23 ديسمبر، 2024 10:47 ص

من الذي کشر عن أنيابه ضد المتظاهرين؟

من الذي کشر عن أنيابه ضد المتظاهرين؟

رويدا رويدا تتوضح الصورة بخصوص التصرفات والاجراءات التي إتخذتها السلطات العراقية تجاه المتظاهرين على وخامة الاوضاع والمطالبة بحقوقهم المشروعة، إذ وعلى الرغم من کل الذي قد أشيع بشأن تعليمات صارمة من أعلى السلطات في العراق بعدم اللجوء الى إستخدام العنف والقوة المفرطة للتعامل مع المتظاهرين، لکن المعلومات المٶکدة التي تم نشرها مٶخرا أثبتت خلاف ذلك تماما.
هذه المعلومات کما أکدها ناشطون وسياسيون قريبون من الاحداث إن الاجهزة الامنية قد أخفت مصير مايقارب من 30 متظاهرا اعتقلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية التي شهدت التظاهرات، مع ورود معلومات بخصوص إن الحکومة العراقية إستخدمت أساليب بوليسية في قمع الاحتجاجات الى جانب أساليب تعذيب محرمة دوليا. هذا الى جانب إن القوات الامنية قد قامت بإستخدام الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه الساخنة ضد المتظاهرين، لکن الاهم من ذلك کله وبحسب مصادر عليمة، فقد تم إنتزاع إعترافات من المحتجين المعتقلين تحت التعذيب، وإن إدانة عواصم بلدان أوربية وأوساطا سياسية لإستخدام العنف المفرط لقمع المتظاهرين وخصوصا بعد قتل أکثر من 13 فرد منهم نتيجى لذلك، تثبت بأن هناك متابعة دولية ملفتة للنظر لما يجري حاليا في العراق.
بحسب مصادر مطلعة عديدة، فإن اللجوء الى إستخدام العنف وبصورة مفرطة، کان على الاکثر من جانب أفراد وجماعات منتسبة للميليشيات والفصائل الشيعية التابعة لإيران خصوصا بعد أن تم تسمية طرف ميليشياوي تابع لإيران بالاسم من حيث إتهامه بقتل أحد المتظاهرين، ولأن هذه الميليشيات والفصائل التابعة لإيران مرتبطة بصورة مباشرة بفيلق القدس بقيادة الارهابي قاسم سليماني، فإنها تأخذ أوامرها منه مباشرة، ولذلك فإنه لايستبعد أبدا ثمة دور مشبوه للنظام الايراني وراء هذه التطورات الدامية.
هذه الاحتجاجات التي جعلت من التدخلات الايرانية في العراق والاحزاب والفصائل التابعة لطهران والفساد، مطالب رئيسية لها وکلها بمثابة حراب موجهة للنظام الايراني، فإنه ليس من الغريب أن تقوم أطراف تابعة لإيران بالتکشير عن أنيابها ضد المتظاهرين وتقوم بإستخدام مالديها من جهد ومهارة تعملته من”مرجعيتها السياسية والتنظيمية والعسکرية”، ولاغرو من إن النظام الايراني الذي لم يرحم شعبه عندما إنتفض ضده وإعتقل من الانتفاضة الاخيرة في 28 کانون الاول 2017، أکثر من 4 آلاف متظاهر قام بقتل قرابة 16 منهم تحت التعذيب وزعم إنهم قد إنتحروا، فإن الشعب العراقي لايهمه بشئ بل وحتى سيصدر أوامره بالافراط في القسوة فيما لو إستمروا برفضه ورفض الجماعات التابعة له، ومن هنا، فإن مشکلة العراق الکبرى منذ عام 2003، هو التدخل السرطاني للنظام الايراني في العراق والذي لايمکن أن يستقر إلا بطرده وحل الميليشيات العميلة التابعة له.