عندما تتكرر الإنتهاكات على مقدساتنا الدينية ورموزنا الإسلامية بذات المدن .. بذات الحكم ، فهذا ما لا يعذر عليه الإثنان معاً :
اولاً : أهل المدينة
ثانياً : الحكومة
والحالة هذه ؛ ففي مدينة سامراء العراقية تتكرر الإنتهاكات على مرقدي الإمامين المعصومين الجليلين الإمام علي الهادي وابنه الإمام الحسن العسكري (ع) ، ففي شباط2006 حصل إعتداءٌ إرهابي ، وفي حزيران 2007 حصل إعتداءٌ إرهابي ، وفي حزيران 2014 حصل إعتداء إرهابي، بجرائم متكررة وبهدف وغاية جرمية واحدة . . المادة (4) إرهاب القضائية العراقية تطبق على كل من تعاون أو نفذ جريمة إرهابية .
من هنا ؛ لابد لنا أن نحدد مكان الجريمة .. ظروف الجريمة .. دوافع الجريمة .. تداعيات الجريمة .. أسباب تكرار الجريمة .
فلو تحرينا مسرح الجريمة ، لرأينا أن المجتمع السامرائي مجتمع مسلم سنّي المذهب ، ولأن المسلمين السنة يرون أنفسهم اليوم شبه أقلية إزاء نتائج الإنتخابات ، فالشيعة صاروا الحاكمين والسنّة أمسوا المحكومين ، بعد أكثر من أربعة عشر قرن من تاريخ الأمّة العربية الإسلامية. ولعل هذا ؛ واحداً من أسباب السكوت والتغاضي عمن يحاول الإعتداء على الرموز الشيعية في العراق بمدينة سامراء . إلا أن هذا لا يعد مبرراً أو مسوّغاً قانونياً إزاء ما يتكرر حدوثه في مدينة تاريخية عراقية احتضنت رفات وجسد وضريح الإمامين السيدين المعصومين العربيين القرشيين الهاشميين (ع) ، بهذا العمق التاريخي والديني
المشترك . فالسامرائيون مسلمون آمنوا بالإسلام المحمدي ، ومحمدٌ (ص) نبيّهم ونبيّ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وهو جدّ هذين الإمامين (ع) .. الإعتداء على آل بيت رسول الله(ص) يعني الإعتداء عليه (ص) .. إكرام ذريته (ع) يعني إكرامه (ص).
إذن ؛ لماذا والحال هي الحال ؛ والسامرائيون هم السامرائيون ، لكنهم لا يضعون حدّاً حاسماً لتكرار هذه الجرائم المخلة بالشرف العربي والإسلامي ؟!!
الكل يعرف ؛ إنَّ مدينة سامراء ليست نيويورك ولا باريس كي يضيع فيها الداعشون والسائحون والواردون والشاردون ، أهل سامراء يعرفون الغرباء .. واحداً واحدا ، تماماً مثلما يعرف النجفيّون الغرباءَ .. واحداً واحدا . فعندما يتكرر إعتداء على ضريح الإمام علي(ع) في مدينة النجف الأشرف ، يجب أن لا يُعذر النجفيونَ على ما يحصل بمدينتهم، وعليهم أن يقفوا مسؤولين عمّا يجري في مدينتهم من إنتهاك لحرمة هذا المقدّس التاريخي الديني ، الذي ينتفعون منه مرّتين ؛ مرّة ً من بركات وجوده بينهم ، ومرّة مما يعتاشون عليه بفضل بركات زيارته عليه السلام ، من واردات السياحة الدينية كالبيع والشراء للزائرين وإقامتهم في الفنادق مقابل منافع ماليه وفيرة ، تمكن لأهل المدينة الإعتياش الكريم .
معمل أدوية سامراء الذي يمتص بطالة أهل سامراء ؛ يرفل بالأمن والأمان !!!
الملوية .. مئذنة العباسيين ؛ ترفل بالأمن والأمان !!!
قصر العاشق ؛ يرفل بالأمن والأمان !!!
لكنَّ ضريحي الإمامين العسكريين ؛ يُفَجِّران مراراً وتكرارا .. أمام أنظار أهل سامراء !!!؟
العراقيون الشيعة ؛ من أقصى العراق إلى أقصاه يتحرّقون ويغلون غيظاً على ما يجرى في سامراء ، من تدنيس وتخريب واعتداء على رموزهم المذهبية الإسلامية التاريخية ، بحيث يهبّون صوب سامراء مستنكرين الخَطْبَ الجللَ والجريمة الشنيعة ، بينما لا نرى أهلَ سامراء يتظاهرون بمظهر من مظاهر الإستنكار (على أقل تقدير) !!!؟
الحكومة ُ وحدها ؛ لم ولن تحققَ شيئاً أبدا ؛ مالم تقف الجماهيرُ وقفتها الشريفة إزاء ما يحدث من إنتهاك هنا أو هناك .. في أيّة مدينة من المدن العراقية المقدّسة !
ما الذي يمكن أن تحققه حكومة شعب يحتضن الإرهابيين في بيوته ومخابئه التي أعدّها لهكذا اختباء ؟!!
ماذا يمكن أن تفعل حكومة ؛ إزاء دخلاء يعيثون فساداً في البلاد .. بين بيوت وأزقة وشوارع هذه المدينة التاريخية العريقة ؟!!
هل تهدمُ المنازلَ على رؤوس الأخضر واليابس ، أم تمهل أهل المدينة حتى يتخذوا القصاص العادل بحق المجرمين الدخلاء ومن آواهم من أبناء المدينة ، ومهّد لهم السبل في ظلام ونهار، والجرائمُ تترى ؟!!!
أين أهل العراق الذين ذبحوا الجندي البريطاني الذي عاث فساداً بحرّة عراقية في شارع الرشيد ؟!!
أين أهل العراق الذين واجهوا المستعمر البريطاني بالفالة والمكوار ؟!!!
أينهم ؟!!!
هل خلّفت النارُ رمادا ؟!!!
إستفيقوا أيّها العراقيون .. إستيقظوا ؛ فقد بلغَ السيلَ الزبى !
والله من وراء القصد ؛؛؛