يشهدُ اللهُ أن الدافعَ الذي دفعني لكتابة هذا المقال اظهارُ الحقيقة ، والتصدّي لكل من سَولتْ لهُ نفسهُ بالتهجم على هذا الرجل تهجماً ظالماً باطلا ، وليس ليْ دوافع نفعية أو مصلحية على الاطلاق . ولمعرفتي الكبيرة بالسيد صفاء الدين الصافي وبتفاصيل حياته العلمية والاجتماعية والسياسية ارتأيتُ أن أوظف قلمي من باب قول الحق في زمن اختلط فيه الحابلُ بالنابل واضطربت فيه موازين التقييم والانصاف والعدل . وبالرغم من أن أبواب النقد مفتوحة للجميع بلا استثناء ، ومن حق أي شخصٍ أن يطرحَ رأيهُ بحرية لكن النقد ينبغي أن يكون مبنياً على أسس صحيحة ومدعوماً بأدلةٍ دامغة وبراهين يقبلها العقلُ ، لا أن يكون مجرّد كلمات مبعثرة ملفقة لا قيمة لها على أرض الواقع . وأيّ نقدٍ يخرجُ عن أصولهِ المعروفة ويفقدُ أدواتهُ العلمية يتحولُ الى ثرثرة فارغة تعبّرُ عن كنهِ الناقد وعن شخصيتهِ الهزيلة وعن ضحالة تفكيره ، وربّما عمّا يضمره في نفسه من سوء تجاه الآخرين . ويبدوُ أن البعض – وللأسف الشديد – جنّ جنونهُ وفقد صوابهُ حين علمَ بترشيح السيد الصافي لمنصب نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية . وانطلاقا من هذا الجنون الفوضوي غير المتزن ارتفعت بعض الأصواتِ هنا وهناك للنيل من شخص الصافي ومن كفاءته العلمية ونزاهتهِ ، وهو بتقديري لا يحتاجُ الى من يدافعَ عنهُ لأنه باختصار أسمى من جميع الافتراءات والأقاويل الكاذبة الرخيصة . ومن لا يعرف من هو الصافي عليه أن يعرف أن هذا الرجل وُلدَ وترعرعَ في بيت شريف طاهر لهُ مكانته العظيمة وقدسيتهُ الكبيرة في مدينة البصرة . فجدهُ سماحة السيد عبد الحكيم الصافي – قدس الله سره الشريف – غنيٌ عن التعريف وما يزالُ اسمهُ عالقاً في ذاكرة الجميع لحسن صفاته التي أسرت القلوبَ حُبّا وأبهرت الأنظارَ فخراً واعتزازا . ووالده سماحة السيد محمد السيد عبد الحكيم الصافي غنيٌ عن التعريف أيضا لأنه أخذ عن أبيه – رحمه الله – أفضل الخصال الأخلاقية والسلوكية والعلمية . ولا يمكن لأي رجلٍ – كالصافي – أن يتنازل عن ذلك الارث المميز المفعم بالشرف والأمانة والنزاهة والالتزام بحدود الله ، وأن يسلك طريقا آخر يتناقض كليّاً مع المبادئ التي عرفها وفهمها وتربى عليها وآمن بها الايمان المطلق . ومن يجهلُ الصافي عليه أن يسأل عن تلك العائلة الكريمة التي أنجبتهُ ، وأن يتحرّى بموضوعية عن مكانة تلك العائلة في البصرة وعن مكانتها لدى المرجعية الدنية . وأنا المتحدث – بحكم معرفتي بهذه العائلة النبيلة – لم أجد أية شائبة تشوبها منذ سنين عديدة ، بل وجدتها مدرسة أخلاقية قدّمت للمجتمع العراقي أبناءَ بررة على قدرٍ كبير من الالتزام الديني والقيم الانسانية الفاضلة . والسيدُ صفاء الدين الصافي واحد من الأبناء البررة الذين أنجبتهم المدرسة المباركة . وقد اتخذ لنفسه طريقا مُميزا في مجال العلم الأكاديمي ليضيف لأمجاد عائلته مجداً آخر لا يقل شأناً عن الرموز الشامخة التي تزخرُ بها تلك العائلة من أمثال عمه سماحة السيد علي السيد عبد الحكيم الصافي – دام ظله الشريف – وعمه الأستاذ المهندس المعماري السيد عبد الوهاب السيد عبد الحكيم الصافي . فهو اذن ليس كما يدّعي البعض – كذبا – لا يملك الدرجة العلمية المرموقة . وما قيلَ عنهُ في هذا المجال مجرّدُ تسقيط لا أخلاقي بعيدٌ كلّ البعد عن الحقيقة . ومن يطعنُ في نزاهة الصافي فهوَ امّا واهمٌ ولم يعرف الحقائق كما هي ، أو مُبغض حاقدٌ تسيطرُ عليهُ مآربُ أخرى . وأنا من باب الأمانة والمسؤولية التاريخية أسجلُ أمام الرأي العام شهادتي عن هذا الرجل الذي ما دنستْ ضميره الحيّ مفسدةٌ ولا راودتهُ أحلام المفسدين . بلْ كان وما يزال يسمو بنفسه عن مواضع الشبهات وعن مستنقع الرذيلة . وترشيحه لمنصب نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية فخرٌ للعراق وللعراقيين لأنه يستحق هذا المنصب رغماً عن أنوف الفاشلين ، والله من وراء القصد.