العنوان يبدو غريب، فجميع الامة الإسلامية تشهد بان امير المؤمنين على (عليه وعلى نبي الرحمة واله الصلاة والسلام) يمثل طريق الحق والصواب” الا القليل “، مرة من خلال اعتباره امير المؤمنين والامام المعصوم” حسب الفكر الشيعي” وأخرى باعتباره خليفة المسلمين، وممثل دين النبي” حسب الفكر السني” الخلاصة ان قتله محرم، وقاتله يجب ان يقتل” حسب الشرع الإسلامي”
جميع المسلمين يقرون ان عليا كان داعما لجميع اللذين جاءوا ومسكوا بالخلافة بعد رسولنا الكريم، من خلال تعاونه في ابداء المشورة عند اللجوء اليه في كل معضله او مشكلة يواجها المسلمون بعد وفاة النبي الكريم، والامثلة والدلائل كثيرة منها قول عمر ابن الخطاب” لولا علي لهلك عمر” وقوله ” لا ابقاني الله وأبو الحسن غير موجود” مما يدل على تفاعل هذه الشخصية مع الجميع، حتى عند اختلاف الرؤى.
علي (ع) طيلة فترة حكم الخلفاء (أبو بكر، عمر، عثمان) لم يشهر سيف، او يتآمر لأسقاط حكم، وحتى عندما استلم مقاليد الحكم الدنيوي، لم يشهر سيفا، الا عندما اضطر لذلك، وكان وقتها ليس للدفاع عن نفسه، إنما عندما وجد أن الدين الإسلامي مهدد من الداخل.
هذه الليالي الرمضانية المباركة تشهد مقتل عليا ( عليه السلام) وجميعنا يكتب ويرثي ويتألم لهذا المصاب الجلل, ولا نعلم بكائنا لشخص علي ام لنهجه؟ فاذا كان لشخص الامام، فان الامام كان سيموت في يوم من الأيام، ان لم يكن في سيف ابن ملجم فبغيره، وحتما هو الان في عليين، إذا لماذا البكاء؟
ان كان البكاء على نهج امير المؤمنين، فما الذي يمنعنا ان نسير على نهجه؟ بل لماذا نتبع نهج قاتله، الم يتفق الجميع ان قاتل عليا في النار؟ الا ندعي اننا نصوم ونصلي ونلطم الخدود من اجل الظفر بالجنة؟ أليس جميعنا يعتقد ان الدنيا مجرد ممر او طريق الى الخلود والابدية في الاخرة؟ لماذا نتشبث في الحياة الدنيا، مهما حاولنا البقاء فيها لا يتجاوز عمرنا المئة عام” ونسمى وقتها معمرين” مقابل حياة اخرة ليس لها نهاية؟
لسان حالنا يقول اننا مع امير المؤمنين (علي) وافعالنا تقول نحن مع ابن ملجم المرادي، من خلال الإساءة لنهج امير المؤمنين، لمن يدعي انه شيعي او لمن يدعي انه سني ويؤمن بسنة الرسول الكريم، من خلال تصرفاتنا البعيدة والمنحرفة عن الدين الإسلامي.
جميع المسلمين ينتقدون الذين لا يعترفون بوجود خالق لهذا الكون، لكن اغلب المسلمين يطبقون ما يقول به هؤلاء” يعني ملحدون وإن لم ينتموا” وما قول الامام الكاظم (ع) لخادمة بشر عندما سألها هل صاحب الدار حر أم عبد ؟ فأجابته بانه حر، فقال الامام” فعلا لو كان عبدا لخاف من مولاه”