23 ديسمبر، 2024 9:23 ص

من المختطفين القطريين الى مختطفي الدجيل

من المختطفين القطريين الى مختطفي الدجيل

قال عز من قائل (ويمدهم في طغيانهم يعمهون) بعد اثنان وعشرون يوماً من آخر حدث ارهابي مُقنن في الدجيل ظهر شخص على احدى الفضائيات العراقية يتباهى بالانجاز الذي حققه وزير الداخلية العراقي والقوات الامنية بتحرير مجموعة مختطفة من شيوخ قبيلة خزرج في قضاء الدجيل عادت بي الذاكرة فورا لحادثة اطلاق سراح المختطفين القطريين في جنوب العراق لان السيناريو المخزي يتكرر نفسه مرة اخرى,أدلى ذلك البوق المأجور بما لديه من كذب وتزوير للحقيقة التي كشفها ابناء قبيلة خزرج،فهو لم يذكر الجهة الخاطفة ولا كيف تم خطف الاشخاص وأكتفى بالقاء التهمة كعادة من أستأجره في ملعب تنظيم داعش،ولم يعرف الشعب العراقي حقيقة الجهة الارهابية المهاجمة الا حين انقض ابناء قبيلة خزرج على مكاتب احدى الفصائل المسلحة المنضوية تحت لواءالحشد الشعبي واندلعت اشتباكات مسلحة بينهم وبين ذلك الفصيل وظهرت الاشتباكات عبر مواقع التواصل الاجتماعي،من دون الخوض في تفاصيل القضية المكشوفة للجميع ماهمني هو تستر وزير الداخلية على الارهابيين ودعمه للسلاح المنفلت مرة اخرى جهاراً نهاراً وعدم محاسبته للجهة التي ارتكبت جريمة اختطاف ابناء القبيلة وقبلها مقتل العقيد في الشرطة حسين الخزرجي واخوه،وبنفس الطريقة التي ظهر فيها وزير الداخلية متباهياً باطلاق سراح المختطفين القطريين ظهرهذه المرة مع قواته مدعياً اطلاق سراح المختطفين وقام بنشر بعض الصور وهو يتوسط المواطنيين بعد تحريرهم،وهنا اسأل البوق القادم من لبنان الى العراق لماذا لم يتجرء وزير الداخلية على اظهار الخاطفين على الفضائيات والتحقيق معهم ونشر اعترافاتهم كما هو الحاصل مع اغلب المعتقلين،لماذا فاته ايضاً ان يعلن عن هوية الجهة الخاطفة ولم يتوعد بمحاسبتها مع صمت مطبق من قبل رئيس الوزراء مؤيداً فيه ايضا انفلات السلاح وطغيان الفصائل المسلحة,بينما أصدر زعيم الفصيل المسلح بياناً يطالب فيه وزير الداخلية بكشف ملابسات موضوع خطف المواطنين في قضاء الدجيل قائلاً: يكفي تشويهاً للحقائق واتهامات بدون دليل وجيوش الكترونية كل همها تسقيط فصيله خصوصاً والحشد الشعبي عموماً,فالزعيم أعلاه على يقين تام بأن لارئيس الوزراء ولا وزير الداخلية قادرين على اتهامه رسميا او حتى الاشارة اليه بصورة غير مباشرة خصوصا ان تحالف سياسي يجمعه مع الاخير،ماجرى حالة ليست بالغريبة على بلد تعلو فيه سلطة السلاح المنفلت كل سلطة،فقتل عقيد في الشرطة العراقية وقتل مجموعة من نفس قبيلته ومنطقته ثم اختطاف مجموعة اخرى وقلب الحادثة من اجرام باسم القانون الى نصر وشجاعة انتهت بتحرير المواطنين هي احداث تجري بصورة يومية، لكن لو اجرينا بين مقارنة سريعة بين الحادثة الاخيرة وحادثة المختطفين القطريين سنصل الى حقيقة بينة لا يغطيها صراخ المأجورين على القنوات ولا طغيان من يحمل السلاح الا وهي اتفاق وتواطؤ بين وزير الداخلية ورئيس الوزراء مع الجهات العابثة بأمن البلاد والعباد من خلال السكوت عنهم لكن لو تكاتف ابناء الشعب وتصرفوا بحزم كالذي استخدمه ابناء قبيلة خزرج الابطال لردعوا كل ارهابي يحاول التطاول عليهم.