6 أبريل، 2024 10:33 م
Search
Close this search box.

من الذي قتل الامام علي في ٢٠١٧ ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لاتصدقوه من يقول ان الامام علي عليه السلام استشهد في ٢١ من العام 40 هـ (٢٧ يناير من العام ٦٦١) الحقيقة الثابته والراسخة ان الامام علي عليه السلام يقتل في كل يوم وفِي كل لحظة وفي كل دقيقة لايقتله فقط اعداؤه، بل شيعته او الذين يدعون انه شيعته ايضا، الذين يعشقونه ويحبونه، الذين يرددون اقواله وصاياه، المتأثرون بصفاته.
تقتل علي دموع الأبرياء والأرامل وحسرات الأيتام، يقتل علي التخلف والتراجع وشهوة الحروب واهل الدماء وأوجاع السيوف واصوات المفخخات وازير الرصاص ، يقتل علي الفاسدون والمفسدين الذين يعبثون في الارض مرحا، يقتل علي كل من يرى الفساد ويسكت ، كل الواقفين على التل،الذين يرفعون الشعار الشعبي(ما لي علاقة)، الذين يقتلون علي الغارقون بالخرافة والأساطير، المبتدعون عن الفكر والقراءة والمنطق والحكمة، الذين يقتلون في عام٢٠١٧ هم الذين حولوا بعض البشر الى آلهة وأصنام فراحوا يعبدونهم ويقدسونهم ويختلفون فيما بينهم ويتقاسمون من اجلهم.

قد يكون سهلا ان تدعي انك من شيعة علي بالوراثة او الصدفة، لكن من قمم الصعاب ان تكون من اتباع علي بالفكر والحجة والكلمة الحسنة واليد البيضاء الذي لم يلوثها المال الحرام، ليس سهلا ان تتحول الى (جزء مما يريده علي منك) في البيت والشارع والمدرسة والجامعة في الدائرة .

العلويون الفكريون هم الذين يتحولون الى بُناة لاتغريهم القصور ولا الكراسي، من يطعن علي بسيفه هو ذلك الذي يقرأ لعلي ولايطبقه على الارض، هو ذلك الذي يبكي علي ولاينفذ مايريد هم الذين لايفقهون من صفات علي شيئا، من يقتل علي ايضا هم الذين يريدون ان يحولوا الدين الاسلامي الى فوبيا تنفر منه الانسانية وتشقى ويعملون بكل جهد الى تحويل الدين الى شركة استثمارية تقطف رؤوس الأفكار وتنحر عقول الإبداع، من يشارك بقتل علي ايضا هم طيف واسع من رجال الدين يسعون ويعملون الى نشر الجهل والتجهيل والأوعي في المجتمع فتراهم ينسجون الكذب والافتراء ويحولون احلامهم الى حجج فقهية ملزمة، الذين تزعجهم الكتب والمكتبات الذي يقض مضاجعهم ان يقرأ الشباب الى الاخر المختلف.

يضاف الى قتلة علي، الظلاميون الذين تحرق قلوبهم الحكومات العادلة والمؤسسات الرصينة وتتويج القانون الذين يريدون ان يرجعوا الناس الى زمن ولى وعتق، الذين تغل ّ قلوبهم ابتسامات الأطفال ونظرات السعادة الذين يريدون ان يحولوا كل الحياة الى حزن دائم ومتواصل الذين يركضون وراء أنصاف الروايات الذين يحولون الجامعات والمدارس ورياض الأطفال ومراكز الشباب الى مقرات لتعليم العنف نبذ الاخر وقطع الحوار وذبح التفاهم.

كل الذين ذكرتهم سيوفهم أشد قسوة على علي زعيم الانسانية والتأريخ من سيف كبيرهم عبد الرحمن بن منجم الذي تعلموا منه كل السيوف التي تقطع أجساد الفكر الإنساني وحولوا قاصدين متقصدين الدين الى قوانين وروابط ومحطات ومصبات وجدران تردع الحياة وابتسامتها، فينشرون الخوف والتخلف.

من يريد ان يكون مع علي وفِي جواره وقربه عليه ان يكسر الطوق والقيد وان يتفكر ويفكر الا ان حسن العاقبة للمتفكرين وصناع الحياة ومن يعمر الارض ويبنيها …. فلا تشاركوا في طعن علي أمير الخلود الإنساني بخنجر التخلف والجهل والمصالح وسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب