11 أبريل، 2024 11:45 ص
Search
Close this search box.

من السرير الى الحمام هكذا نقضي ايام العيد

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس غريب على العراقيين ان يقضو ايام العيد والمناسبات في منازلهم  تاركين كل ماهو جميل في بلدهم فالموضوع له جذور تمتد الى ثمانينيات القرن الماضي ومنذ انطلاق اول رصاصة  ايذاناً  ببدى الحرب العراقية الايرانية ، ودخول العراق في دوامة لها اول وليس لها اخر .
وبدأت التحولات الجذرية في سلوك وتصرفات المجتمع  بما يحتم عليه الظرف من احداث انعكست على وضع الاسر العراقية النفسي والاجتماعي وهي تترقب مجريات الاحداث وابنائها في ساحات القتال وكذلك التضيق والمتابعة للمدنين الذين لم تصلهم قرارات التجنيد الالزامي وخوفهم من مصائد وسيطرات البعثيين والجيش الشعبي المنتشرة في الازقة والاسواق مماحدى بالكثير منهم الابتعاد والاعتكاف في المنازل وخاصة في ايام الاعياد والمناسبات  كي لا تطالهم ايادي النظام وزجهم في محرقة الحرب المفروضة واستمر هذا الحال الى ان وضعت الحرب اوزارها بعد ثمان سنين عجاف خلفت ورائها وطن مهدم واقتصاد مثقل بالديون وصناعة متوقفة وشعب منهار  ومئات الالاف من الشهداء والمعاقين .
لم ينتظر النظام بعدها طويلاً وارتكابهُ حماقة جديدة متمثلةً بأحتلال دولة الكويت وما ترتب عليه من عقوبات اقتصادية قاسية  عانا منها المواطن العراقي كثيراً والقت بضلالها على المستوى المعاشي للأسر ما جعلها تتنازل عن حقها في العيش برفاهية والتمتع بخيرات الوطن وانشغالها في توفير رغيف الخبز تاركتاً ورائها  قصص وذكريات عن عراق السبعينيات وكيف كان وضع الاسر النفسي والاجتماعي والاقتصادي  مقارنة ً مع ما وصلت اليه  وكانت تلك القصص هي المواسية والتي تمنحهم شي من الامل على ان تعود تلك الذكريات الجميلة  .
الى ان لاحت بشائر التغير ودخول العراق حقبة جديدة بسقوط الصنم وانفتاحهُ على العالم ورفع العقوبات الاقتصادية وتحسن الواقع الاجتماعي والاقتصادي لعموم الشعب حتى اطل علينا الارهاب بوجهه القبيح  مستخدما ابشع اشكاله من اجل  ايقاف عجلة الحياة  لم يسلم من بطشه الكبير ولا الصغير مستخدما كل الاساليب متحيناً الفرص من اجل ان يوقع اكبر عدد من الضحايا ما جعل المواطن لا يامن على نفسه حتى في بيته تاركا كل ماكان من ذكريات السبعينيات وما تحمل من ماض سعيد يقصها عليهم ابائهم باحثين عن الامن لهم ولاطفالهم عسى ان يجدوه بين السرير والحمام .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب