بعد أحداث نينوى و صلاح الدين و النتائج و التداعيات الناجمة عنها، بدأت اقلام و وسائل اعلام تابعة لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالکي تزعم هنا و هناك بأن ماحدث في نينوى و صلاح الدين، هو تهديد جدي لوحدة الاراضي العراقية و يحمل معه مشروعا لتقسيم العراق، لکن هذه الاقلام و وسائل الاعلام الصفراء لم تکلف نفسها عناء التساؤل عن الذي تسبب بدفع الامور لتصل الى هذا المفترق الخطير، فهم يملئون الدنيا صخبا و صراخا بشأن النتائج و يترکون او يتجاهلون و عن عمد و سابق إصرار المسببات.
8 أعوام، وخلال ولايتين متتاليتين لنوري المالکي، شهد العراق فصولا دامية من مختلف أنواع المواجهة و الاختلاف و الاقتتال و شتى صنوف الارهاب و الجرائم الفساد السياسي و الاداري و المالي، وفوق کل ذلك الانتقاص من السيادة الوطنية للعراق و جعله يبدو مجرد تابع صغير لأسوأ نظام إستبدادي قمعي في العالم کله، المالکي الذي لم يدع طائفة او دين او قومية او شريحة إلا وصوب سهامه بأساليب و طرق مختلفة لکل واحدة منها، وتزامنا مع کل هذه المساوئ، إلتزم نهجا مشبوها و مثيرا للريبة من خلال تفرده التدريجي بالحکم و سعيه للبقاء في منصبه بطرق و اساليب ملتوية تعتمد على إسترضاء طهران و واشنطن و ليس على اساس دعم و اسناد و إلتفاف جماهير الشعب العراقي حوله و تإييدها له.
الحديث عن تقسيم العراق الى أقاليم و الذي بدأت تلك الاقلام و الابواق المشبوهة آنفة الذکر تروج لها، قد بدأ متزامنا مع الهروب المخزي الکبير لقوات القائد العام الفاشل للقوات المسلحة العراقية من تلك المحافظتين، وهو نفخ في قرب مثقوبة و مزاعم رخيصة من نوعها من أجل التغطية على فشل و عجز و هزيمة شخص المالکي نفسه، وان هؤلاء الذين يريدون إخفاء الفضيحة الکبرى للمالکي و التي کشفتها عملية تحرير 100 ألف کيلومتر مربع من الاراضي العراقي من قوات هذا المتمسك بمنصبه ولايريد التنازل عنه حتى لو نزف العراق کله من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب دمائا و طاله الخراب و الدمار، والحقيقة ان الذي هدد و يهدد وحدة الاراضي العراقية و يجعل شبح التقسيم مخيما عليها، انما هو المالکي و سياساته المشبوهة و إصراره على الاستمرار في السلطة على الرغم من إتساع دائرة الرفض له.
بالامس في بغداد و الحويجة و الانبار و کرکوك و اليوم في نينوى و صلاح الدين، يتعالى صوت الرفض ضد المالکي و سياساته المشبوهة و تبعيته المفرطة و التي تجاوزت کل حدودها للنظام الايراني الذي يحاول ربط العراق بمشروعه السياسي الفکري المشبوه و جعله مجرد حلقة من حلقاته، لکن هذا الرفض او بالاحرى
الصفعة القوية التي تم توجيهها لهذا المشروع المشبوه من نينوى و صلاح الدين قد أکدت بأن قضية إلحاق العراق بمشروع ولاية الفقيه المشبوه من ألفه الى يائه انما هو من أحلام العصافير، فالعراق أکبر بکثير من هکذا مشروع أصفر سرطاني خبيث!