الوضع الامني الملتهب سببه بلا ادنى شبهة وشك هو التحالف الذي تقوده قوى محسوبة على السنة فطالما كان هذا التحالف بمختلف تسمياته ليس حاضنة فقط بل ممولا واحيانا يشترك مباشرة برجاله وللمثال فقط وليس للحصر اسعد الهاشمي الذي وزيرا للثقافة ومحمد الدايني الذي كان عضوا برلمانيا والشيخ الجنابي عضوالجمعية الوطنية ومشعان الجبوري قبل توبته المزعومة بخلاف طارق الهاشمي والعلواني المودع في السجن الان وغيرهم كثير, وقد ساعدهم الفساد المالي والاداري كثيرا.وهذه التداعيات الامنية من دخول داعش وكل ما يجري من اقتتال طائفي فالمسؤول عنه ولا شك هذا التحالف حتى ان اشترك فيه لاحقا طرف آخر كرد فعل وكل الدماء التي تسيل وموكب الضحايا الذي لا ينتهي يتحمل بدرجة كبيرة مسؤوليته هذا التحالف.اما التحالف الكردستاني فقد اسس للتقسيم وعمل جاهدا لتعطيل بناء الدولة القوية تمهيدا لامارة خاصة ولم يتعامل مع العراق الا كجار غير محبوب يسعى لاهلاكه واخذ ما يمكن اخذه منه وبقى يتفرج عليه وهو يتعرض لهجوم داعش بل شمت به فرحا جذلا لولا ان استدار داعش اليه ليصحو من سكرته ولم ينجح هذا التحالف الحاكم في كردستان رغم استحواذه على نسبة كبيرة من الميزانية وعلى موارد المنافذ الحدودية والثروات النفطية في بناء الدولة بل انه كان وبالخصوص حكومة اربيل ملتقى لكل انواع الفشل والفساد الاداري والمالي ومع اول ازمة حقيقية ظهر في كردستان ما لم يظهر في كل العراق فكل الارقام عن اعداد المهاجرين من العراق يتفوق بها الشباب الكردي بشكل واضح ولا ينافسه احد في ذلك وقضى كثير منهم في بحر ايجة اما طعما للاسماك او دفنوا تحت الثلوج او الى مصير مجهول في طريق هجرتهم من اقليم لم يتعرض الا للقليل من التهديدات الامنية وكان واحة للامن قياسا لباقي العراق. وشهد الوضع السياسي انقساما حادا وحتى قبل ان يتحقق حلم الاستقلال الذي لوح به كثيرا للشعب الذي ناضل كثيرا وقدم بحر دماء حقيقي بلا مبالغة لاجل هذا الاستقلال والحرية والكرامة لشعب ادمن القتال لاجل حريته, وبات انقسام الاقليم الى ادارتين مستقلتين اقرب للواقع منه من حلم الدولة وانهارت المؤسسات الدستورية وكل ما كان يتفاخر به الساسة الاكراد في اول نزاع سياسي.وحتى مع الانقسام لا يلوح امن ولا استقرار مالي بقدر ما تلوح مخاوف الحرب الاهلية وازمة اقتصادية طاحنة .اما التحالف الوطني فهو ولا ريب مسؤول عن الفساد والفشل في ادارة الدولة لانه تصدى للادارة فهو يتحكم بأكثر اجهزة الدولة امنيا واقتصاديا وجاء محمولا على دماء سيل من الشهداء والمضحين ممن قضوا اعمارهم بين السجون او السحق الذي كان يمارسه ابشع نظام دكتاتوري عرفه العراق لعله على مر تاريخه ,ولكنه كان اي التحالف الوطني نموذجا قياسيا لخيبة الامل فقد قدم اسوأ صورة للتكالب على السلطة والفساد وبناء حكم العوائل وترسيخ بل وتأسيس الطبقية الفاحشة ووصل فساده الى كل النواحي حتى وصل الى ان يقدم الخدمة للارهاب فهو المسؤول عن هروب الارهابيين من السجون وابو غريب والقصور الرئاسية في البصرة والموصل وتكريت والناصرية حين كانت كل هذه المحافظات تحت يديه ولم يقدم حتى شرطيا واحدا للحساب وغرق البلد بالفساد قبل مياه الامطار ولم يعرف ان يوفر لا حصة تموينية فضلا عم الكهرباء مرورا بالماء الصالح للشرب. واسوأ من هذا كله انه لم يكتف بكل هذا الفساد بل لم يبال بمن كان يملأ الدنيا صراخا لاجلها ويدعي الدفاع عنها وهي المرجعية التي بادلته الدور وهي التي بح صوتها وفضلت الصمت على كلام مع من لا يسمع ولا يفقه ما يقال له.
البلد وصل الى ما وصل اليه لان هناك من سعى لتدمير البلد من خارج الحدود بلا شك سواء من دول الاقليم او القوى الدولية ولكن كانت هذه القوى السياسية هي ادوات هذه القوى بعلم او بدونه وحتى ان كان هناك بعض المخلصين هنا او هناك فهذا لا يعني شيئا لان الاتجاه العام والاغلبية الساحقة هي مشتركة الى حد الثمالة بما جرى.
وصك البراءة لكل من اشترك بهذه العملية الفاسدة التي قادت البلد الى الخراب لا تكون بالمطالبة الاعلامية ولا ان يقول اين الادلة على فسادي بل حل واحد له للنجاة هو الاستقالة من كل مواقع الدولة وتسليم كل امتيازاته و وضع نفسه تحت تصرف والانضمام الى جموع الشعب في ثورته التصحيحة السلمية قبل ان تتحول الى غضب هائج لا يمكن السيطرة عليه