7 أبريل، 2024 12:00 م
Search
Close this search box.

من الكاظمية بدات المرجعية

Facebook
Twitter
LinkedIn

هي الكاظمية التي اخذت اسمها من الكاظمين ( موسى بن جعفر وحفيه محمد الجواد عليهما السلام ) ومنذ ان احتضنت تربة بغداد هذين الجسدين الطاهرين بدات تظهر بعض المزايا لهذه البقعة لا سيما ان الخليفة العباسي ابو جعفر الذي جعل له مقبرة فيها لم يكن لها تاريخ الا بعد وفاة الكاظم عليه السلام ، وهنالك جانب اخر مهم ان البشر بطبيعته كان يميل الى السكن والتواجد قرب منابع المياه ولوجود نهر دجلة العظيم فقد قطنت مجموعة من القبائل على ضفتي هذا النهر ( الكاظمية والاعظمية ) وفي الكاظمية توجد مقبرة قريش وسميت باسم قريش لان من دفن فيها جماعة قريشيين من اتباع الامامين الجوادين عليهما السلام، وحتى العباسيين هم من قريش . وقد قرات للخطيب البغدادي ان احد اعلام واسط طلب ان يدفن في مقابر قريش وقد حمل ودفن في نوبخت ضمن مقابر قريش ، ونوبخت التي دفن فيها السفير الرابع الحسين بن روح النوبختي في منطقة يقال لها الان ( الشورجة ) وعلى ضوء ذلك ان صح الخبر فان مقابر قريش تمتد من الكاظمية في الكرخ الى نوبخت في الرصافة .

ومن هنا فان بغداد وعلى الارجح لوجود مرقد الكاظمين فانها موطن السفراء الاربعة وثقة الاسلام الكليني والفقيه ابن قولويه وبعد نهاية الغيبة الصغرى ( سنة 329هـ) بدات مرجعية الشيعة من الكاظمية برئاسة الشيخ المفيد ( ت 413هـ) والذي امتاز بعلمه المطلق وقد استغل الحرية الفكرية في عهد البويهيين ليثبت راي الشيعة في كثير من امور الحياة في بغداد وكانت له منزلة خاصة عن خلفاء البويهيين ، وعلى خطاه ظهر الشريفان اللذان كان لهما المواقف السياسية لترسيخ الحكم وفق المذهب الشيعي وقد تمكنا من ذلك مع الوقوف بوجه الخليفة اي كان اذا ما تجاوز حدوده على الفكر الشيعي ولهم قصص بهذا الشان ، وكذلك الشيخ الطوسي الذي تمكن من الهروب من فتنة بغداد الى النجف ليؤسس الحوزة هناك .

ومنذ ذلك العهد عرف رجالات الكاظمية بمواقفهم الجريئة والعلمية وكل عالم اذا اراد ان يظهر علومه لجأ الى الكاظمية وحتى عصرنا الحديث .

نصير الدين الطوسي هذا العالم الفذ الذي حاول الحاقدون ( ابن تيمية وقناة الجزيرة ) النيل من ظلاله وليس منه فقد خابوا بكل مساعيهم عندما يثني عليه ابناء ملتهم كابن الفُوَطي وابن شاكر والصفدي، وقد انقذ الكثير من علماء السنة من قبضة هولاكو الذي امر بقتلهم حيث منحهم لقب عالم وتكفلهم فانقذهم منه ، الطوسي الفيلسوف والمؤرخ والفلكي والفقيه الذي اسس كثير من العلوم الفلكية اصبحت مرجعا للعلماء من بعده ، وهو استاذ المحقق الحلي .ومرقده عند راس الامامين الجوادين

ومن العوائل العلمية والثورية في الكاظمية عائلة السادة الحيدريين وعائلة ال الصدر وعائلة شرف الدين فكثير من رجالاتهم يشهد لهم التاريخ بثوريتهم وعدم رضوخهم للاستعمار او ممن لا يلتزم بتعاليم الاسلام .

واما الشيخ مهدي الخالصي ( ت 1343هـ) هذا العالم الثوري الكبير حتى انه رفض الانصياع لشروط الاستعمار قبالة عودته الى الكاظمية وبقي غريبا في مشهد ودفن هناك

السيد محمد حسن الصدر ( ت 1956م) رئيس وزراء العراق سنة 1948 وعضو مجلس الاعيان ، السيد عبد الحسين شرف الدين هذا الرجل الثوري العربي في لبنان وسوريا من ابناء الكاظمية ، السيد اسماعيل الصدر واخوه محمد باقر الصدر، السيد موسى الصدر ، الشيخ مهدي النمدي الاسدي ، السيد هبة الدين الشهرستاني رجل الفقه والعلم . الشيخ محمد حسن ال ياسين

قد تكون هذه الميزة في الكاظمية لانها ضمن بغداد التي تعتبر العاصمة وذات المكانة التاريخية من حيث انها عاصمة للحكام ولهذا نجد ان مركز الثورية في بغداد يكون من الكاظمية وقد اعطت كثير من الشهداء لاجل اعلاء كلمة الحق .

ما ذكرته هي قطرة من بحر وليعذرني من لم اذكره فان مواقفهم المشرفة تبقى خالدة في ذاكرة التاريخ وان وفقنا الله ان نجمع هؤلاء الاعلام في كتاب خاص بهم تبقى المرجعية في الكاظمية لها خصوصيتها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب