18 ديسمبر، 2024 7:20 م

من القائد بعد الحكيم

من القائد بعد الحكيم

قال عَزَّ من قائل:” وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ” سورة الحشر آية- 9-.
الإيثار هو أن يقدم الشخص, على تقديم منافع ومصلحة غيره, على مصلحته, وهذا أبسط أنواع الإيثار, وهو صفة رفيعة من صور التعامل الإنساني, ولا يمكن لمن لا يمتك هذه الصفة, أن يحصل حب من يحيط به, فإن من طبيعة الانسان, أن لا يحب الأناني والمُتَكبر, وهي الصفات التي تُقابل من يتصف بالإيثار.
بعد الركود السياسي, في عمل التحالف الوطني العراقي, لعدم وجود رؤية واضحة لبناء الدولة, فلم تعمل زعامته على العمل المؤسساتي, لهذا التحالف المهم, الذي يمثل أكبر كتلة برلمانية, تحتاج لأن تكون قائدة, للدولة العراقية الجديد, وقع الاختيار من قبل مكونات, كتلة التحالف الوطني, على السيد عمار الحكيم, ليكون زعيماً لمدة عام, اعتبارا من أيلول 2016, لقناعتهم أنه يملك الإيثار, وآلية مأسسة التحالف.
قام السيد عمار الحكيم, بوضع الآليات الكفيلة, بوضع التحالف على الخط الواضح, من خلال تنظيمه كمؤسسة متكاملة, ساعيا ليكون مثلاً, لبناء دولة العراق الجديد, دون التفكير ضيق الأفق, فقد كانت قراراته مشتركة, وافق عليها كل زعماء التحالف, فقد كانت هيأة للقيادة, تُمثل جميع التحالف الوطني, نابذا السيطرة الفردية وتحكم الحزب الواحد.
في هذا الشهر نيسان 2017, انقضت أكثر من نصف المدة, المتفق عليها لرئاسة التحالف, ولابد من اختيار زعيم جديد, لقرب انتهاء زعامة الحكيم, وكي لا يحصل فراغ سياسي, في قيادة التحالف الوطني, فقد طَرَحَ السيد عمار على شركائه, بالسعي لاختيار زعيم جديد, قادر على إكمال المسيرة.
الإيثار والتنازل للغير, من شيم الرجولة و الشجاعة, ومن يتزعم التحالف, عليه أن يكون متسماً بتلك الصفات, غير آبهٍ لسُلطة, وأن يحصل على حب جميع المكونات.
فمن يا ترى سيكون زعيما للتحالف؟, ليًقال عنه خير خلف لخير سَلف.