23 ديسمبر، 2024 4:46 ص

من الفاســــد .. ومن المفســـدون ؟

من الفاســــد .. ومن المفســـدون ؟

ما ان اعلنت المرجعيه الدينيه موقفها من الفساد والفاسدين .. حتى اعلنت جميع الكتل والاحزاب والتيارات السياسية بما فيهم كتلة وزير الكهرباء الحالي الذي تعتبر وزارته الشرارة والسبب الرئيسي للتظاهرات الشعبية … هذه الكتل والاشخاص بما فيهم الفاسدون سواء السابقون او اللاحقون اعلنوا تأييدهم لهذه الدعوه وهي الضرب بيد من حديد للفساد والفاسدين … في ظاهرة تعبر عن وقاحه واستهتار فاضح بحق الشعب والمرجعيه الدينيه … فأذا كان المتهمين والمتسببين بتأسيس اركان الفساد واستشراءه في الدولة العراقية واهدروا مليارات الدولارات على منافعهم ومكاسبهم الشخصية والعائليه يباركوا ويدعموا هذه الدعوه ومطالب المتظاهرين … فأننا نجزم من الان ان التحقيقات والاجراءات والاصلاحات مشابهه لما جرى في السابق وان ما يجري هو سيناريوهات لامتصاص غضب الشعب والالتفاف على اوامر المرجعيه الدينيه كما حدث في مواقف سابقه … ان التغيير والاصلاح ومحاربة الفساد ومحسابة الفاسدين يتطلب ان يكون هناك لجنه مستقلة من القضاء والحكومة وممثليين شرعيين للمتظاهرين وباشراف المرجعيه الدينية … ويكون من اولويات عملها اعادة الاموال المنهوبة من قبل المسؤولين السابقين واللاحقين في الدول المجاورة للعراق وبلدان العالم الاخرى .. وتطبيق حازم لمبدأ من اين لك هذا ؟؟

لئن الظاهر الان من خلال تبرئ الجميع من الفساد ان الشعب هو الذي نهب هذه الاموال واضعف الاقتصاد العراقي وانهكهه … وانهم سوف يحاسبوه على فساده ويعاقبوه … بعد ان عاقبوه على تضحياته وصبره وجهاده.

القوى السياسية والاجهزة الحكومية التي اعلنت تأييدها لاجراءات مكافحة الفساد هي نفسها المسؤولة وقياداتها عن كل الفساد الذي حل بالدولة العراقية وعليها ان تتحمل المسؤولية الشرعيه والاخلاقيه والقانونية للمليارات التي اهدرت على مشاريع وهمية وصفقات مشبوهه و خدمات لم يشهد المواطن اي تحسن بها منذ احتلال العراق وليومنا هذا ..

وعلى الحكومة العراقية وخصوصا رئيس وزرائها ان يستغل الفرصة الكبيرة التي وفرتها له المرجعيه الدينية بثقلها ودعمها الشعبي والشرعي وكذلك المظاهرات الشعبية الناقمة على الوضع المزري والانفلات المؤسساتي للدولة العراقية وانعدام البنى التحتية للقيام بدور تاريخي مشرف ومحاربة الفاسدين بقوة واحلال عناصر كفوءة ومهنية قادرة على تطبيق الشعارات المرفوهة على ارض الواقع العراقي مع رقابة شديدة ومحاسبة وتقليل لكل منافذ الفساد بالاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال … مع الابتعاد عن الحزبية والمحسوبية العائلية وممعالجة اخطاءه الشخصية بذلك ليكون نموذج حقيقي لمحاربة الفساد والمفسدين .

ان الحشد الشعبي والاجهزة الامنية البطلة وابناء شعبنا المضحي والمدافع عن هذا الوطن يستحقون منا ان نكون على قدر المسؤولية الشرعية والاخلاقية والوطنية .. ونكون بناة حقيقيين لهذا الوطن ولعل هذه الفرصة هي الاخيرة في مسار تصحيح الاخطاء ومعالجتها ومحاسبة الذات من اجل بناء دولة قادرة على حماية ورعاية وخدمة ابناء شعبها … ان الظرف الحالي للوطن وما تسبب به الفساد والفاسدين من ضياع اجزاء كبيرة من تراب الوطن يتطلب من كل اهلنا واحبتنا المتظاهرين ان يكونوا على قدر المسؤولية والمطالبة بالحقوق بشكل حضاري ومعبر عن الاهات والمظالم والحقوق المهدورة .. مع اليقظة الشديدة من الدواعش والفاسدين الذين يحاولون استغلال هذه التظاهرات لاجندات خاصة ومصالح شخصية او حزبية ضيقة لمصادرة حق المواطن وصوته … ولتصفية الحسابات السياسية على حساب الوطن وابناءه … فيا ايها المتظاهرون … افضحوا الفاسدين والمفسدين.