكان ما يقرب من 75-80 في المئة من الضحايا من الرجال، بحسب وسائل إعلام أمريكية.

أما الطائرة الثالثة وهي الرحلة 77 للخطوط الجوية الأمريكية فقد اصطدمت في واجهة من بناء وزارة الدفاع في واشنطن، ولقي 184 شخصا مصرعهم.

الطائرة الرابعة رقم 93 من شركة يونايتد إيرلاينز، وقعت في أحد الحقول بالقرب من شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا، لقي فيها 40 راكبا وأفراد طاقم الرحلة مصرعهم، ولا يعرف بعد كيف تحطمت الطائرة إذ تقول بعض الروايات إن الخاطفين حطموا الطائرة بعد أن حاول الركاب والطاقم استعادة السيطرة عليها، وتقول روايات أخرى أن الطائرة قصفت من قبل الدفاع الجوي الأمريكي.

وتقدر الخسائر الاقتصادية بـ183 مليار دولار تقريباً. وتبع هذا دفعات إغاثة وطوارئ تقدر بـ55 مليار دولار. واستغرقت عمليات جمع الحطام أكثر من ثلاثة ملايين ساعة عمل وبلغت التكلفة الإجمالية 750 مليون دولار.

السؤال الأول : هل أصبحت أمريكا أكثر أمناً؟

الجواب : أمريكا كانت آمنة قبل 11 سبتمبر وبعده ، وهي الى الآن آمنة فإذا استثنينا ما حدث في سبتمبر فإن أمريكا لم تشهد حدثاً إرهابياً واحداً منذ عقود مضت وحتى اليوم ، فلم نسمع عن انفجار في فندق ( درجة عاشرة ) في حواري نيويورك كما حدث في الأردن في فنادق النجوم الخمسة مثلاً ، ولم نسمع عن انفجار سيارة في أحد شوارع واشنطن راح ضحيته كلب ضالّ واحد كما يحدث كل يوم في العراق ويروح فيها عشرات الأبرياء من البشر ، ولم نسمع عن محاولة لتفجير سفارة كتلك التي حدثت بالأمس القريب في دمشق وراح ضحيتها بضعة عشر من الأبرياء مما حدا بالآنسة كونداليسا رايس أن تقف أمام الكاميرات بشحمها ( وعظمها ) لتعبر عن امتنان أمريكا وشكرها لحسن تصرف سوريا في دفاعها عن السفارة الأمريكية !!!

لقد شبعنا من الكلام الكثير والتصريحات الكثيرة للمسئولين الأمريكيين عن الخطر الإرهابي المحدق بأمريكا ليل نهار ، ولكن الحقيقة تبدو لكل باحث عنها أن هؤلاء المسئولين يريدون الشارع الأمريكي خائفاً بل ومرعوباً دائماً حتى يظهروا أمامه أنهم هم حماة الحمى وحتى يمدّهم الرأي العام بتأييده المطلق المستمر في ما يسمونه ( الحرب على الإرهاب ) ، لقد تحدثوا كثيراً عن الخلايا الإرهابية النائمة في أمريكا والتي تتربص بالأمريكيين شراً ، ولكننا لم نسمع حتى الآن عن خلية واحدة استيقظت وفرقعت ( بمبة ) ولو حتى من مؤخرتها بقصد تعكير صفو الهواء العليل في الشارع الأمريكي ، فإما أن تكون هذه الخلايا تابعة لوحدة سلاح ( أهل الكهف ) وإما أنها لا تتبع تنظيم ( القاعدة ) بل تتبع تنظيم آخر ( النائمة ) مثلاً .

لو كان تنظيم القاعدة هو الذي ارتكب أحداث سبتمبر فعلاً لكان قادراً بعد مضي كل هذه السنين على فعل أي شيء يعكر صفو أمريكا بخاصة وأنه لا يزال بكامل لياقته البدنية والتنظيمية ، فتنظيم لديه القدرة على تسخير إمكانيات عظيمة كخطف بضع طائرات مدنية عملاقة مليئة بالبشر في آن واحد يطير بها في السماء كبهلوان السيرك ليدك بها برجي التجارة العالمية ومبنى البنتاجون العتيد لا يعجز عن عمل إرهابي أصغر نوعاً ما كخطف دراجة هوائية مثلاً أو سكوتر والدخول به في كشك لبيع الصحف !!! ولكنه لم يفعلها ، لماذا ؟ لأنه لم يفعلها أصلاً لا في 11 سبتمبر ولا في 11 ذي القعدة . ومن هنا يظهر لنا مدى سذاجة هذا السؤال : هل أصبحت أمريكا أكثر أمناً ؟؟ والجواب النهائي ( على رأي جورج قرداحي ) أنها من ناحية تنظيم القاعدة فهي آمنة ، ولكنها من ناحية حكامها الذين يصنعون آلات تفريخ الإرهاب في جميع دول العالم ويزرعون كراهية أمريكا في قلوب شعوب العالم فهي غير ذلك .

السؤال الثاني : هل العالم بات أكثر أمناً ؟

الجواب : تجده في شوارع بغداد ، وتجده في أفغانستان وباكستان والهند وأندونيسيا وتركيا وبريطانيا وأسبانيا والمغرب والأردن ولبنان وسوريا ومصر ، وهو وإن كان في هذه الدول موسمياً أي لا يحدث إلا لماماً فإنه في شوارع بغداد له طعم آخر ولون آخر ، فلقد تسببت أمريكا بقتل مئات الآلاف من العراقيين حتى الآن ، ونحن نصدق أن المقاومة العراقية بمختلف أطيافها وطوائفها تقاتل الأمريكان فتضرب السيارات العسكرية الأمريكية وتلك التي تتبع النظام العراقي ونصدق أنها تقتل متطوعي الجيش والشرطة العراقيين ولكن هل يعقل أن تقوم هذه المقاومة بتفجير السيارات في الأسواق المكتظة بالناس الأبرياء ؟ إن القنوات الإخبارية التي تسيطر عليها أمريكا في العراق تحرص دائماً على ذكر جملة ( سيارة يقودها انتحاري ) بينما المتوقع أن السيارة المنفجرة في السوق المكتظة بالناس الأبرياء قد تم تفجيرها عن بعد ، لماذا عن بعد ؟ لأن الذي فجرها إما أن يكون من مخابرات السي آي إيه وإما من الموساد ، ولماذا من هؤلاء ؟ لأن مصلحتهم المشتركة تقضي بأن يظل العراق في هذه المعمعة لأطول فترة ممكنة بحيث يتمكنون خلالها من استمرار السيطرة على العراق ونهب ثرواته وثروات الخليج بأسره وضمان تدفق النفط ، ولماذا لا تكون السيارة المنفجرة يقودها ( انتحاري ) فعلاً ؟ لأن الانتحاري لا يكون إلا إنساناً عقائدياً وليس مرتزقاً فالمرتزق لا يضحي بحياته في سبيل المال والعقائدي لا يضحي بآخرته وبالحور العين لأنه يعلم أن قتل مسلمين أبرياء يدخله النار لا الجنة التي يضحي بحياته من أجلها . وليس أدل على ذلك مما حدث قبل سنتين تقريباً حين ألقت الشرطة العراقية القبض على رجلين يلبسان لباساً عربياً في سيارة مدنية ثم تبين أنهما ليسا عربيين وكان بحوزتهما متفجرات وصواعق ورشاشان ، ولما قامت الشرطة بالتحفظ عليهما في أحد سجون البصرة جاءت الدبابات البريطانية وهدمت أسوار السجن وانتزعتهما من أيدي الشرطة العراقية ثم تم التعتيم على الخبر ، وقد تم تصوير الرجلين قبل أن تختطفهما القوات البريطانية وتناقلت وسائل الإعلام صورهما وهما أجنبيان ذوا عيون ملونة ويرتديان الغترة والعقال للتمويه .

السؤال الثالث: هل زاد أم نقص عدد الدول الفاشلة منذ 11 سبتمبر؟

الجواب : لقد زاد عددها دولة واحدة ( عظمى ) ) .

السؤال الرابع : هل هي حرب على العرب والمسلمين؟

الجواب : نعم ، هي حرب مبيتة على الإسلام والمسلمين ، والدليل الذي لا يقبل الشك هو ما صرح به جورج بوش بصورة عفوية فور حدوث أحداث 11 سبتمبر حين أعلنها حرباً صليبية قبل أن يعرف أحد من كان وراء الأحداث ، بل قبل أي تحقيق في الحادث ، وما وصى به بوش المحققين بعد ذلك من ضرورة توجيه الاتهام الى العراق ، ورغم أن التحقيق قاد الى تنظيم القاعدة إلا أن بوش أصر بعد الانتهاء من أفغانستان على ضرب العراق حتى بعد أن ثبت أن ليست للعراق علاقة بالقاعدة وليس عنده أسلحة دمار شامل وبعد موافقة العراق على التفتيش الدولي وقيام المفتشين بتفتيش حتى غرف نوم صدام ثم قدموا تقاريرهم التي تفيد بخلو العراق من أية أسلحة للدمار الشامل بل وسجلوا تعاون العراق معهم بتدمير الصواريخ التي يزيد مداها عن 150 كم ، ورغم كل ذلك وقف كولين باول في الأمم المتحدة ليعرض أكذوبات مفبركة عن علاقة العراق بالقاعدة وعن إمكانية تطوير أسلحة دمار شامل خلال 45 دقيقة في إحدى الشاحنات العراقية ثم بعد ذلك تبين كذب هذا كله وأنحي باللائمة على السي آي إيه ومع ذلك فقد استقال كولن باول في محاولة لاسترداد شرف مصداقيته أمام العالم ولكن أمريكا تحت إدارة بوش قامت باحتلال العراق تحت ذرائع كاذبة ، وكانت كلما ظهر زيف ذريعة خلقت غيرها ، حتى كان آخرها هو رغبة أمريكا بأن يتمتع الشعب العراقي بالديموقراطية وبأن يعود عائد النفط عليه مباشرة وبأن العراق سيصبح أنموذجاً لما يجب أن تكون عليه حياة شعوب المنطقة . وها هي النتيجة قد ظهرت لكل ذي عينين فها هو الشعب العراقي قد أصبح فعلاً أنموذجاً لما تريده أمريكا لشعوب المنطقة حيث يقتل منه في كل يوم عشرات من أبنائه من مختلف الطوائف والأعراق دون أن يتبنى أحد مسئولية قتل هذه العشرات اليومية حتى أصبح قتلى العراق يعدون بمئات الآلاف منذ أن دخلت الدبابات الأمريكية بغداد ، كذلك فإن أحداً لا يدري أين يذهب النفط العراقي وهل تنقله ناقلات النفط الأمريكية العملاقة من العراق عن طريق تركيا ليتم حقنه في حقول النفط الأمريكية كاحتياط استراتيجي مجاني ؟ وهل يتم فعلاً دفع ثمنه ؟ وإذا كان كذلك فمن يقبض الثمن بعد أن اكتفى بريمر بما حمل ومضى ؟ وهل عاد جزء ولو يسير منه على الشعب العراقي كما وعدت أمريكا ؟ وإذا كان كذلك فلماذا لم يتم استخدام بعض هذا العائد في إعادة البنية التحتية العراقية الى العمل ولماذا لا يزال العراقيون يشكون من انقطاع الكهرباء المستمر في جميع أنحاء العراق ؟

إذا عقدنا مقارنة عقلانية بين العراق قبل 9 أبريل 2003 وبعده فما هي النتيجة التي يصل إليها أي منطق سوي ؟ لقد كان صدام حسين يبسط سلطة الدولة على كافة الأراضي العراقية وكان دخل الفرد أعلى بكثير من الحد الأدنى المطلوب لحياة كريمة ، وكانت البنى التحتية لا تقل بحال عن مثيلاتها في أرقى دول العالم ، فما الذي تراه اليوم في العراق ؟ لقد تم تدمير الإنسان العراقي في ذاته أولاً ثم في مقدراته ثم في وحدته الجغرافية ثم في بنيته التحتية ثم في حاجاته الأساسية !!! فهل يعقل إذا أرادت أمريكا أن تخلص الشعب العراقي من دكتاتور فرد يحكمه أن تقوم بتدمير العراق كله بما فيه من بشر ومن إمكانات ؟

فإذا لم تكن هذه حرباً أمريكية على العرب والمسلمين فماذا يمكن أن نسميها ؟

السؤال الخامس : هل هي حرب على الفاشية الإسلامية؟

الجواب : إن هذه التسمية هي مدعاة للسخرية ممن أطلقها ، لماذا ؟ لأن الفاشية لم يكن لها في يوم من الأيام علاقة بالإسلام ولا حتى بالمتطرفين الإسلاميين ، لأنها ببساطة نتاج لفكر غربي نشأ في إيطاليا متزامناً مع النازية التي نشأت في ألمانيا ، ثم انتهت بهزيمة أصحابها في الحرب العالمية الثانية ، وهي فكرة تقوم على العنصرية والعرقية ، في حين نجد الإسلام ديناً عالمياً تبشيرياً يرحّب بكل من يدخله مهما كان انتماؤه العرقي ، وإنه لمن المستهجن جداً أن يقوم السيد بوش برمي الإسلام بهذه السبّة التي هي نتاج فكر غربي محض .

السؤال السادس : هل وراء هذه الحرب المحافظون الجدد والمسيحيون الصهيونيون؟

الجواب : نعم وبكل تأكيد ، فهؤلاء المحافظون الجدد الذين أنتجتهم الصهيونية المسيحية يؤمنون للأسف بأن المسيح عليه السلام لن يعود الى الأرض إلا إذا جهزوا له الأرض ليعود وكأنه – وأستغفر الله – لا يستطيع العودة إلا بعد أخذ الإذن منهم ، فهم يعملون جاهدين على استمرار حماية دولة اسرائيل والمحافظة عليها قوية أمام أعدائها لأنهم يؤمنون أن المسيح لن يعود إلا بعد أن تقوم دولة لليهود في فلسطين ويؤمنون كذلك بوجوب حدوث حرب كونية يسمونها ( هر مجدون ) ورد ذكرها في الكتاب المقدس وأنها ستكون بين الخير والشر ، ولأنهم يعتبرون أنفسهم يمثلون الخير فقد كان لزاما أن يبحثوا عن عدو يمثل الشر في نظرهم ، وقد وجدوا أن هذا الشر يتمثل في المسلمين بغض النظر عمّن هو معتدل منهم أو متطرف ، لقد تجلت هذه الفكرة في أوساط المحافظين الجدد في الحزب الجمهوري في أيام ريجان الذي كان يتساءل ما إذا كان هو شخصياً سيقود معركة ( هرمجدون ) أم لا ؟ وعندما نستمع الى السيد بوش وهو يصنف العالم الى قوى خير وقوى شر ويسمي بعض الدول صراحة باسم ( محور الشر ) تتضح لنا الطريقة التي يفكر بها هؤلاء المحافظون الجدد !!

السؤال السابع : لماذا لم تحدد أمريكا تعريفا للإرهاب؟

الجواب : لأنها تريد لهذا التعريف أن يظل مطاطاً وغير محدد حتى يناسب مصالحها ويخدم ما قد يستجد من هذه المصالح ، فلو رضيت أمريكا بمؤتمر دولي يحدد معنى محدداً للإرهاب فهي ستحجر على حريتها في تغيير التعريف كل يوم بما يناسب مصالحها ، ولأنها القوة الأعظم فإنها ترى أن من حقها تعريف الإرهاب كما تشاء ، حتى أصبح التعريف الأمريكي الواقعي للإرهاب هو : ( كل فعل يضر بمصالح أمريكا المشروعة وغير المشروعة ) وكل استقلالية في الرأي يقوم بها أفراد مؤثرون في مجتمعاتهم لا يخدم رأيهم مصالح أمريكا حتى ولو كان أصحاب الرأي رؤساء دول أو حكومات منتخبة أو غير منتخبة . وإذا كنا ( كبشر ) نعتبر كثيراً من الأفعال أفعالاً إرهابية وإذا لم يكن قتل المدنيين الأبرياء في الفلوجة وبعقوبة وقانا ، وقتل الصحفيين ( كطارق أيوب ) ومطاردتهم وسجنهم دون وجه حق ( سامي الحاج وتيسير علوني )، وتفجير السيارات في أسواق بغداد لقتل المدنيين الأبرياء، والأعتداء على دور العبادة، وخطف الأبرياء وسجنهم في غوانتانامو دون محاكمة، والقتل على الهوية، وتهجير الاقليات وإضطادهم في فلسطين ، وأغتصاب البنات والسيدات في الفلوجة وأبي غريب وغيرهما ، والتخفي وراء الأطفال الفلسطينيين بربطهم في مقدمة السيارات العسكرية الإسرائيلية ، والتجرؤ على سيادة الدول وقراراتها في منعها من حقوقها الشرعية في امتلاك الطاقة النووية السلمية ، ومحاولة تفكيك الدول وتفجير الصراعات الطائفية العنيفة فيها، إذ لم يكن كل هذا إرهاب فما معني الإرهاب إذاً؟.

السؤال الثامن : ألم تخرج فلسفة “صدام الحضارات” من الغرب عبر كتابات هنتنجتون وغيره ؟

الجواب : إن استشراف المستقبل لا غبار عليه ، ولكن اتخاذ هذا الاستشراف كحقيقة واقعة لا محالة والتصرف إزاءها بحيث يقوم المستشرفون بمحاسبة الناس على النوايا المفترضة التي لا وجود لها إلا في عقول المستشرفين فلا يمكن تسمية ذلك إلا بالإرهاب الفكري المتطرف والدفع المقصود نحو صدام الحضارات .

السؤال التاسع : هل فشل العالم الإسلامي في مواجهة الإرهاب؟

الجواب : حتى الآن ، نعم ، فقد احتل الإرهاب بعض الدول الإسلامية والعربية ومارس فيها أبشع ممارساته ولم يستطع أحد أن يردعه ولا حتى مجلس الأمن نفسه . بل إنه ضرب حصار التجويع على شعب أعزل وهدد كل من يقدم له المعونة بالويل والثبور وعظائم الأمور لا لشيء إلا لأن هذا الشعب انتخب عبر صناديق الاقتراع مجلساً تشريعياً جاء بحكومة لم يرض عنها السيد .

السؤال العاشر : ماهى الأسباب وراء تفسير تفشى ظاهرة الإرهاب المتأسلم؟

الجواب : ( مع أنني لم أفهم السؤال ) إلا أنني أظن القارئ سيفهمه من خلال قراءته للإجابة ، فقد طرح في أمريكا سؤال يقول ( لماذا يكرهوننا ) ، وقد حاولوا جاهدين الإجابة ولكنهم ظلوا يدورون حول الجواب الصحيح دون أن يذكره أحدهم صراحة ، والحق أننا يجب أن نفرق بين أمريكا كشعب وتراث وحضارة ومدنية وبين ثلة من حكامها الذين يسمون بالمحافظين الجدد ، فأمريكا كأمّة ليست مكروهة من أحد بل إن الناس في شتى بقاع الأرض يحبونها ويحبون شعبها الطيب المسالم فليست هناك كراهية من أحد للشعب الأمريكي ، ولكن ثلة المحافظين الجدد هي المكروهة ليس من العالم الإسلامي فحسب بل من العالم الثالث أجمع بل ومن الشعوب والدول الأوروبية أيضاً رغم عدم ظهور هذه الكراهية بشكل واضح كما هي لدى العالم الثالث . والحق أن كراهية العالم الإسلامي مبررة ، فهو يرى في الإدارة الأمريكية عداءً سافراً من خلال سياسة كيلها بمكيالين مختلفين تماماً ، وهذا الاختلاف بين المكيالين واضح لكل الناس إلا للإدارة الأمريكية ومن يدور في فلكها من أصحاب المصالح المشتركة ومن الكتاب المنتفعين من هذه الإدارة مما يجعل الكراهية عند الآخرين مضاعفة ، مرة لسبب الكيل بمكيالين ومرة أخرى لتغليف هذا الكيل بأغلفة أخلاقية مثالية هي أبعد ما تكون عن صفات الإدارة الأمريكية .

فمثلاً ، إذا كانت الإدارة الأمريكية قد أخذت على عاتقها التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري ، فلماذا لم تطلب التحقيق في اغتيال الرئيس عرفات ؟ أليس لأن المتهم في القضية الأولى هو سوريا بينما المتهم في القضية الثانية هو إسرائيل؟

ولماذا تجاهد الإدارة الأمريكية في فرض قوة دولية في دارفور بينما لم تدع على الإطلاق لمثل ذلك في غزة والضفة الغربية ؟ لأن المتهم في الأولى هو السودان ، وفي الثانية هي إسرائيل .

ولماذا تجاهد الإدارة الأمريكية في منع إيران من حقها الطبيعي في الحصول على الطاقة النووية السلمية بل وتحاسبها على مجرد افتراض نوايا عسكرية ، بينما تسكت سكوت أبي الهول عن ترسانة إسرائيل النووية العسكرية وليس السلمية ؟

ومن قبل ، لماذا أجبرت الإدارة الأمريكية الرئيس السادات على تغيير السلام الجمهوري المصري ( والله زمان يا سلاحي ) بينما سكتت عن علم إسرائيل الذي يمثل خطاه الأزرقان النيل والفرات وبينهما شعار نجمة داود الذي يمثل دولة إسرائيل ، أي أن أرض إسرائيل ستكون حدودها من نهر النيل الى نهر الفرات ؟؟

وهناك آلاف الأسئلة التي تشير الإجابات عليها الى مدى اختلاف المكاييل الأمريكية في قياسها لمختلف المسائل العالمية بما يناسب مصالحها هي فقط وضرب مصالح الآخرين عرض الحائط ، أليس في ذلك سبب كاف لكراهية هذه الإدارة ؟؟

وأخيرا: هل تغير وجه العالم منذ 11 سبتمبر؟

والجواب هو نعم ، لقد تغير العالم الى الأسوأ فقد أدى رد الفعل الأمريكي على الفعل الأمريكي المفتعل في أحداث سبتمبر الى أن أعطت أمريكا نفسها الحق في ضرب من تتهمهم بالأحداث وضرب من ليس لهم أية صلة بها وأدرجت في قائمة الإرهاب دولاً وجماعات وأفراداً لا ناقة لهم ولا جمل في أحداث سبتمبر وخلطت جميع الأوراق وفرضت بأسلوب التعالي رأيها بالقوة العسكرية على العالم أجمع معتبرة أنّ من لا يؤيد إجراءاتها فهو عدوها وعليه أن يتلقى الطعنات الأمريكية بالطريقة التي تراها أمريكا مناسبة !!! فماذا كانت النتيجة ؟ لقد أصبح العالم أكثر شراً وأقلّ أمناً وضاعت الحريات حتى في الدول التي تحرص عليها ومنها أمريكا نفسها وأصبح العالم بفضل أمريكا سداح مداح وزاد الإرهاب قوة وتوسعت مناطق لعبه الجغرافية ! إن المراقب للأحوال العالمية يرى بما لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا هي التي تصنع الإرهاب كل يوم سواء بإرهابها هي أو بتسببها في زيادة عدد الإرهابيين في العالم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب