بَدءً لا بد من الإشارة أن هذه المقالة وما سيليها كتبت باسلوب اعتمد البساطة والاسترسال يهدف الى بلورة هايكو عربي بعد أن شاع كثير من الشعر الذي صنَّفه أصحابه وحتى دارسوه شعر هايكو وهو لا يكون منه في كثير من الأحيان والسبب هو غياب الفهم المنشود للهايكو، ولا أزعم أنني سأقوم بفتح جديد في هذا المجال إنما هي مساهمة قد تفيد في الرسو على مفهوم conceptيكون بمثابة مرجعية لهايكو عربي..
ولابد من التأكيد أن الهايكو وصل العرب صدىً لا صوتاً أي لم يأت من موئله اليابان مباشرة، وإنما عن طريق الغرب، ومن الترجمات الفرنسية تحديداً التي نشطت بها بيروت* ودمشق والرباط، وكان على مرحلتين، مرحلة دراسة المترجَمات واستيعابها وتمثلها، والمرحلة الثانية هي التقليد ومحاولة الانتاج حتى تحول من انشغالات فردانية الى ما يشبه الموجة وانتشر بسرعة حذِرة ليزحف على قصيدة النثر زحف السلحفاة ثم غذّ الخُطى وما زال في تسارع يقارب قفز الأرنب!
وليس صدفة أن تبرز بعض الأسماء في سوريا ولبنان والمغرب والعراق… و بعضها شكل علامات فارقات. ولابد من الإشارة الى أن مسألة الريادة والأولوية لا تنطوي على أهمية كبرى لأكثر من سبب أجده هاماً، وهو أن الهايكو لم يكن محصلة لتطور القصيدة العربية وانسلاخها المتكرر شأن التحول من الشطرين الى التفعيلة الى الحداثة باتساق مع تطور الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية ..إنما هو استجلاب وممارسة نمط جديد دخيل من الشعر حتى وإن وجدنا له خطوط تماس هامشية عَرضية مع ديواننا الشعري المعاصر.
وأجد أن مفهوم الريادة يشوبه كثير من الالتباس، حين يختلط بمفهوم الأولوية، فليس السبق هو المهم بل المهم أن يتحول الى حالة مؤثرة معطاء تشق طريقها لتصبح لوناً إبداعيا يستقطب النخبة والجماعة ويخرج عن فردانيته ويكون له رد
فعل مؤثر في الوسط الثقافي، ويجذب له مريدين وقرّاء وبذلك يستوفي مفهوم الريادة..
وإلا لاعتبرنا الدكتور لويس عوض الذي أصدر ديوان “بلوتولاند” في بداية عام 1947 حيث كتِبت قصائدُه بين 1938-1940 والذي قوبل بصمت مطبق من الصحافة والنقاد لاعتبرناه هو الرائد! بينما كتبت نازك قصيدة الكوليرا الرائدة والتي نشرت أول ك1/ ديسمبر1947 وكذلك صدور ديوان “أزهار ذابلة” للسياب بعدها باسبوعين والذي ضم قصيدة “هل كان حبّاً”، وكلاهما أثار ضجّةً عراقياً وعربياً، وقد تعزز الاتجاه الريادي بصدورعام 1950 “ملائكة وشياطين” للبياتي وبعده وفي العام ذاته “المساء الأخير” لشاذل طاقة…فليس العبرة بالأسبقية لمن كتب الهايكو وإنما لمن سجل حضوراً هايكوياً بحق!
وبإطلالة فاحصة على الذخيرة المطروحة التي لا تني تتكاثر يجد المتتبع أن هناك تفاوتاً لا في مستوى القصائد – وهو أمر طبيعي- بل وفي انتماء هذه القصائد الى الهايكو! فليس كل من أمطرنا بقصائد تحمل عنواناً به مسمى الهايكو هي بالضرورة من الهايكو. فهي إذن محاولات في بعض منها تحصل المقاربة وفي بعضها الآخر تحصل المفارقة وبين الاثنتين هناك تفاوت بالدرجات. فليس مجرد توزيع العبارات الشعرية على ثلاثة أسطر يجعل صاحبها أنه أدرك المرام حتى ولو انطوت هذه العبارات على شاعرية وبناء محكم من دون اعتبار للخصائص الهايكوية شكلاً ومضموناً.
فقد بلغ الأمر أن أحد الذين ترجموا عن الهايكو تعريفاً ونماذجاً راح يعد الكلمات المتوزعة على الاسطر الثلاثة معتبراً كل كلمة معادلاً لمقطع ههايكو في محاولة منه لتقعيد الهايكو العربي!! والحقيقة إن وحدة الشعر العربي هي التفعيلة الناجمة من انتظام المتحرك والساكن بأنساق ثابتة في تفعيلات معينة معروفة ينشأ عنها الوزن، ولا توجد وحدات للمقاطع إنما يمكن توليفها بين أجزاء التفعيلات في نسق معين يقابل الهيكو الأصلي وهو أمر صعب قد يكون مُتكَلَّفاً على حساب القيم المعنوية للهايكو!
السؤال المهم: هل بالوسع إيجاد هايكو عربي؟ إن الهايكو العربي ينبثق من لغة العرب نفسها ومن ثقافتهم ومن حياتهم. ويمكن للإيقاعات الناتجة من الألفاظ
والتجنيس أن تلعب دورا هاماً وكذلك الاستفادة من البلاغة العربية في التورية أي مفارقة المعنى مما يعززالجانب الصوتي والمعنوي معاً، وأذهب أكثر من ذلك بأنه يمكن الاستفادة من البحور القصيرة كالمتدارك و المنسرح وغيرهما بل حتى يمكن إدخال القوافي بشكلها البسيط (المقصورات مثلاً)، عند ذلك يمكن الحديث عن هايكو عربي، وعند ذلك ستحصل حالة الفرز بين من له شاعرية حقيقية وبين الطارئ الدخيل، وبين الذي يمكث في الأرض وبين الذي يذهب جفاءً؛ وعند ذلك أيضاً سنتخلص من التداخل بين قصيدة النثر والهايكو كما هو شائع الآن!
فالهايكو هو بطبيعته القصيدة المقتصدة التي تبدو كمَركب سائر في لُجّة بحر قد تغرقه أية كمية زائدة من حمولته حتى وإن كانت قليله وتخرجه عن كونه هايكو، هو محمول لأقل كلمات ولأكبر مدرك فلسفي أو تهكمي أو وصفي يحمل مفارقة ومفاجأة تبعث على الصدمة والإندهاش وهو يريك اليومي العادي الذي تمر عليه ولا تأبه به في لوحة غير مؤطَّرَة تستوقفك لتتأملها بانبهار لا يخلو أحيانا من سذاجة ظاهرة وعمق معنوي يكون على دفقات تقول شيئا وتترك الباقي للمتلقي..
هو يقف بخلاف مع قصيدة النثر التي تنطوي على بوح وسرد فني تكثر فيها التعابير البلاغية والزُخرف اللفظي والاختلاجات الداخلية والرؤى العاطفية المنفلتة من عقالها وتموج بها الأفكار والصور الخيالية التى طالما تتكرر، إن القصيدة النثرية طالما تكون مشروعأ مخططاً له أي أن الصنعة فيها واضحة وأجد أنها اليوم قد ضاقت مساحتها وكررت نفسها وربما أنجزت مهمتها، وأصبحت تُعَد من قراءات قبل النوم!! ومن الطبيعي ألاّ يشمل هذا الحكمُ الشعراءَ المتمكنين الذين يشكلون أعمدة ترفع بهو قصيدة النثر.
***
قبل الانتقال الى الهايكو في العراق لا بد من جولة سريعة على الهايكو في ديار العرب.
ليس من الهيّن معرفة زمن ورود الهايكو في العربية، ولكن الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة (المولود في عام 1946 في الخليل) في ديوانه “يا عنب الخليل” المطبوع عام 1968 قد ذيّل قصيدة (هايكو-تانكا) بتاريخ 1964 :
هايكو:
ياباب ديرتنا السميك
الهاربون خلف صخرك السميك
افتح لنا نافذة الروح
تانكا:
أجاب شيخ يحمل الفانوس في يديه
يوزع الشمعات
على نثار دمنا المسفوك
وحين سلّمنا عليه
بكى…واصفرّ وجهه… ومات
1964
ويلاحظ أن أسلوب المناصرة (ابن الثامنة عشرة) يحمل سمات قصيدة التفعيلة الستينية الفلسطينية معنىً ووزناً (الكامل) وإيقاعا وإن لامس الهايكو ملامسة خفيفة في المفارقة بين الباب السميك والصخر وبين نافذة الروح وقد ووزعها على ثلاثة أسطر أدت المعنى، ولا يختلف الأمر في التانكا* Tankaحين وزعها على خمسة واستخذم الصدمة في العبارة الشعرية الرابع والخامسة ببراعة. لم يستمر الشاعر في مسعاه هذا للأسف، ويبدو أنه انصرف عن الشعر -ألذي برع في الستينات- لشؤونه الأكاديمية.( قارن هذه الذكريات مع الفلسطيني محمد الأسعد في نهاية هذه المقالة).
وإذا تكلمنا عن روّاد الهايكو العربي فلا بدّ من ذكر أهم العلامات البارزة، وسأختار عيِّنات قبل الولوج الى الهايكو العراقي وشعرائه الأبرزين..
الشاعر المغربي أحمد لوغليمي هو الأكثر تميزاً وهو من القلائل الذين خصصوا ديوانا لشعر الهايكو، والهايكو عنده لا يكون عنده مجرد اسم بل هو الأكثر مقاربة من بين زملائه للياباني لدرجة أن مفردات الطبيعة اليابانية حاضرة في شعرها لاسيّما زهورها، وما يؤكد زعمنا هو أن ديوانه الصادر من دار غاوون في بيروت
من الساكورا فالهايكو إلى الهايكو العراقي/3
بَدءً لا بد من الإشارة أن هذه المقالة وما سيليها كتبت باسلوب اعتمد البساطة والاسترسال يهدف الى بلورة هايكو عربي بعد أن شاع كثير من الشعر الذي صنَّفه أصحابه وحتى دارسوه شعر هايكو وهو لا يكون منه في كثير من الأحيان والسبب هو غياب الفهم المنشود للهايكو، ولا أزعم أنني سأقوم بفتح جديد في هذا المجال إنما هي مساهمة قد تفيد في الرسو على مفهوم conceptيكون بمثابة مرجعية لهايكو عربي..
ولابد من التأكيد أن الهايكو وصل العرب صدىً لا صوتاً أي لم يأت من موئله اليابان مباشرة، وإنما عن طريق الغرب، ومن الترجمات الفرنسية تحديداً التي نشطت بها بيروت* ودمشق والرباط، وكان على مرحلتين، مرحلة دراسة المترجَمات واستيعابها وتمثلها، والمرحلة الثانية هي التقليد ومحاولة الانتاج حتى تحول من انشغالات فردانية الى ما يشبه الموجة وانتشر بسرعة حذِرة ليزحف على قصيدة النثر زحف السلحفاة ثم غذّ الخُطى وما زال في تسارع يقارب قفز الأرنب!
وليس صدفة أن تبرز بعض الأسماء في سوريا ولبنان والمغرب والعراق… و بعضها شكل علامات فارقات. ولابد من الإشارة الى أن مسألة الريادة والأولوية لا تنطوي على أهمية كبرى لأكثر من سبب أجده هاماً، وهو أن الهايكو لم يكن محصلة لتطور القصيدة العربية وانسلاخها المتكرر شأن التحول من الشطرين الى التفعيلة الى الحداثة باتساق مع تطور الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية ..إنما هو استجلاب وممارسة نمط جديد دخيل من الشعر حتى وإن وجدنا له خطوط تماس هامشية عَرضية مع ديواننا الشعري المعاصر.
وأجد أن مفهوم الريادة يشوبه كثير من الالتباس، حين يختلط بمفهوم الأولوية، فليس السبق هو المهم بل المهم أن يتحول الى حالة مؤثرة معطاء تشق طريقها لتصبح لوناً إبداعيا يستقطب النخبة والجماعة ويخرج عن فردانيته ويكون له رد
فعل مؤثر في الوسط الثقافي، ويجذب له مريدين وقرّاء وبذلك يستوفي مفهوم الريادة..
وإلا لاعتبرنا الدكتور لويس عوض الذي أصدر ديوان “بلوتولاند” في بداية عام 1947 حيث كتِبت قصائدُه بين 1938-1940 والذي قوبل بصمت مطبق من الصحافة والنقاد لاعتبرناه هو الرائد! بينما كتبت نازك قصيدة الكوليرا الرائدة والتي نشرت أول ك1/ ديسمبر1947 وكذلك صدور ديوان “أزهار ذابلة” للسياب بعدها باسبوعين والذي ضم قصيدة “هل كان حبّاً”، وكلاهما أثار ضجّةً عراقياً وعربياً، وقد تعزز الاتجاه الريادي بصدورعام 1950 “ملائكة وشياطين” للبياتي وبعده وفي العام ذاته “المساء الأخير” لشاذل طاقة…فليس العبرة بالأسبقية لمن كتب الهايكو وإنما لمن سجل حضوراً هايكوياً بحق!
وبإطلالة فاحصة على الذخيرة المطروحة التي لا تني تتكاثر يجد المتتبع أن هناك تفاوتاً لا في مستوى القصائد – وهو أمر طبيعي- بل وفي انتماء هذه القصائد الى الهايكو! فليس كل من أمطرنا بقصائد تحمل عنواناً به مسمى الهايكو هي بالضرورة من الهايكو. فهي إذن محاولات في بعض منها تحصل المقاربة وفي بعضها الآخر تحصل المفارقة وبين الاثنتين هناك تفاوت بالدرجات. فليس مجرد توزيع العبارات الشعرية على ثلاثة أسطر يجعل صاحبها أنه أدرك المرام حتى ولو انطوت هذه العبارات على شاعرية وبناء محكم من دون اعتبار للخصائص الهايكوية شكلاً ومضموناً.
فقد بلغ الأمر أن أحد الذين ترجموا عن الهايكو تعريفاً ونماذجاً راح يعد الكلمات المتوزعة على الاسطر الثلاثة معتبراً كل كلمة معادلاً لمقطع ههايكو في محاولة منه لتقعيد الهايكو العربي!! والحقيقة إن وحدة الشعر العربي هي التفعيلة الناجمة من انتظام المتحرك والساكن بأنساق ثابتة في تفعيلات معينة معروفة ينشأ عنها الوزن، ولا توجد وحدات للمقاطع إنما يمكن توليفها بين أجزاء التفعيلات في نسق معين يقابل الهيكو الأصلي وهو أمر صعب قد يكون مُتكَلَّفاً على حساب القيم المعنوية للهايكو!
السؤال المهم: هل بالوسع إيجاد هايكو عربي؟ إن الهايكو العربي ينبثق من لغة العرب نفسها ومن ثقافتهم ومن حياتهم. ويمكن للإيقاعات الناتجة من الألفاظ
والتجنيس أن تلعب دورا هاماً وكذلك الاستفادة من البلاغة العربية في التورية أي مفارقة المعنى مما يعززالجانب الصوتي والمعنوي معاً، وأذهب أكثر من ذلك بأنه يمكن الاستفادة من البحور القصيرة كالمتدارك و المنسرح وغيرهما بل حتى يمكن إدخال القوافي بشكلها البسيط (المقصورات مثلاً)، عند ذلك يمكن الحديث عن هايكو عربي، وعند ذلك ستحصل حالة الفرز بين من له شاعرية حقيقية وبين الطارئ الدخيل، وبين الذي يمكث في الأرض وبين الذي يذهب جفاءً؛ وعند ذلك أيضاً سنتخلص من التداخل بين قصيدة النثر والهايكو كما هو شائع الآن!
فالهايكو هو بطبيعته القصيدة المقتصدة التي تبدو كمَركب سائر في لُجّة بحر قد تغرقه أية كمية زائدة من حمولته حتى وإن كانت قليله وتخرجه عن كونه هايكو، هو محمول لأقل كلمات ولأكبر مدرك فلسفي أو تهكمي أو وصفي يحمل مفارقة ومفاجأة تبعث على الصدمة والإندهاش وهو يريك اليومي العادي الذي تمر عليه ولا تأبه به في لوحة غير مؤطَّرَة تستوقفك لتتأملها بانبهار لا يخلو أحيانا من سذاجة ظاهرة وعمق معنوي يكون على دفقات تقول شيئا وتترك الباقي للمتلقي..
هو يقف بخلاف مع قصيدة النثر التي تنطوي على بوح وسرد فني تكثر فيها التعابير البلاغية والزُخرف اللفظي والاختلاجات الداخلية والرؤى العاطفية المنفلتة من عقالها وتموج بها الأفكار والصور الخيالية التى طالما تتكرر، إن القصيدة النثرية طالما تكون مشروعأ مخططاً له أي أن الصنعة فيها واضحة وأجد أنها اليوم قد ضاقت مساحتها وكررت نفسها وربما أنجزت مهمتها، وأصبحت تُعَد من قراءات قبل النوم!! ومن الطبيعي ألاّ يشمل هذا الحكمُ الشعراءَ المتمكنين الذين يشكلون أعمدة ترفع بهو قصيدة النثر.
***
قبل الانتقال الى الهايكو في العراق لا بد من جولة سريعة على الهايكو في ديار العرب.
ليس من الهيّن معرفة زمن ورود الهايكو في العربية، ولكن الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة (المولود في عام 1946 في الخليل) في ديوانه “يا عنب الخليل” المطبوع عام 1968 قد ذيّل قصيدة (هايكو-تانكا) بتاريخ 1964 :
هايكو:
ياباب ديرتنا السميك
الهاربون خلف صخرك السميك
افتح لنا نافذة الروح
تانكا:
أجاب شيخ يحمل الفانوس في يديه
يوزع الشمعات
على نثار دمنا المسفوك
وحين سلّمنا عليه
بكى…واصفرّ وجهه… ومات
1964
ويلاحظ أن أسلوب المناصرة (ابن الثامنة عشرة) يحمل سمات قصيدة التفعيلة الستينية الفلسطينية معنىً ووزناً (الكامل) وإيقاعا وإن لامس الهايكو ملامسة خفيفة في المفارقة بين الباب السميك والصخر وبين نافذة الروح وقد ووزعها على ثلاثة أسطر أدت المعنى، ولا يختلف الأمر في التانكا* Tankaحين وزعها على خمسة واستخذم الصدمة في العبارة الشعرية الرابع والخامسة ببراعة. لم يستمر الشاعر في مسعاه هذا للأسف، ويبدو أنه انصرف عن الشعر -ألذي برع في الستينات- لشؤونه الأكاديمية.( قارن هذه الذكريات مع الفلسطيني محمد الأسعد في نهاية هذه المقالة).
وإذا تكلمنا عن روّاد الهايكو العربي فلا بدّ من ذكر أهم العلامات البارزة، وسأختار عيِّنات قبل الولوج الى الهايكو العراقي وشعرائه الأبرزين..
الشاعر المغربي أحمد لوغليمي هو الأكثر تميزاً وهو من القلائل الذين خصصوا ديوانا لشعر الهايكو، والهايكو عنده لا يكون عنده مجرد اسم بل هو الأكثر مقاربة من بين زملائه للياباني لدرجة أن مفردات الطبيعة اليابانية حاضرة في شعرها لاسيّما زهورها، وما يؤكد زعمنا هو أن ديوانه الصادر من دار غاوون في بيروت