23 ديسمبر، 2024 2:22 م

من السيد بالك بالك , من المومَن أحفظ عيالك

من السيد بالك بالك , من المومَن أحفظ عيالك

رفض محرر إحدى الجرائد العراقية المعروفة نشر مقالة لي قبل فترة لأني شرحت فيها التقسيم الجديد القديم الذي ظهر في المجتمع العراقي بعد الاحتلال والمتمثل بطبقة السادة ( من نسل عظيم العظماء محمد ) و طبقة العوام . وحصل أن طبقة السادة التي هي غلى غرار طبقة النبلاء في المجتمعات الأوربية القديمة هي التي تحظى بالقدسية لارتباطها بالنسب مع العظيم محمد سيطرت على مقدرات المجتمع العراقي بكل قطاعاته ، فخير من يحل المشاكل المستعصية هو السيد وأفضل أنواع الواسطات في التعيينات في وظائف الدولة هو السيد ، كما إذا أردت لقائمة انتخابية أن تفوز وتحقق نتائج ساحقة في الانتخابات ما لكَ إلا أن تحشر مابين المرشحين عدد من السادة من أصحاب الدم الهاشمي المقدس , أو أن تجعل السادة يروجون للقائمة الانتخابية المطلوب نجاحها وستجد أن النتائج مذهلة وتفوق التوقع .

الشعب العراقي شعب مسكين وطيب وساذج بامتياز وتسهل قيادته بالاعتماد على الموروث المقدس وليس ثمة أقدس من النسب المحمدي الذي استغلته ساستنا الأفاضل وحكومتنا الرشيدة بأبشع صورة للبقاء والتسلط على رقاب خلق الله . وصدق من قال ( لقد حكمتم البسطاء بسيرة سيد الأوصياء ) .

الجميع بلا استثناء من الشعب وقادته تناسوا أن عظيم العظماء محمد جاء لتغيير الواقع المزري والطبقية المقيتة التي كان يعاني منها المجتمع العربي قبيل عصر الرسالة وأن هدف النبوة الأساسي هو القضاء على التمييز القاسي مابين السادة والعبيد , مابين الغني والفقير , مابين النبلاء والفقراء . فخلقوا طبقات جديدة تتمثل بطبقة المقدس من نسل النبي وطبقة العوام من ولد الخايبة والمساكين .

تابعت تصريحات محافظ بغداد العامي( ليس من نسب محمد ) وهو يصف الذي حدث بسقوط صاروخ طائرة عراقية كان من المفروض أن تقصف إرهابيي داعش ولكن غباء الطيار ( السيد المقدس ) أدى إلى سقوط صاروخه على الأهالي في بغداد فقتل ولد الخايبة من طبقة العوام التي لا قيمة لها والتي تشرفت بان أولادها ماتوا على يد سيد ( مقدس ) من جماعتنا حسب المحافظ .

نود أن نُذكر السيد المحافظ وخصوصا وهو ينتمي للخط الصدري الإسلامي أن أول من فكك القدسية عن السادة ( من نسل النبي محمد ) في العصر الحديث هو السيد محمد محمد صادق الصدر الذي انتهج أسلوب النبي محمد بتقريب طبقة الضعفاء والمساكين لتشكيل قوة كبيرة استطاعت أن تلعب دور كبير في رسم مستقبل العراق بسلبياتها وايجابياتها , وإن السيد محمد الصدر كان يرفض أن يقبل احد يده بحجة القدسية وهذه تسجل له كأول شخصية من ( السادة ) ترفض أن يتم تقبيل يدها .

كما نود أن نُذكر السيد المحافظ وكل المسئولين حفظهم الله ورعاهم وجَنبهم غباء السادة وحَفضَهم من شاراتهم ( إلي بالمكان ) بحيث ( واحدهم يبول على التراب يسويه طين ) , نذكرهم بأن البغدادي أبو بكر القائد والمؤسس لداعش الإرهاب يَدعي أنه من نسل النبي محمد

وانه هاشمي النسب حسب إدعائه فهل هو من جماعتكم وخصوصا انه يتوضأ بدماء الأبرياء قبيل كل صلاة , ودماء ولد الخايبة المسفوكة على يديه لم تبرد بعد , وصرخات اليتامى والأرامل تملئ أرجاء الأرض , فهل نقبل بأفعاله كونه سيد ومن نسب النبي الذي لا اعرف من أين اكتسب القدسية .

لا مقدس سوى الإنسان شاء من شاء وأبى من أبى .

الذي حدث باطل بكل المقاييس وهو جريمة نكراء . ولو كان أعضاء الحكومة العراقية ومن ضمنهم محافظ بغداد يتمتعون بالقدر الأدنى من المسئولية والإنسانية لقدموا استقالتهم فورا ولكن لا حياة لمن تنادي .

صدق المنتصر العباسي حينما قال :

( والله ما ذلَ ذو حقٍ ولو إجتمعَ أهلُ الأرض عليه , ولا عَز ذو باطلٍ لو طَلعَ القمرُ من جبينه ) .

ملاحظة / عنوان المقالة هو مثل من الموروث الشعبي العراقي يعرفه أهل الجنوب إلي من جماعتنا إلي قتلوهم جماعة السيد محافظ بغداد .

[email protected]