23 ديسمبر، 2024 10:48 ص

من الذي لا يَخافَ الله : السّنة أم الشيعة ! 

من الذي لا يَخافَ الله : السّنة أم الشيعة ! 

من المألوف في جميع المجتمعات الاسلامية استعمال جملة ( فلانٌ يَخافُ الله ) كدلالة على شخص مُسلم يعرف ويطبق  جيدا شرع الله ، ويدل ترديد استخدام هذه الجملة على ان هذا الشخص المقصود يَعرِفَ الصدق والعدل و الرحمة  في تعامله مع الآخرين ، وكأن  المسلم والذي يخاف الله هو وحده من يتصف بهذه الصفات الانسانية ، بينما يدل الواقع على ان كل الاديان الاخرى وعلى مدى التاريخ البشري وسواءا أكانت تلك الاديان وثنية او مشركة او سماوية او غير سماوية وكذا جميع الاتجاهات اللادينية وكذا الالحادية كلها دون استثناء تجمع على اهمية ان يكون الانسان صادقا وامينا وعادلا ورحيما ومتسامحا ومساعدا ومحبا لكل البشر ، لأن مثل هذه الصفات هي صفات يدركها العقل والمنطق البشري ، ولانها صفات يحتاجها كل انسان لكي يعامله الآخرون بها ، لذا فانك ترى ان كل البشر دون استثناء يجمعون على تلك الصفات .
فالبشرية  ليست بحاجة لأمر  من ( الله ) لكي تلتزم بتلك الصفات ، لانها صفات يقرها عقل كل الانسان وفقا لمصالحه الأنانية الذاتية ، فالانسان يحس بأنه هو الآخر محتاج لئن يعامله بقية البشر بمثل هذه الصفات .الشريعة الاسلامية ، ذات المنشأ البدوي الصحراوي ، تختلف عن بقية جميع اديان العالم في تعاملها بهذا الجانب ، حيث  تتسم بانها تُخيف وتُهدد الانسان المسلم بشتى انواع العذابات في الدنيا والآخرة لاجباره للالتزام والتعامل بهذه الصفات الحسنة ولكن فقط مع المسلمين تحديدا، نعم فقط مع المسلمين تحديدا ودون غيرهم ، ورغم كل هذا التهديد والوعيد فاننا نرى ان جميع المجتمعات الاسلامية كانوا وما زالوا وسيبقون أسوء شعوب الارض تنفيذا لتلك الصفات الحسنة حتى فيما بينهم .ان ثقافة التمييز بين البشر بوسيلة وهدف ( الخوف ) من الله ومن رجال الدين في ديننا الاسلامي هي السبب الرئيسي في استمرار تدهور جميع المجتمعات الاسلامية على وجه الارض منذ لحظة نشوء ديننا ولحد اليوم ، لانها ثقافة تَحْرُم الانسان من تحكيم عقله ومنطقه في التعامل مع الاخرين ، فحين يكون ( الخوف ) من الله هو الهدف الرئيسي في الشريعة الاسلامية فذلك يكون عاملا أساسيا محفزا للانسان المسلم في اتقان الصلاة والصوم والحج والزكاة لكن مقابل استخدام كافة وسائل التحايل للتعدي على حقوق الآخرين طالما يكون ذلك الانسان مطمئنا على نفسه وآخرته نظرا لكونه مُوَحِدا ( يَخاف ) الله ، واضافة على ذلك  ترى ان المسلم يغزو المجتمعات الاخرى بالسيف ، ويغتصب النساء ويقتل الرجال ، ويستولى على اموالهم وبلدانهم  ويقتل كل انسان لا يؤمن بما يؤمن به هو ، كنتيجة طبيعية لتنفيذ أوامر ( الله )  الواردة بوضوح وبلسان عربي مبين في أكثر من 250 آية قرآنية وكذا تنفيذا لنهج السيرة النبوية ، دون ان يتمكن أحد من القادة المسلمين حتى يومنا هذا من أقرار الغاء هذه الآيات او وقف العمل بالسيرة النبوية التي لم تعد تتناسب وفهم الانسان لحقوقه وحقوق الآخرين  ، نظرا لأن  القتل سيكون مصير اي قائد ديني اسلامي يحكم عقله ومنطقه . في المقابل ترى ان جميع مجتمعات البشر الغير أسلامية وبشتى اعتقاداتهم  الدينية او اللادينية تتوجه في تربية الاطفال  مثلا ، سواءا في البيوت او المدارس على مبدء تعليمهم على ما هو صحيح وما هو خطأ عقليا وعلميا ، بمعنى ما هو مفيد وما هو مضر للانسان بطرق عديدة تحفز استعمال العقل والمنطق لدى الاطفال ، وهكذا يتم الاستغناء عن ( تخويف ) الاطفال ، حيث ان اسلوب التخويف هو اسلوب لا يليق ، بل لا يصلح استخدامه مع ( الانسان ) وانما هو اسلوب قد يكون  هو الوحيد المتوفر لاستخدامه في تربية الحيوانات ، بينما الانسان هو كائن عاقل تحركه مصالحه الذاتية ، والتربية الصحيحة تهدف لئن يَعرفَ الانسان كيف يحقق كامل مصالحه الشخصية والذاتية دون أن يؤثر على المصالح الذاتية للآخرين .
ان الالتزام ( الطوعي ) للانسان باحكام حقوقه وواجباته ( والتي تُسَنُّ اجتماعيا بمشاركة وتفاعل آراء الجميع ) هو الذي يحدد مدى تقدم اي مجتمع ، وهذا ما تفتقده دائما المجتمعات الاسلامية المتخلفة بحكم شريعتها البدوية القديمة والمُتّسمة باستخدامها لسلاسل وسيوف ( الخوف ) والتهديد والوعيد ضد المسلمين وغير المسلمين في الدنيا والآخرة ، حيث جهنم تتلذذ بحرق وتعذيب المسلم اذا لم يلتزم بذلك ( الخوف ) مقابل جنة نساء وغلمان وخمور وبيوت من ذهب وفضة ومياه صالحة للشرب  للذي ( يخاف )  الله والرسول  المتوفي قبل 1400 عام !!.
ان الانسان المؤمن بأي من ديانات العالم عدا الديانة الاسلامية  ينتقد نفسه عندما لا يستخدم عقله ومنطقه الانساني في تعامله مع الآخرين بالطريقة التي يتمنى هو ان يعاملوه بها ، بينما في الديانة الاسلامية تحديدا ، دون كل ديانات العالم ، يكون ( الخوف ) من الله هو هدف المسلم حتى لو كان ذلك يتطلب منه التصرف بعكس ما يتمنى ان يعاملوه الآخرون به ، فالمسلم وبحكم خوفه من الله مطالب باستصغار واذلال وقتل كل من لا يؤمن بالله وبالرسول ، بينما لا يتقبل المسلم ان يقوم الآخرون من ذوي الديانات الاخرى بنفس الفعل تجاهه ، فالمسلم وبحكم خوفه من ( الله ) مطالب بقتل كل كافر او كل صاحب ديانة أخرى، ولكنه لا يقبل ان يُنَفّذ  تجاهه نفس التصرف من قبل الاديان الاخرى !! المسلم ، مثلا ، يمنع انثاه من الزواج بأي كافر او صاحب ديانة اخرى ، ولكنه يستغرب ويستنكر اذا ما منعه أحد من الزواج بأي أمرأة من ديانة اخرى !! المسلم في مجتمعنا الاسلامي ما زال مصابا بتأثير أفيون تناوله منذ 1400 وليجعله دائما يحس يانه أفضل انسان على الارض بحكم خوفه من الله !! بينما يرى به بقية سكان الارض انسانا يضر نفسه ويضر الآخرين ، انسانا مريضا يحتاج الى علاج نفسي يعيد له ثقته بعقله الذي خلقه الله له لكي يساوي نفسه مع الآخرين بعيدا عن عقدة ( الخوف ) الصحراوية ، وبعيدا عن عقدة محاربة او الأعتداء على كل شعوب الارض المتطورة والتي لا تؤمن بالاسلام .
ان فلسفة الاعتماد الاساسي على هدف ( تهديد و تخويف ) الانسان بالعقوبات التي ستطاله نتيجة عدم  التزامه الديني في شتى ميادين الحياة يشلّ المجتمع لانه يلغي استخدام العقل ، مما يُمكَن القادة الدينيون او السياسيون من  امتلاك وسائل التحايل المناسبة لمصادرة حقوق الآخرين  ، بينما سيكون الامر مختلفا تماما في فلسفة التوجه الجماعي  نحو  هدف  ( الاقناع العقلي والمنطقي  ) حيث يسود العقل والمنطق ويتم تفهم وتحقيق المصالح الذانية لكل فرد طالما لا يؤثر بها على مصالح الآخرين ، فمثلا يربى الانسان في المجتمعات الغير اسلامية على انه ليس من الصحيح مطلقا ان يقوم بقتل الآخرين بسبب ما يفصحون عنه من افكار او آراء مغايرة ، لان ذلك ببساطة قد يحدث للجميع ، فقد يحصل لأي أنسان ان يكون في يوم ما  بحاجة الى الافصاح عن ما يعتقده من افكار وآراء مغايرة لغيره ، فهل سيقبل هذا الانسان ان يقوم الآخرون بقتله لمجرد انه افصح عن آرائه او افكاره ؟في وسائط التنقل العامة في المجتمعات الغربية مثلا ، تجد لافتة معلقة داخل هذه الوسائط تفيد :  من مصلحتك ايها الراكب ان تكون الرابح دائما وذلك بشراء تذكرة التنقل بهذه الواسطة ، حيث ستوفر لنفسك الكثير من النقود مثل الآخرين ، بدلا من خسارتها بغرامة مالية في حال كشف عدم التزامك بالنظام !! وتلاحظ انه كان بامكان صاحب الحافلة تحذير او تهديد واخافة الراكب الذي يستخدم واسطة التنقل دون شراء تذكرة التنقل بكتابة الجملة التالية : سيغرم كل راكب مبلغا كبيرا قدره كذا اذا لم يلتزم بشراء تذكرة التنقل قبل صعوده للسيارة !
الفرق بين الجملتين هو ان الجملة الاولى تتفهم رغبة كل انسان الغريزية في الحصول الأناني على كل ما في وسعه الحصول عليه دون مقابل ، ولكن هذه الجملة تنبه المتهرب من شراء التذكرة بانه سيكون أكثر ربحا اذا ما تحاشى الغرامة التي ستطاله نتيجة تهربه من شراء التذكرة ، بينما تهدف الجملة الثانية مباشرة  الى اخافة وتهديد الانسان بالغرامة المحددة للمتهرب من شراء تذكرة التنقل ، وشتان بين توجه وفلسفة الجملتين !
الطفل في عموم المجتمعات الغربية يقال  له مثلا : ان  رمي النفايات في  غير مكانها المخصص هو عمل سيؤدي الى وساخة الشوارع والاماكن العامة وربما سيؤدي ذلك الى انتشار الامراض وتضرر جميع الاطفال  ، بدلا ان يقال له : ان الشرطة ستعاقب او تغرم كل من يرمي النفايات في غير المكان المحدد لها  .
ان مخاطبة عقل الطفل ، وليس تهديد الطفل ، هو الاساس الأمثل لتربية الطفل ، ولذا فانك ترى ان عموم الاطفال في المجتمعات الغير اسلامية ، لا  يرمون النفايات الا في مكاناتها المخصصة ليس خوفا  من القانون  الذي يُغرّم اي انسان لا يرمي الاوساخ في مكانها المحدد ، وانما لان عقلهم تم تربيته وتشغيله ليفيدهم في اتخاذ القرار العادل والصحيح الذي يخدم مصلحتهم الذاتية  كـ ( أفرد ) ، ولم يُربى او يُشغل عقل اولئك الاطفال على العمل بناءا على مبدأ الخوف  من الغرامة ، والا لكان اولئك الاطفال يستغلون اي فرصة لا يوجد فيها من يراقبهم وليتمكنوا من امتلاك قوة مقاومة سلطة ( الخوف من الغرامة ) وليقوموا  برمي النفايات في اية مكانات  غير مناسبة، ناهيك عن أن القانون نفسه لم يحدد الغرامة كونها ( هدفا ) ، حيث ان هدف القانون هو الصحة والنظافة لكل انسان .نحن نحتاج لئن نكون شجعانا في قبولنا الطوعي  لحقوقنا المساوية لحقوق الآخرين ، فنحن لا نعتدي على حقوق الآخرين ليس لاننا نخاف من ( القانون ) او من ( الله ) وانما لاننا مقتنعين بانه ليس من حق أحد الاعتداء على حقوقنا ، وعلينا معاملة الاخرين بمثل ما نحب ان نُعامل به .الخوف هنا ، هو جُبْنٌ لا يليق لئن يكون صفة من صفات ( انسانٍ ) خلقه الله  . الخوف هنا هو صفة من صفات الحيوانات ، والله ليس ابدا بحاجة لئن ( نخاف ) منه ، فهو ارقى من أن يعتبرنا حيوانات ويجعلنا نخاف منه او نجبن امامه . الله أكبر وأرقى من أن يعاملنا كـ ( حيوانات ) وقد أعطانا عقلا يساعدنا في تحقيق كل حقوقنا ومصالحنا دون الاعتداء على حقوق ومصالح الآخرين . الله اعطى الانسان عقلا وشجاعة لكي يعيش حياته بكل حرية ومساواة مع الآخرين مهما اختلفوا معه في انتماءاتهم الفكرية او الأثنية او الدينية او الطائفية . الله اعطى الانسان عقلا وشجاعة لكي يوفر لنفسه وللآخرين كل ظروف العيش الكريم ولكي  يعمل ويخترع وينجز المزيد من اجل نفسه ومن أجل بقية اخوته من البشر .
 ما نريده كبشر هو ان نكون دائما شجعانا في المطالبة بحقوقنا المساوية لحقوق الآخرين ، وان نكون دائما شجعانا في المطالبة بحقوق الآخرين المساوية لحقوقنا ، فذلك هو أسلم منهج لنحقق به كل مصالحنا الذاتية ولِنُسْعِدَ انفسنا دون ان نظلم الآخرين ودون أن نخاف أحد وحتى لو كان ذلك ( الأحد ) اسمه ( الله ) لاننا واثقين عقليا من ان الله يريدنا ان نتمتع بحياتنا وحقوقنا دون ظلم الآخرين ، فالله هو العدل وهو الحب .
ان هذا الفهم الحديث للانسان ولحقوق الانسان هو الذي ادى الى قيام الكثير من المجتمعات الغربية بالغاء عقوبة الاعدام حتى في حالات القتل العمد الذي قد تقوم به قلة من البشر نتيجة عدم احتكامها للعقل والمنطق في تحقيق مصالحها ، فالنظرة الحديثة للانسان المجرم او المخطيء ترى فيه انسانا جاهلا لكيفية انصاف نفسه ، وهكذا لا يكون من المنطق تعذيب او قتل او زيادة الضرر على مثل هذا الانسان المجرم او الجاهل ، وانما يكون من الصحيح تقييده لمدة محددة من أجل ان لا يستمر في منهج الاجرام الذي يضرّ بنفسه وببقية اخوته البشر .مع كل الاسف ، مجتمعاتنا الاسلامية مبتلاة طيلة اربعة عشر قرنا متواصلا بثقافة دينية واجتماعية متوارثة ذات أسس تقدس ( الخوف ) من الله  وكأن هذا ( الخوف ) هو هدف ايماننا الديني ، بل وكأن ( الله ) هو صدام حسين أو هتلر أو ستالين الذي لا يبتغي من شعبه سوى تمجيد سلطته وأسمه كهدف اساسي!!
وعلى اساس ثقافة الخوف الدينية فان مجمل حياة الفرد في مجتمعاتنا الاسلامية تقوم على اساس الخوف من الآخرين ، فاطفالنا يُربّون على الخوف ، وشبابنا يربون على الخوف ، والانسان عموما يعيش كل حياته في خوف من القادة الدينيين او السياسيين ، كما ان الانسان يخاف من التساءل او من الافصاح عن غريزته او ارائه او افكاره ، كما ان الكثيرين من ابناءنا من المسلمين يجهلون ان القرآن والسنة النبوية تُحَتِمُ علينا كمسلمين ان نقتل كل انسان لا يؤمن بمحمد رسولا ، نظرا لان القادة الدينيين  يحاولون بشتى الطرق تحاشي التطرق الى تلك الآيات القرآنية والسنة النبوية ( خوفا ) من تساؤلات عقول الشباب ، وانما يكتفي القادة الدينيون مثلا من الادعاء كذبا بأن ( داعش ) او ( القاعدة ) لا تمثل الاسلام !! في حين ان داعش او القاعدة هي خير من يفهم ويطبق القرآن والسنة النبوية ، وكان الأولى  بقادتنا ومراجعنا  الاسلامية ان يمتلكوا شجاعة القول بوجوب الغاء الايآت القرانية وكذا السنة النبوية التي بموجبها تعمل داعش والقاعدة .
انساننا المسلم البسيط الذي يتعمق في الاطلاع  على مضامين السيرة النبوية والآيات القرآنية يكون مصيره أما رفض الاسلام كدين ، او التحول الى أرهابي يقلد وينفذ بدقة مطالب ومضامين تلك الآيات والسيرة النبوية  ، اما من يسمي نفسه معتدلا فهو المسلم الذي يتحاشى التعمق  في فهم تلك الايات القرانية والسيرة النبوية لئلا يصل الى ما لا يتقبله عقله فيما يخص حقوق الآخرين من البشر .
مع كل الاسف ، جميع مراجعنا الاسلامية لا تمتلك شجاعة الاعتراف العلني  بان الآيات القرآنية والسنة النبوية التي تدعدوا لقتال  كل سكان الارض حتى يؤمنوا بالله وبمحمد  لم تعد تصلح لئن تكون آيات من القرآن الذي ليق  بالمسلمين المتحضرين لانها  آيات وسيرة تتناسب مع تفكير وصفات ومستوى عقل بدو صحراء الجزيرة العربية قبل 1400 عام .
مع كل الاسف ، انساننا المسلم يُربى على ان الله هو خالق سادي ودكتاتور وفاشي  يهدد بمعاقبة كل انسان لا يؤمن به وبمحمد  ، حيث ان هذا الله يتوعد البشر بجهنم فيها نار لا تنطفيء الى الابد ، نار تبقى تُعذّب الانسان حتى اذا ما احترق جلده ليقوم هذا الله بتبديل ذلك الجلد بجلد جديد وليتلذذ الله في تعذيب واحراق الجلد الجديد لهذه الانسان الذي لا يخاف الله !!
الا تبا لـ ( الله الصحراء ) الرحمن الرحيم الذي يتلذذ بتعذيب الانسان المسكين بهذه الطريقة الانتقامية !
نحن ما زلنا متأثرين بثقافة توارثناها قبل ما يقارب 1400 عام ، ثقافة تمنعنا من تَقَبل الآخرين المختلفين عنا في الاراء او في المعتقدات خوفا من الله ، ثقافة تأمرنا بارهاب وقتل كل انسان لا يؤمن بما توارثناه من ثقافة بدوية كمعتقد ديني ، ثقافة تأمرنا باغتصاب نساء كل البشر الذين لا يعتنقون معتقدنا الديني ، ثقافة تطالبنا بالاستيلاء على اموال وممتلكات من لا يعتنق ديننا ، ثقافة تحسسنا باننا أفضل من كل البشر ، وكل ذلك لأننا  ( نخاف )  من الله الذي أملى علينا اوامره وآياته في قرآن  يصلح لكل زمان ومكان !!  ولنقول دائما : نحمد الله على نعمة ايماننا !!
نعم ، ما زلنا تحت خيمة ثقافة تحتم علينا قتل اي انسان ، مسلما كان ام غير مسلم ،  يَفصحُ عن آراء عقله  في انتقاد اوامر اله الصحراء ، وما زلنا نرى كل  سكان الارض اعداء لنا واعداء لله ، ما زلنا نؤمن ونصلي  بالقول : اننا يجب علينا ان نعد لهم ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل  لارهابهم وقتلهم باعتبارهم كفرة وقردة وخنازير مغضوب عليهم او ضالين ! وبعد كل هذا نشكر الله على نعمة الايمان !
ما زلنا متخلفين عن كل سكان الارض في احقاق حقوق انساننا المسلم جهلا أو تحايلا ولكن تحت شعار ( الخوف ) من الله ،  ما زال انساننا يَظلم نفسه ويَظلم الآخرين يوميا بناءا على أسس الخوف من الله ، كما مازلنا  نمييز فيما بيننا بناءا على أسس الخوف من الله ، ومازلنا نمييز بين ذَكَرِنا وانثانا خوفا من الله  ، ومازلنا نمييز  بيننا وبين غيرنا بناءا على اسس الخوف من الله . نحن ننحدر بواقعنا يوميا الى الاسفل خوفا من الله . كما اننا وخوفا من الله  نرى في كل مجتمع  متطور علميا واقتصاديا وحضاريا وانسانيا  عدوا  لنا  وعدوا لله لانه مجتمع لا يؤمن بما نؤمن به من غيبيات  الصحراء، وبعد كل هذا نحمد الله على نعمة الايمان !نحن ما زلنا نتفاخر بسنين الخوف الصحيح من الله والتي تَوحد بها سيف اجدادنا البدو في قص رأس كل انسان لا يؤمن برسول  الصحراء . نحن مازلنا نتفاخر بسنين تَوَحد فيها اجدادنا من أجل تنفيذ اوامر الله في اغتصاب نساء  لم يقتنعوا بأوامر اله الصحراء . نحن مازلنا نتفاخر بغزوات اجدادنا على بلدان وشعوب لا تعرف اللغة العربية لأجبارهم على الاسلام  خوفا وطاعة لله !!اننا نحمد الله يوميا خمس مرات ، شاتمين ولاعنين ومهددين كل أنسان لا يخاف الله  مثلنا ..
ختاما ، نقول ، ما عادانا أحد ، وما ظَلَمنا أحد ، وما صادر حقوقنا أحد ، وما جعلنا نوغل في التخلف أحد بقدر ما فعلته بنا  شريعتنا البدوية التي ألغت فينا عقلنا وانسانيتنا وهددتنا وتوعدتنا بضرورة ( الخوف ) من الله .
الان ، نحن بحاجة لشجاعة  الرجوع الى عقلنا الذي منحه الله لنا ، لكي نحدد ما لنا وما علينا كبشر ، ولكي لا نمييز بين احدنا الآخر الا بقدر حبنا الطوعي لكل انسان مسلما كان ام مشركا بالله .
الشجاعة  تعني ان نعمل من أجل أن نعيش ويعيش الآخرون ، لا ان نموت من أجل ان يموت الآخرون ، حتى لو كان  ذلك  سيعني للبعض بانه ( عدم خوف ) من الله .
الان ، نحن بحاجة لاستخدام عقلنا وأقرار قرآن جديد يدعونا الى ان نعامل الآخرين مثلما نتمنى ان يعاملونا ، قرآن لا يميّز بين بشر وآخر بسبب مدى ( الخوف ) من الله ومحمد ، وانما قرآن يحفز فينا محبتنا لكل انسان بعيدا عن أي نوع من الخوف ، فالله خلق العقل للانسان وأوجد الخوف لكائنات أخرى