أصبح من المتعارف عليه قبيل كل انتخابات عامة أن تلجأ بعض الأطراف السياسية إلى اسلوب التسقيط السياسي ضد خصومها السياسيين , مستخدمة بذلك بعض الأساليب المبتذلة والرخيصة والتي تتنافى مع القيّم والأخلاف المجتمعية , حتى أصبحت عملية التسقيط السياسي جزء لا يتجزء من سيناريو العملية الانتخابية في سبيل الوصول إلى ثقة المواطن و إزاحة الخصوم السياسيين , ومن المؤسف له أن تكون أدوات هذا التسقيط والابتذال قنوات فضائية ومؤسسات إعلامية وصحف وإعلاميين باعوا أنفسهم للشيطان من أجل المال الحرام , وفي الفترة الأخيرة وفرّت شبكات التواصل الاجتماعي الحرّية لكل شخص بفتح حساب أو أكثر , وهذا مما فتح المجال واسعا لبعض الشواذ في ممارسة التسقيط والافتراء وفبركة الأخبار والصور , والغريب في الأمر ما تتعرض له النائبة الدكتورة حنان الفتلاوي في هذا الوقت تحديدا من حملة شعواء وظالمة تستهدف تشويه سمعتها وتاريخها والنيل من مواقفها الوطنية المخلصة والشجاعة , وإظهارها للناس بصورة الرفيقة السابقة في حزب البعث , أو الأنسانة الطائفية التي تحرّض على الفتنة والصراع الطائفي , أو تشبيهها بالشيطانة صاحبة شيطان العصر , وآخر استهداف لها جاء على يد أقذر وأوسخ من انتسب زورا للإعلام والإعلاميين , فها هو المنحرف ( سعد الآوسي ) المتّهم بالشذوذ الجنسي والدعارة والضابط السابق في جهاز مخابرات صدّام , يفبرك لها قصة جديدة لتسقيطها في أعين جماهيرها ومحبيها في إعلان مدفوع الثمن من جهات سياسية قذرة , تسقيط يفتقد للمروءة والرجولة والشرف ولكل معاني الأخلاق والقيم الفاضلة .
فها أنا أياد السماوي أتحدى هذا الناقص المنحط هو ومن يقف ورائه أن يقول للعراقيين أسم هذا القتيل الذي يدّعي أنّ حنان الفتلاوي قد اشتركت في قتله ؟ ومتى سجنت وحكم عليها بالإعدام ؟ وأسم المحكمة التي أصدرت هذا الحكم وفي أي سنة ؟ وإذا كانت حنان الفتلاوي عضوة فرقة سابقة في حزب البعث وقاتلة محكوم عليها بالإعدام , فأين كانت هذه المعلومات عن اللجنة السداسية التي شكلّها سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية التي رشّحتها لتكون عضوة في هذه الجمعية الوطنية ؟ وأين كانت هذه المعلومات عن أبناء مدينتها الحلة الذين يعرفون أصلها وفصلها حين هبوّا لانتخابها ووضع الثقة فيها ؟ ولكن على ما يبدو أنّ الذين يقفون وراء هذه الهجمة القذرة الظالمة لم يجدوا أفضل من أبناء سقطات المتاع ليقوموا بهذه المهمة , فموضوع استهداف الدكتورة حنان الفتلاوي قد تجاوز حدود الأخلاق والشرف , ويبدو أنّ أطرافا سياسيا متعددة أصبحت لها مصلحة في إيقاف هذا الصوت الهادر وإسكاته , خصوصا بعد موقفها التاريخي والشجاع من اتفاق النفط المخزي الذي أبرمته حكومة المقبولية الوطنية مع حكومة إقليم كردستان والذي عبرّت عنه بالنكبة الوطنية , كما ويبدو أيضا أنّ الذين يقفون وراء هذه الهجمة الوسخة يدركون تماما أنّ حنان الفتلاوي لم تعد صوتا أو فردا , بل أصبحت صوت أمة وطائفة تسعى للدفاع عن نفسها من القتل والإبادة التي تتعرّض لها , وهذا هو مبعث القلق والخوف من حنان الفتلاوي , والشعب العراقي ليس بهذه السذاجة ليصدّق هذه الأكاذيب الرخيصة والدنيئة .