23 ديسمبر، 2024 9:59 ص

من الكرادة حائط مبكى السياسيين إلى مذبح مستشفى اليرموك

من الكرادة حائط مبكى السياسيين إلى مذبح مستشفى اليرموك

مع كل ما نشعر به من آلام وعذابات بسبب ما يمر وطننا الحبيب من محن وبلاءات ، وإذ نشعر بالحزن تضامناً مع العوائل التي يلم بها المصاب وآخرها مصاب حرق الأطفال الخدج في مستشفى اليرموك ، فإننا نجد هذا البلد يحترق بنار المفسدين من المتسلطين الذين يدعون القيادة الدينية والسياسية وكل ذلك بسبب ما جنته علينا أفعال ومواقف مرجعيات الأعاجم و السياسيين من ممثلين الأحزاب اللا إسلامية بشخوص عملت منذ دخولها الوطن بعد سقوط النظام السابق للأجنبي وبدعم من شرعن لهم الفساد والإفساد وتسلم المناصب بالرشا من كهنة المعبد .
ونتيجة هذا الظلم المطبق والفساد الطاغوتي ستكون حتماً حرق اليابس والأخضر ، حرق الأطفال والنساء والشيوخ ، فهو لا يُفرق بين صغير وكبير ، ولا بين بريء و متهم ولا بين انتهازي وصاحب مبادئ .وإذ أضحت الكرادة عند وقوع المحرقة حائطاً لمبكى السياسيين والرموز الدينية والمليشيات يتسابقون فيها لذرف دموع التماسيح ، فإن حادثة مستشفى اليرموك لم تعرها تلك الرموز ذلك الإهتمام لأن الخسائر كانت عبارة عن أطفال خدج ، فهم خارج سن الإنتخابات ، لأن الإنسان في العراق أصبح مجرد رقم إنتخابي للسياسي يتبارى مع أقرانه اللصوص للحصول عليه وبعد نهاية الإنتخابات ينتهي مفعوله ليعود بعد أربع سنوات ومن ثم يختفي وهكذا دواليك .
وردة فعل السياسي يعرفها المواطن مسبقاً من كثرة تكرارها مع تكرار الحوادث فهي تتمثل ببعض التصريحات التخديرية مع وعود بتشكيل لجان تحقيقية ومن ثم بعد عدة أيام ينسى الشعب الحادثة وينتهي كل شيء لتبدأ حادثة أخرى .لكن ما لا يعرف مغزاه هو ردة فعل رجال حوزة النجف الذين سلطوا أهل الفساد على الناس فقد أصبحوا أكثر دعارة وانتهازية من السياسيين .
ولكثرة الهموم لم يعد الشعب يهتم بانتهازية المعممين والمراجع واستغلالهم لدين الله حيث أصبح المهم والأهم عند المواطنين هو المحافظة على الأرواح التي تُختطف يومياً بالعشرات والمئات وكل ذلك يحصل بسبب طائفية وانتهازية كهنة السراديب في النجف .وبهذا الصدد يحث المرجع السيد الصرخي الحسني أبناء الشعب العراقي على عزل الفاسدين الذين سلطتهم مرجعية السيستاني واختيار أصحاب الإنسانية بقوله ( اعزلوا الفاسدين ، اعزلوا المفسدين ، يكفي سرقات ، يكفي فساد ، ليخرج الشريف ليخرج من عنده الهمة ، من عنده الوطنية ، من عنده الدين ، من عنده الحد الأدنى من الإنسانية ، ليسلك الطريق الصحيح ، ليكن قدوة لغيره ، حتى يكون الجميع معه ) .
ويؤكد المرجع السيدالصرخي في محور آخر على مصاديق الانتهازية بقوله ( عندما نتحدث عن السياسة الانتهازية الطائفية الظالمة لانخص بها طائفة دون اخرى ، بل هي سياسة كل سلطة ظالمة عبر التاريخ سواء كانت السلطة مدعية للتسنن أم التشيع أم العلوية أم غيرها من طوائف أو ملل أو نحل ، فيستغلون اسم الدين والطائفة من أجل إدامة الظلم والطغيان والقبح والفساد ) .
وإذا بقي السيستاني وأتباعه من السياسيين الطائفيين والسائرين في فلكه فسوف نبقى نشاهد المصائب تلو المصائب ويبقى العراق تحت وطأة الاحتلال والتبعية والذل والفقر والأمراض وكل ما يتصوره الذهن من مساوئ الأمور .