23 ديسمبر، 2024 10:28 ص

من الغريب أن يكون للفوضى نظام

من الغريب أن يكون للفوضى نظام

من الغريب أن يكون للفوضى نظام .. ولكن هذا ما يحصل فعلا في دوائر المرور العراقية ، ولدى تسجيل المركبات تحديدا .. فوضى في كل شيء …
تنتهج أغلب الدول المتطورة أو غير المتطورة نظاما حديثا في تسجيل المركبات .. ومن السهل واليسير أن توظف قدرات الخدمة الألكترونية عبر شبكة الأنترنت لتسهيل أمور الراغبين في ذلك أختصارا للزمن وتحقيقا لمبدأ العدالة ، ناهيك عن قدرة هذه البرامج على تثبيت الأجراءات بشكل علمي وبشكل دقيق ..
والذي يحصل في العراق يختلف عن ذلك تماما .. وهناك أسئلة عديدة من حق كل مراقب أن يطرحها وهو يقرأ هذه السطور :
– ألا توجد في العراق مديرية عامة تعنى بشؤون المرور وتسجيل المركبات ؟ الجواب نعم موجودة  ..
– أليس في هذه المديرية أقساما إدارية متخصصة ، تضم إداريين من ذوي الأختصاص والخبرة والتدريب داخل وخارج العراق ؟ الجواب نعم موجودة ..
– هل تتوفر الأموال والخطط والمناهج الخاصة لتطوير أنظمة المرور في العراق ؟ الجوابنعمموجودة ..
– هل تتوفر القدرة والرغبة في توفير التقنيات الحديثة في نظام تسجيل المركبات في العراق .. الجوابنعمموجودة ..
– هل ثمة قدرة عالية على توفير البنى التحتية والمستلزمات المادية لتسهيل أمور الناس في هذا الصدد ؟؟ الجواب نعم موجودة ..
فأين المشكلة إذن ؟؟ إذا كانت كل هذه الأستعدادات والقدرات والخطط موجودة لصالح أن يعم النظام وتنتهي الفوضى . أين المشكلة إذن ؟ لماذا نترك العلم والمنهج السليم ونتشبث بالفوضى ؟؟ ومعلوم بأن كل الوسائل العلمية الحديثة ، في كل القطاعات وليس في قطاع المرور فحسب ، تنتهج هذا المسار وذلك لتحقيق فوائد جمة : كالدقة والسرعة وإختصار الزمن ، والجدوى الأقتصادية ، ومواكبة الحضارة ، وتسهيل أمور الناس …ألخ ..
ولكن عندما تكون في القضية نوايا أخرى ، المسألة تختلف بشكل كبير . فمن المستبعد أن لا تكون لدى مؤسسة المرور في العراق رغبة في مواصلة التطور والتغيير والإستفادة من التقنيات الحديثة . ومن المستبعد أيضا أن لا تكون ثمة رغبة لدى مديرية المرور أن تخدم الناس بشكل حضاري . ومن المستبعد أن لا تحترم هذه المديرية أبسط حقوق الأنسان في توفير أبنية مناسبة ووسائل مريحة للمواطنين أثناء عملية تسجيل المركبات . فأينالمشكلةإذن ؟؟
السؤال مطروح بقوة أمام أنظار المسؤولين : أين تكمن المشكلة تحديدا ؟؟ إذا كانت كل النوايا سليمة ، وكل الخطط صحيحة ، وكل القدرات والإمكانيات موجودة ..
ومن المعيب حقا أن نذكر أشياء أخرى ربما تعطي تفسيرات واضحة لهذه القضية .. والحليم تكفيه الأشارة ..