23 ديسمبر، 2024 6:35 م

من المسؤول عن التفجيرات … القاعدة والبعث ام الحكومة ؟؟

من المسؤول عن التفجيرات … القاعدة والبعث ام الحكومة ؟؟

الغريب ان كثير من مضللي الرأي العام يحاولون جهد امكانهم توجيه انظار الناس عن المسؤول الحقيقي عن التفجيرات والضحايا ، فغالبا ما يظهر على الاعلام من يضرب بسوط التقريع كل من يوجه اللوم على الحكومة متهما اياه بانه يترك الارهابيين من قاعدة وبعث ليذهب وفق اجندة سياسية بلومه الى الحكومة ، وهذا الخطاب نشهده عند نواب ومناصري دولة القانون والسيد المالكي تحديدا…..
من الخطل والغباء في تقديري ان نحمل مسؤولية التفجيرات والضحايا القاعدة او البعث او الارهابيين عموما ولسبب بسيط ، فهؤلاء الارهابيين هم اكثر امانة وتحمل لمسؤولياتهم التي فرضتها عليهم عقائدهم وايدلوجياتهم ، فما يحملون من عقائد وايدلوجيات تجعل عملياتهم الارهابية وقتل الشعب العراقي هي الطريق الاقصر لمرضات الله والتمتع بالحور العين ومجاورة الانبياء والمرسلين ، نعم نحن والجل الاعظم من المسلمين لايتفقون مع هذه العقائد لكن واقع الحال هو هذا ، فالشعب هو العدو ويجب استئصاله وقتله وفق عقائد الارهابيين وبالتالي كيف نلوم هذا الارهابي الذي يمتثل وينفذ ما تريده منه عقائده ، بلى يجب ان نحارب هذه العقائد على مستوى الفكر والثقافة ونقاتل الارهابيين ونقتلهم درءاً لجرائمهم وسفك دمائنا…
على مستوى الفكر والثقافة لم نجد ثقافة وفكر يتحرك في الساحة العراقي يحارب فكر وعقائد القاعدة ويتحفنا بثمرة ملموسة تنبئنا بهزيمة عقائد القاعدة والبعث ،بل وجدنا على العكس من ذلك تماما يتلخص باجواء فساد واستعلاء على القانون فرضها ورسخها وعمقها ساسة اليوم من طبقة سياسية ومن ضمنهم ابناء السلطتين التشريعية والتنفيذية حتى تحولت الى ثقافة اجتماعية تصلح وصلحت كحاضنة فعالة لنمو عقائد القاعدة والبعث في المجتمع….
واما على مستوى الحماية والدفاع عن الشعب فقد انيطت مسؤولية الحماية والدفاع عن الشعب الى القوى العسكرية والامنية في الدولة العراقية ، وبالتأكيد فان التقصير والاخلال بمسؤولية الحماية والدفاع عن الشعب من قبل الاجهزة الامنية يفرض عليها الحساب والمعاقبة ، ولكن مهلا فاننا كشعب ليس من حقنا ان نعاقب او نحمل المسؤولية للاجهزة الامنية لاننا لم نشكلها او نرسم استتراتيجتها ، فان دورنا كشعب انتخب ممثلين عنه وهم النواب وهؤلاء النواب شكلوا حكومة وقيادة عامة للقوات المسلحة  وبالاحرى قائد عام للقوات المسلحة لعدم وجود قيادة ، وهذا القائد هو المسؤول عن هذه الاجهزة تشكيلا واداءً ، وبالتالي يجب محاسبته عن التقصير والاخلال بمسؤوليته في حماية الشعب من خلال الاجهزة الامنية التابعة له ….
كنا ننتظر ان يتم استجواب القائد العام للقوات المسلحة من قبل مجلس النواب لنقف على الاسباب التي تجعل الدم العراقي لاينفك عن السفك يوما ، كنا ننتظر هذا من مجلس يمثل الشعب باجمعه ليحاسب اي كان ومهما علا منصبه او اتسع جاهه فالشعب اعلى واجل من كل مسؤول ، لكن انتظارنا خاب وسيخيب لاننا بحقيقة الحال وبفضل قانون الانتخابات السابق والقادم سوف لن ننتخب الا امعات وكل يسير بركاب قائد ضرورته ، انتخبنا قطيع بثقافتهم واخلاقهم ، فاول اخلاقهم وسجاياهم هي معلفهم من خلال رواتبهم وامتيازاتهم الفاحشة التي يحاربون ويقاتلون ويضحون دونها بالدماء ، وثقافتهم هي الخنوع والسير خلف قائد ضرورتهم اينما حل وترحل…
نعم لم يتبقى لنا كشعب الى نقد ولوم وغضب على الجميع من نواب وحكومة وقائد عام للقوات المسلحة ، وفي ايام التفجيرات وذهاب القرابين منا فلابد ان يرتفع صراخنا ضد من فشل بحمايتنا وصون دماءنا مطالبين بمحاسبته ومعاقبته ووفق القانون والنظام الديمقراطي.
وللمسؤولين كافة : كفى تفاهة من صب جام غضبكم وادانتكم للقاعدة والبعث فهؤلاء اشرف منكم لانهم مخلصين لعقائدهم واجنداتهم – وان كانت متخلفة ومريضة ومجرمة وقاتلة – بينما انتم خونة امانة ومسؤولية ….