24 ديسمبر، 2024 5:01 ص

من المالكي إلى ألعبادي …. استمرار الاعتقالات العشوائية بحق العراقيين

من المالكي إلى ألعبادي …. استمرار الاعتقالات العشوائية بحق العراقيين

يوما بعد أخر تتأكد الحقيقة المرة المتعلقة بانتماء ما يسمى بالحكومة العراقية و اعني بها حكومة الاحتلال الأمريكي ما بعد 9/4/2003 ذلك الانتماء الإيراني المطلق و الذي لا يمت للعراقية أو العروبة بأدنى رابط و ما يثبت ذلك هو أن المستهدف الوحيد في مشروع تلك الحكومة هو التوجه الوطني و القومي العروبي في العراق الرافض للهيمنة الإيرانية سواء كان شيعيا في المحافظات الوسطى و الجنوبية أو سنيا في المحافظات الغربية و نجد أيضا في نفس الوقت تشابه الأسلوب القمعي و الوحشي الذي تعاملت و لازالت تتعامل به تلك الحكومة مع أصحاب هذا التوجه الوطني العروبي فلم يختلف الأسلوب بين ما تعاملت به الحكومة مع أبناء المحافظات الغربية (الرمادي و تكريت و الموصل و كركوك وديالى و أجزاء واسعة من بغداد ) و الذي تمثل بسياسة الاعتقالات العشوائية الجماعية و انتهاك حرمات البيوت و الأعراض و المساجد و نهب الممتلكات حتى امتلأت السجون بآلاف الأبرياء و من بينهم المئات من النساء مما دفع أبنائها إلى التظاهر وتعاملت معهم الحكومة بنفس الأسلوب و الذي بدأ بالإهمال و التشكيك بوطنية المتظاهرين و نسبتهم للإرهاب و التطرف و انتهاءا بمهاجمة مخيمات و ساحات الاعتصام و باستخدام القوة المفرطة من قبل المؤسسة الأمنية و العسكرية التي من المفترض أنها مؤسسة الشعب و ليس مؤسسة الحكومة والذي أفضى بعد أيام معدودة إلى دخول تنظيم داعش الإرهابي التكفيري و سيطرته على تلك المحافظات ,نفس المنهج و الأسلوب استخدمته الحكومة مع المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني و أتباعه في وسط وجنوب العراق و المعروفين بتوجهاتهم الوطنية و العروبية الرافضة للاحتلال الأمريكي في وقته و للهيمنة الإيرانية و المتعاطفة مع أبناء المحافظات الغربية حيث تعددت إشكال القمع الحكومي ضدهم ابتداءا” من تعاون الحكومة مع قوات الاحتلال في عام 2004 و مهاجمة دار المرجع الصرخي و مكتبه و حوزته في كربلاء و من ثم مداهمة حوزته الدينية في كربلاء عام 2006 و من ثم إغلاق مكاتبه و الجوامع التابعة له و حرق العديد منها و هدم الأخر عام 2012 كما حصل من هدم لجامع الناصرية و من ثم حدوث المجزرة الكبرى في منتصف عام 2014 التي تمثلت بمهاجمة دار و براني المرجع الصرخي و حوزته المتمثلة بالجامعة الجعفرية الإسلامية في كربلاء و محاولة تصفيته جسديا” و انتهت جميع تلك الاعتداءات المذكورة في كل مرة بعشرات الشهداء تحت أبشع و أقذر وسائل التعذيب و المئات من المعتقلين ممن حكم عليهم بالمؤبد فضلا” عن غلق مكاتبه الشرعية في المحافظات . واستمرارا لهذا المسلسل الحكومي و الذي هو في حقيقته مشروع إيراني للقضاء على الخط الوطني و العروبي شيعيا كان أو سنيا ليفتح الأفق أمامها للهيمنة على كل المنطقة العربية ,فقد داهمت القوات الحكومية في الناصرية المكاتب الشرعية للمرجع الصرخي و أيضا بيوت وكلائه و طلبته و مقلديه يوم الأربعاء 18/11/2015 و اعتقلت العشرات منهم و في مقدمتهم مدراء مكاتبه و وكلائه و طلبته و جميعهم رجال دين فضلا عن ترويعها لعوائلهم و نهب ممتلكات دورهم .أمام هذا المشهد البوليسي لازال البرلمان العراقي و لجانه و في مقدمتها لجنة حقوق الإنسان و اللجنة القانونية و كذلك حكومة ألعبادي و وزارة حقوق الإنسان فيها تلتزم الصمت كما هو موقفها في الحكومات السابقة تجاه تلك الحادثة و سابقاتها بالرغم من أن البرلمان و الحكومة يعتبران المسئولان المباشران عن امن العراقيين و سلامتهم مما يعني أنها تسير باتجاه إكمال دور سلفها حكومة المخلوع نوري المالكي في تثبيت دعائم النفوذ الإيراني و تكميم الأفواه و انتهاك الحريات و القضاء على كل نفس و خط وطني و عروبي و هو أمر يجعل الحكومات و الشعوب العربية و المؤسسات و المنظمات العربية والإسلامية والدولية أمام مسؤولية إنسانية كبيرة لوقف مسلسل انتهاكات الحكومة العراقية لحقوق الشعب العراقي على يد قواتها الأمنية و المليشيات التابعة لها سواء بحق أبناء الوسط و الجنوب الشيعي أو الغرب السني حتى لو تطلب الأمر إصدار قرار دولي تتبناه الأمم المتحدة يقضي بتجريم الحكومة العراقية والميليشيات الإجرامية التي تقوم باعتقال الأبرياء دون وجه حق.