22 ديسمبر، 2024 2:04 م

من المسؤول عن تحويل النازحين الى ( نزاحين ) ؟

من المسؤول عن تحويل النازحين الى ( نزاحين ) ؟

لا نعلم كيف استطاعت المنظمات الدولية ( الانسانية ) ان تحصي عدد النازحين في العراق بعد أحداث الفلوجة والرمادي مطلع العام الحالي وأحداث الموصل وصلاح الدين وديالــــى بعد حزيران 2014 ، فهذه المنظمات أعطت الرقم ( 8و1) مليون للدلالة على مجموع النازحين في العراق , رغم انها لم تجري احصائيات دقيقة يمكن لآية جهة ان تعول عليها , فهناك مناطق لم يتم مسحها كلياً لغــرض تقدير العدد الحقيقي , واذا كانت تلك المنظمات قادرة على اجراء احصائيات سريعة بهـــذا الخصوص فلماذا لا نعول عليها في اجراء التعداد العام للسكان في العراق الذي عجــزت عن اجرائه الحكومات التي تعاقبت على السلطات منذ 2003 لحد الان رغــم تخصيص مئـــات الملايين من الدولارات لهذا الغرض . لقد خصص مجلس الوزراء مبلغ ترليون دينار عراقي لتوزيعها كمساعــــدات على العوائـــل النازحة بمعدل مليون دينار لكل عائلة ,
وقد كان ذلك بدفعتين الاولى بمقدار500 مليار دينار والثانية بنفس المبلغ , ولو تم تقسيم الترليون على المليون لكان الناتج هو ملـيون عائلة نازحـــــة واذا افترضنا بأن معدل عدد أفراد العائلة الواحدة هو (5) أفراد , فأن العدد الكلي للنازحين سيكون (5) ملايين نازح في أحسن الاحوال , اما لماذا تصر تلك المنظمات على ان يكون العدد هو (8و1) مليون نازح رغم اليقين بعدم تمثيله للعدد الفعلي من عدد النازحين , فالغرض واضح وهو تقليل التزاماتها اتجاه الموضوع فهي تتمسك بأرقامها لكي تقلل من حجــم جهودها ونفقاتها بخصوص النازحين العراقيين , فمن المفترض ان يتم تمويل أغلب نفقاتهـــم من خلال موازنتها والدعم الدولي , ومن الغريب ان حكومتنا الاتحادية لم تدرك هذه اللعبة فانساقت وراء هذه التقديرات رغم انها تعلم ان الرقم اضعاف ذلك بدليل ما خصصته من المبالـــــغ , الا اذا كانت تدرك بأن الكثير من المبالغ ستذهب للفساد والفاسدين 0لقد كتبنا في هذا الموقع وغيره من المواقع في أكثر من مـــرة عن موضوع النازحين وقــــد حذرنا من تداعيات ابتداء الدراسة والشعائر الحسينية وقدوم فصل الشتاء , ولكن كل ما ذكرناه ذهب أدراج الرياح لان ما نكتبـــه عن همـــوم ابناء شعينا لا يلقى الاصغاء من قبـــل اغلب المسؤول ومكاتبهم الاعلامية , ولكننا لواننا عرضنا حقائق ومعلومات عن زيف وكذب وفساد البعض منهم لتبلغنا بعد أيام قليلة بإقامة دعاوي قضائية تحت تصنيف الكذب والافتراء وتشويـه السمعة والاساءة الى السيرة الوضاءة لهم , فقد أصبح البعض بمستوى من الحساسية الزائدة التي لا تتقبل النقد حتى وان كان هدفه البناء ,
ومن الغريب حقاً ان نشهد في هذه الايام استجوابا للمسؤول عن ملف النازحين في مجلـــــس النواب والجميع مقصراً في موضوع النازحين , لان مشكلتهم واضحة وضوح الشمس فهــــ م يسكنون في خيم بالية ويفتقرون للخدمات ولا يخفى على كل عراقي بأن شتائنا متقلب المزاج وقساوته لا تقل عن قساوة الصيف , لا نه يتصف بالأمطار والبــــرودة والاغلبية من النازحين يتواجدون في شمال العراق الذي تتصف بسقوط الامطار والثلوج التي تؤدي الى جرف المنازل وليس الخيم فحسب كما أنها تتطلب وسائل للتدفئة لا تقوى (السبالت ) على تحملها في بعض الايام والاسابيع , وقد تم اثبات ذلك من خلال اول مطرات الشتاء التي حولت النازحين الى نزاحين لإخراج مياه الامطار من الخيم وفتح ممرات للمياه خارج المجمعــــــات غير المحمية الا بسماء الله الملبدة بالغيوم . وليس دفاعاً عن السيد صالح المطلك الذي عاش اربعة سنوات نائباً لرئيس الوزراء بدون أيــــــــــــة صلاحيات بعد ان وعد جمهوره بالاستقالة ان لم يمنح الصلاحيات بعد ستة أشهر ولكنه لــــم يفعلها قط , ولكن دفاعاً عن النازحين الذين لم نقدم لهم شيئاً لإنقاذهم من الحالات الانسانية والاقتصاديــة التي مروا ويمرون بها , فالصحيح ان يتم استجواب المسؤولين كافة ممن لهم علاقة بالموضوع وان تتحول هذه الاستجوابات الى محاكمات بناءاً على طلب الادعاء لأن الاهمال في هذا الموضوع ادى الى وقوع حوادث اودت بحياة المواطنين , فهناك العديد من المقصرين في موضوع النازحين ومن تسبب بنشوء مشكلاتهم ويتوزع المقصرين في السلطات كافة , وقد تعودنا هذه الثقافة الفقيرة في رمي اللوم على البعض وترك آخرين يتشفون وهم جميعا اسهموا في تفاقم مشكلات النازحين الذين لم نجد حلولا مناسبة لمعاناة اخوة وشركاء لنا في الوطن ومن الواجب على الجميع اغاثتهم دون منة واذلال , ونذكر بان عدم الاهتمام بهم سوف يؤثر على حياتهم ومستقبل ابنائهم ووعيهم وولائهم وليس من الوطنية والاخلاقية ان نحولهم من نازحين الى … نزاحين .