22 نوفمبر، 2024 11:37 م
Search
Close this search box.

من المالكي الى العبادي … رئاسة التحالف  الى أين ؟!!

من المالكي الى العبادي … رئاسة التحالف  الى أين ؟!!

لا يخفى على المتابع للشأن السياسي في البلاد انه يمر بظروف غاية في التعقيد خاصة مع التحرك الإرهابي لقوى الظلام (داعش) وسيطرتها على 30% من البلاد .
تشير اغرب التقارير الغربية ان الوضع الأمني في العراق مرتبط بعوامل سياسية داخلية وإقليمية ودولية تلعب دور رئيسياً في التذبذب الأمني الحاصل في هذا الملف إضافة إلى الأسباب الداخلية والتي تتمثل بالعلاقات السياسية السيئة بين عموم الكتل وانعدام الثقة بينهم والتي انعكست بالسلب على الوضع الامني والاجتماعي في البلاد .
الساحة  العراقية اليوم تشهد مستجدات خطيرة سواء في الجانب السياسي او الأمني والتي جاءت على خلفية الوقوف بوجه الإرهاب الداعشي والذي تمكن من السيطرة على ثلاث محافظات مهمة في البلاد ويعيش تحت سطوته اكثر من 3 ملايين عراقي .
رغم المواقف السلبية من بعض الأطراف للحراك السياسي للعملية السياسية والأمنية في البلاد ولكن موقف الدولة العراقية من مجمل القضايا السياسية والأمنية الداخلية يعتبر إحدى مخارج التحالف الوطني وقواه الفاعلة وهذا ما شهدناه من أحداث اليمن والبيان الذي صدر من السيد عمار الحكيم الرافض للتدخل العسكري وضرورة تغليب التهدءة والحوار على الضربات الجوية والتي لايمكن لها ان تحقق شيء على ارض الواقع .
يعتبر التحالف الوطني اكبر مؤسسة في الدولة العراقية كونها تمثل الأغلبية في البلاد لهذا الجميع يؤكد على أهميته وضرورة مؤسساته وانه حاج ملح لحل الكثير من المشاكل العالقة , بيد ان هناك إرادات سياسية في داخل التحالف (حزب الدعوة ) في المماطلة والتباطؤ والتأخير الواضح والمتعمد في انتخاب رئاسته من خلال طرح بعض الآراء كإكمال النظام الداخلي وتأجيل مناقشة رئاسة التحالف خصوصاً ان هناك توافق بين الائتلاف الوطني ودولة القانون في ان من يحصل على رئاسة الوزراء تكون رئاسة التحالف من الطرف الأخر وهذا ما أنتج رئاسة السيد الجعفري للتحالف الوطني , ومادامت رئاسة الوزراء من حصة دولة القانون فالأحرى ان تكون رئاسة التحالف من حصة الائتلاف الوطني والذي اجمع على ان اختيار مرشح مجلس الأعلى ولكن الأطراف في دولة القانون تحاول عرقلة هذا الاتفاق واستنزاف الوقت وتسويف الأمر كما حصل في حكومة المالكي والتي كانت تقاد بالوكالة . رئاسة التحالف الوطني لا تخضع للأمزجة وذلك لان رئيس التحالف الوطني يجب ان يتمتع بتأييد قوي من الكتل والأحزاب كما لديه علاقات جيدة مع المكونات السياسية الأخرى من السنة والأكراد كما يجب ان تكون له خبرة في مجال العلاقات الإقليمية والدولية ويملك أدوات الضغط من خلال علاقته بهذه الدول , خصوصاً مع ارتفاع بعض الأصوات التي تنادي لتقديم المواصفات الخاصة التي يتمتع بها السيد عمار الحكيم والتي تعد غير منطقية كون الأخير يتمتع بمقبولية وطنية و علاقات متينة ومجسرة مع جميع الأطراف الداخلية , وعلاقات سياسية ودبلوماسية إقليمية ودولية متميزة الأمر الذي يجعل منه أكثر مقبولية لرئاسة التحالف  ، امام مرشح دولة القانون السيد علي الأديب والذي لم يكن مقبولاً في ابسط وزارة ألا وهي وزارة السياحة فكيف به في رئاسة التحالف ، والذي خلق تحسساً تجاه الشخصيات الوطنية والتي تمتلك مواصفات استثنائية قادرة على جمع الجمهور العراقي وسياسيه تحت سقف واحد .
السيد العبادي يلعب دوراً مغايراً في عرقلة هذا الاتفاق من خلال المماطلة الواضحة في حسم رئاسته ، والانتهاء من جميع الملفات العالقة بين الائتلافين ، خصوصاً مع رفع شعار التغيير والتطوير في الدولة العراقية ومحاربة الفساد والفاسدين ، فيا ترى هل يسير على نهج الأولين ام يمتلك الإرادة والنية الصادقة في توحيد الجهود نحو تحالفاً وطنياً قوي قادر على الوقوف بوجه التحديات والمنعطفات الخطيرة .

أحدث المقالات