23 ديسمبر، 2024 2:23 م

من المالكي الى عالية ماذا فعلتم بأهلكم

من المالكي الى عالية ماذا فعلتم بأهلكم

لا أعتقد أن عراقياً يعتبر غرق بغداد وعدة محافظات بسبب تسونامي، أو إعتراك دجلة والفرات كأحشاء جسد أصيب بوباء الفساد ونهم إبتلاع الحرام؛ فتقيء في الشوارع والأزقة سموم وشوائب منهوبة.
إنهال معظم المواطنين بكلمات الويل والثبور واللعنة، على طوفان المدن، ونتائج الفساد وخيانة المسؤولية.
 من الغباء أن يعثر الإنسان بحجر مرتين متواليتين، وقمة الإستهتار  بالعقل البشري؛ أن يُفسر غرق بغداد في العام الماضي بصخرة عبعوب؟! وقمة الإستهانة بالمواطن ومقدراته؛ أن تخرج علينا النائبة عالية نصيف وتقول: أن الحكومة أنفقت 16 مليار تعويضات للمواطنين نتيجة الفيضانات، وهذه الأموال تكفي لبناء منظومة متكاملة من الخدمات؟!
النائبة نصيف إستضافتها قناة آفاق لشرح أسباب الفيضان؛ كونها عضو مقرب من قيادة دولة القانون في آخر دورتين؟! ونسأل بإستغراب عن هذه الفلسفات التي لم تعد تقنع جاهلاً؛ إذا كانت الحكومة السابقة تملك هذه الأموال وهذه الأفكار ما هو العائق أمام إنضاجها، فهل هي الخلافات السياسية كما تزعم، ولماذا لم تعترض الأطراف التي تُريد الإطاحة بحكومتها على التعويضات؟!
في الوقت نفسه كانت لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي مقابلة تلفزيونية، وقدم شرحاً عن الموازنات والأموال التي صرفتها حكومته، وقدر ما إستلمه بـ 710 مليار دولار، وقسمها بين رواتب، وتخصيص وزارات ومحافظات، وهذه الأموال لا تكفي  لبناء المشاريع والزراعة والصناعة، وفحوى مجمل اللقاء دفاعه عن حكومته، وأنه لم يكن قائد ضرورة ودكتاتورية، وبتقديره لا يمكن بناء مشاريع  في العراق إلاّ من خلال مشروع البنى التحتية والإستدانة من الشركات والدول؟!
طالب المالكي أيضاً  بمحاسبة الفاسدين، والمضي مع إصلاحات الحكومة التي يدعي دعمها؟! ولم يتحدث عن فاسد في حكومته، وعن مئات المليارات التي هربت الى الخارج وتحولت الى قصور، وعن ملفات يلوح بها؟! وإذا كانت الأموال مقسمة بين الرواتب والتخصيصات التي قدرها  15%، ولو إنها كلها سرقت لما تجاوزت 120 مليار دولار؟!
إن الأمطار تحولت من نعمة لنا الى نقمة علينا، ومن الحق مسائلة الحكومة الحالية، ومحاسبة الحكومة السابقة التي تركت مشاريع وإدارة فاشلة في كل المعايير، ولم تقدم نموذج واحد يُعول عليه، وخربت بلد متفرد بالعالم في  إنشاء خلايا أزمات وترقيع المشكلات، ولم تقترب من  إصلاحات ملفات دفنها الفاسدون وأظهرتها الأمطار؟!
نسألكم بما تؤمنون؛ هل أنتم مقتنعون بما تقولون، ومَنْ تريدون خداعه، وهل حسبتم ماذا سيقول التاريخ عنكم، وماذا فعلتم بأهلكم؟!
كلهم يعترفون بالفساد ويبرؤون ساحتهم منه؟! وكلهم ينادون بمحاسبة المفسدين والإصلاحات، ويعملون بالضد منها، وما غرق بغداد وعدد من المدن؛ إلاّ فضيحة كبرى تبين حجم الأموال المنهوبة، التي دفنت تحت الأرض، فكان المطر نعمة لكشفها، ويُعبر عن حجم الإستخفاف وسوء التخطيط والأنا والإنتهازية، التي ضيعت ثروة لم يحصلها العراق على مدى تاريخه، ومن الطبيعي لا تكفي تلك الموازنات؛ إذا كان الحامي حرامي، وسيأتي اليوم يقولون فيه؛ أنهم حراس على أموال الدولة من شعب فاسد؟!