22 ديسمبر، 2024 9:00 م

من المستفيد من داعش ؟

من المستفيد من داعش ؟

تتبادل الأطراف الدولية الأتهامﻻت فيما بعضها البعض حول من صنع تنظيم الدولة الأسلامية في العراق والشام (داعش) ولم نعرف الى الآن من صنع داعش وكيف أكتسبت هذه القوة العسكرية . ايران و الحكومة العراقية والنظام السوري تتهم دول الخليج وتركيا بصناعة وتمويل تنظيم الدولة الأسلامية في العراق والشام (داعش) لأسقاط العملية السياسية في العراق ولأسقاط النظام السوري الحليف لأيران. وهذه الأتهامات فيها بعض الشكوك كون أن دول الخليج ماعدا قطر هي على خلاف سياسي مع تركيا .كما أن تنظيم داعش يحاول السيطرة على مدنية عين العرب السورية الملاصقة مع تركيا لتكون مدخل له الى تركيا وهو بدأ هجومه بثلاث قذائف هاون وقعت داخل الحدود التركية قبل أيام بالأظافة الى أن تركيا سمحت لقوات البشمركة الكردية بالذهاب الى عين العرب كوباني للقتال ضد داعش. وايظا أن دول الخليج شارك بالتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية وقامت طائراتها بقصف مواقع هذا التنظيم .كما أن تنظيم داعش ضمن فكره المتطرف يكفر الانظمة الحاكمة في دول الخليج .

أما دول الخليج وتركيا والمعارضة السورية تتهم أيران والنظام السوري بصنع تنظيم داعش وتمويلها لمقاتلة المعارضة السورية وأضعافها وهذا يطرح تساؤلات حول أستهداف التنظيم في الفترة الأخيرة لقوات النظام السوري وأبرزها كان عندما أستولى على مطار الطبقة العسكري وأعدام مايقارب 250 جندي من قوات النظام السوري .

ويتهم البعض الأخر من العرب الولايات المتحدة والغرب بصنع داعش وتمويلها من أجل العودة الى العراق وتقسيم البلدان العربية وفق الشرق الأوسط الجديد التي نشرت خارطته صحيفة نيويورك تايمز وهذا يدفعنا الى التساؤل ايظا لما يخسر الغرب والولايات المتحدة مليارات الدولارات من أجل العودة الى العراق في حين هي من خرجت منه قبل سنوات وبماذا يفيدها تقسيم المنطقة بهذا الشكل والتي قد تبرز عشرات التنظيمات المسلحة الرافضة للبقاءها في المنطقة أذا ما تفتت بالأظافة الى أن الولايات المتحدة تتحالف مع الانظمة وليس مع الجماعات كما تفعل ايران.

في حقيقة الأمر الجميع مستفيد من بقاء ولا أحد يسعى الى أنهائه.
فالولايات المتحدة باعت  سلاح للعراق فقط بعشرة مليار دولار هذا العام وهي قادت تحالف عالمي ضد هذا التنظيم مكون من ستين دولة يستعمل معضمها السلاح الأمريكي وخصوصاً الطائرات وهذا يعني الكثير من قطع غيار الطائرات والصواريخ وغيرها سيعاد طلبها من المصانع السلاح الأمريكية وبالتالي تحريك العمل لدى كبرى شركات الأسلحة الأمريكية التي كانت تعاني من ركود أقتصادي. بالأظافة الى حشد الشارع الأمريكي وجود عن غول كبير بعد أن قضت على صدام حسين وأسامة بن لادن وعن أمكانية وصول المتطرفين الى أمريكا والغرب في أطار لعبة الحرب على الارهاب التي تستعملها الأحزاب الكبرى في الغرب لحصد أصوات الناخبين في الأنتخابات ، وايظا هجرت ولجوء العقول العربية الكبيرة الى دول الغرب للأستفادة منهم والجميع يعلم أن لهم الأولوية في طلبات اللجوء .
و بالنسبة لدول الخليج فأن فائدة داعش كانت عبر أضعاف دول مثل العراق وسوريا وأيظا خي تحاول أظهار أمكانياتها العسكرية لأخافة ايران ولحشد الغرب مستقبلاً ضد الجماعات الشيعية المتطرفة أذا ما أعتدت عليها مثل جماعة الحوثي في اليمن وعشرات الجماعات في العراق .

وأما تركيا فقد أستفادت من هذا التنظيم كونه هاجم الأكراد  العدو الاول لتركيا وهو تنظيم لايؤمن بالقومية وهذا ماتريده تركيا لأنه بعد أن فقد النظام السوري السيطرة على أراضيه حصل الأكراد على مناطقهم في سوريا ويسموها بالأقليم وهذا يعني البلد الثاني الذي يحصل فيه الأكراد على حكم ذاتي بعد العراق وهو ما يبشر بقرب الدولة الكردية التي سوف تأخذ الأراضي التركية ذات الأغلبية السكانية الكردية في طريقها وهذا ما لم تقبل به تركيا.

كما أن النظام السوري ايظا مستفيد من بقاء تنظيم داعش كونه شوه صورة المعارضة السورية المسلحة وجعل الجميع متخوف من دعمها بالسلاح خوفاً من ان ينتقل الى المتطرفين وبدأت تضعف حتى فقدت نصف الأراضي التي كانت تسيطر عليها بالأظافة الى أن تنظيم داعش أستنزف المعارضة السورية بالصراع معها بدل الصراع مع النظام السوري .

وحتى الأسلام السياسي الشيعي الحاكم في العراق أستفاد من تنظيم داعش كونه أخرس كل الحركات المعارضة لهذا النظام عندما تقدم بأتجاه بالأراضي العراقية وأصبحت بين خيارين أما تصنف مع داعش أو أن تصمت وبذلك تعزز حكم اﻻسلام السياسي الشيعي بعد أن التف العالم حوله في مواجهة داعش .

وبالنسبة لأيران تستفيد من أستمرار الفوضى في المنطقة التي يخلفها داعش لصرف النظر  وكسب الوقت بالنسبة لطموحات ايران النووية وايظا  بعد أن انشغل العالم بداعش أوعزت ايران للحوثيين بالسيطرة على  معظم المدن اليمنية ليكون بلد نفوذ جديد لأيران ولتجد المملكة العربية السعودية  نفسها محاصرة بين العراق واليمن المليئان بالمسلحين الموالين لأيران.

وحتى الأكراد
أستفادو من هجوم داعش على كردستان للتتعالى الأصوات المطالبة فيها بالأستقلال كون أن الدولة العراقية لم توفر الأمن لهم وبالأظافة الى أن العالم تعاطف معهم .

و بالنسبة لروسيا تتخذ من داعش وسيلة لكي تبين فشل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ولكي تحظ العالم على عدم التدخل الأمريكي في المنطقة وهي أستطاعة امالة مصر لهذا الموقف طبعا بالأظافة الى عقود الأسلحة التي تبيعها الى العراق وسوريا ومصر.