ضجت وسائل الاعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي بحادثة اغتيال السفير الروسي اندريه كارلوف، اثناء القاءه لكلمة في احد المعارض الفوتوغرافية في تركيا، لتصدر هذه المواقع الدعاية الاعلامية، بقوة نيابة عن روسيا!
اندريه كارلوف سفير القيصر الروسي، والذي يمثل احد القوى العظمى في الصراع العالمي، والذي اغتيل في تركيا، ذات العلاقة المتخلخلة، والتي بدأت لتوها في رسم سياسة بعيدة عن التشنجات بين الدولتين، بعد حادثة الطيار الروسي والذي اسقطته تركيا، ودفعت ثمن فعلتها بعد ذلك غاليا.
المتابعون للصعيد الدولي والاقليمي، انقسموا فيما بينهم، في قضية تفسير هذه الحادثة؛ ومن يقف وراءها فعليا، فبين السعودية التي احتفلت في حادثة الاغتيال وعدتها نذير شؤم على روسيا؛ كونها تحارب الارهاب في حلب، وبأن غضب الل.. قد ابتدأ، وبين اخرون اعتقدوا ان الامر تصفية حسابات تركية-روسية، ردا على الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط.
تركيا التي تستخدم اسلوب الدهاء والمناورة السياسية، اوكلت الامر الى جماعة عبد الل.. اوغلو الذي قاد الانقلاب الرئاسي في يوليو الماضي، لكي تضرب عصفورين بحجر واحد، فبهذا الاتهام تعتبر جماعة اوغلو جماعة ارهابية، وتقضي عليها بدعم دولي، وايضا تبعد شر روسيا عنها وتخدر الامور بعيدا عن المناؤات السياسية.
روسيا والتي تنتظر التحقيق في القضية، صرحت بأن الامر لن يؤثر على علاقات البلدين، ولكن هل هذا صحيح؟ ام ان الرد سيكون تكتيكيا كما هو معروف عن الدب الروسي، والذي يستخدم اسلوب العمل في الخفاء لضرب خصومه!
مقتل اندريه كارلوف والذي سيدعم موقف روسيا في الامن الدولي، في حملتها في القضاء على الارهاب، والذي سيكون داعما لها بقوة، خصوصا في معاركها في سوريا، وهدوء القيصر المقلق والذي دائما ما يكون صمته كناية عن تحضيره لشيء اكبر، هل يفسر على ان لروسيا علاقة في الاغتيال؟ وهل من الممكن ان تضحي روسيا بأحد قياداتها لامور عامة وكبيرة، تخص شأن روسيا العظمى؟
تداخل الامور وغموضها، خصوصا وان الاغتيال حصل امام وسائل الاعلام وبهتافات اسلامية، وثأر لحلب، كما صرخ القاتل، وقتل القاتل مباشرة لأبعاده عن التحقيق، ومعرفة الدوافع والاهداف ومن يقف خلفه، وهو اسلوب دولي تقوم به بعض الدول؛ في تصفية خصومها سياسيا، والقضاء على الدليل مباشرةً، امور تدعوا للريبة والشك، ولكن مصدر الخبر سيكون في قادم الايام من الكرملين.