أتفق معي صاحبي أن مجتمعنا و ناسنا يسيرون أنحداراً الى القاع و الحضيض و هو يعيش أزمة أخلاق خانقة فلا يوجد التزام ديني و لا مخافة من الله ،حتى القيم العشائرية الاصيلة ذابت و تفتت
الامر بالمعروف و النهي عن المنكر مفهومان ميتان ، الجار لا يأمن من جاره و الاخ يخاف أخيه أهتمامات شبابنا لا تتعدى الغرائز و الشهوات و توافه الامور فيعيشون الميوعة و السطحية و التفسخ الاخلاقي ، الانحلال يصيب العوائل و الاسر الاباء همهم جلب الاموال بلا سؤال عن مصدره حلالاً أو حرام فيه ضرر على الناس أم لا المو ظف لا يؤدي و ظيفته بالشكل الصحيح و يجبر المواطن على دفع الرشوة لإتمام معاملاته ،المسؤولين همهم الاول الاستفادة من مساحة مسؤوليتهم للكسب الفاحش و غير النزيه و غيرها من لمحات التدني و التسافل الخلقي ،
من يتكلم بالاخلاق و الدين يعتبر شاذاً و غريباً ،من يتكلم و يتحدث على المثل و المباديء يعتبر غريبا و بطراناً ، و لكن صاحبي رغم أتفاقه معي في كل هذا الواقع المر الا أنه أختلف معي في من هو المسؤول
رفض تحديد المسؤول عن كل هذا الذي يحدث
أنا رميت الكرة و المسؤولية في القيادة الدينية ( المرجعية ) المؤثرة و مؤسساتها
فهم يمثلون اليوم الخط الالهي الذي عليه مسؤولية تصحيح مسار الناس و ارجاعهم الى جادة الحق و تربيتهم تربية أيمانية صحيحة بما يتفق و مسيرة الصلحاء
و هدف الانبياء و الائمة و العلماء ،
و لكن هنا توقف صاحبي الذي كان يعطي المرجعية كل فضل في أي تقدم هنا و تقدم هناك حتى وصل فيض علم المرجعية الى الفلك و الفضاء و الصواريخ و لولاها لما بقي حجر على مدر و لكنها لم تستطيع التقدم بالمجتمع و تنقله الى أن يكون مجتمعاً أسلامياً تنتشر فيه الاخلاق او على الاقل توقف الانحدار في الاجيال التي تبتعد عن الاسلام و قيمه يوماً بعد يوم سألت صاحبي هل توجد برامج تربوية للمجتمع هل توجد استراتيجية و خطط لرفع المجتمع مما هو فيه هل توجد خطوات لنشر الدين الصحيح و الثقافة الاسلامية و الوعي الاسلامي و محاربة الخرافة و الوقوف بوجه أستلاب الاسلام من حقيقته الى شعارات سطحية و انتشار البدع في المجتمع بلا رد او نشر للعلم و الحقيقة و الفضيلة في مجتمعنا
رغم استعداده لذلك الفيض فالملايين التي تزحف الى كربلاء و تذوب حباً في رمز الاسلام الامام الحسين عليه السلام فاذا كانت الارض مهيأة و البذور منثورة و المياه محبوسة فمن يحبسها
و من هو العالم و من هو المسؤول
و لكن صاحبي ألتزم الصمت … و تركني مع أسألتي و عيناه ترميني بنظرات غريبة