18 ديسمبر، 2024 8:10 م

من الذين يحق لهم ألاحتفال بذكرى تأسيس حزب الدعوة ألآسلامية

من الذين يحق لهم ألاحتفال بذكرى تأسيس حزب الدعوة ألآسلامية

..أنهم فتية أمنوا بربهم وزدناهم هدى ” – 13- الكهف –
محمد رسول الله والذين أمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من لله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في ألآنجيل ..” – 29- الفتح-

حزب الدعوة ألآسلامية حزب أيمان يعمر القلوب ويفتح العقول ليعيش الناس أخاء الخلق ” ألآنسان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ” ولير الناس مفهوم الحرية ” لاتكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا ” وليتلمسوا مفهوم العدالة ” لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب أن الله قوي عزيز ” 25- الحديد-

جرت عادة ألاحزاب أن تحتفل بذكرى تأسيسها حتى أصبح عرفا , وهو عرف مقبول بشرط أن يتحلى بالوفاء للذين أرسوا دعائم التأسيس وللذين عملوا بجد وأخلاص وتفاني مجرد من كل طمع شخصي وهو مايعرف في المصطلح ألآسلامي ” سبيل الله ” وسبيل الله هو الخدمة المجردة للناس , وخدمة الناس هدف رباني لصالح البشرية ” ولا تبخسوا الناس أشياءهم ” وقولوا للناس حسنا ” و ” أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لايفتنون .. ” فالناس كل الناس هم الهدف النهائي لبرنامج ألآصلاح والتغيير .

وحزب الدعوة ألآسلامية لم يؤسس لآغراض مذهبية ولا لنعرات طائفية أو عنصرية , وأنما لمتابعة مشروع ألآصلاح في المجتمع البشري , ومشروع ألآصلاح يعتمد على مادة فكرية , ومادته الفكرية هدي السماء وهو القرأن الكريم دستور السماء وخاتمة كتب السماء ” الزبور وهو كتاب داود وداود وهو مقرئ أهل الجنة لجمال صوته , والتوراة ومعناها الشريعة , وألانجيل ومعناه البشارة , وهب بشارة بالنبي محمد “ص” ” ومبشرا بنبي يأتي من بعدي أسمه أحمد ” وأنجيل برنابا الذي أختفى من الكنيسة قبل ألف عام , هو ألآنجيل الذي يذكر فيه أسم النبي محمد “ص” الذي نحتفل هذه ألآيام بذكرى ولادته المباركة , ولذلك حرص المؤسسون لحزب الدعوة ألآسلامية وفي مقدمتهم المؤسس الموهوب المرجع الشهيد محمد باقر الصدر صاحب نظرية التوالد الذاتي في تفسير المعرفة  البشرية التي تقدم بواسطتها على أرسطو صاحب نظرية التوالد الموضوعي في تفسير المعرفة البشرية , والسيد الشهيد محمد باقر الصدر يختلف عن كل مؤسسي ألآحزاب قديما وحديثا كونه أعطى للامة وللمجتمع البشري وشرائحه السياسية والعلمية موسوعة فكرية تتضمن ” فلسفتنا , وأقتصادنا , والبنك الاربوي في ألآسلام وألآٍٍسس المنطقية للآستقراء , وظل مشروعه في كتابة ” مجتمعنا ” مغيبا بسبب أستشهاده المبكر على أيدي جهلة يختزنون حقدا كما تختزنه عصابات داعش ومن معها من عصابات تكفيرية أرهابية , فالذين قتلوا محمد باقر الصدر أنما قتلوا العلم والمعرفة والموهبة , وقتل العلم والمعرفة هو قتل للعقل وأحياء للجهل , والذين لازالوا يمجدون قتلة محمد باقر الصدر أنما يمجدون قاتل العرض وسافك الدم وهادر المال وخائن الوطن ومن يرتضي لنفسه عار تلك الحرمات لاينفع معه الكلام وهو من أخسر ألآنام وخسران ألآنام معروفة نتائجه ؟

حزب الدعوة ألآسلامية في العراق وفي البلاد ألآسلامية أهدى للآمة جيلا واعيا متعلما متسلحا بألآيمان والعلم وهم طلاب الجامعات وطلاب الحوزات العلمية , وأهداهم تجارا ومهنيين ورجال أعمال يقفون الى جانب الفقير ويساعدون المحتاج ويشيدون المدارس والمستشفيات , فكانت مدارس الزهراء والجوادين والصادق في بغداد والكاظمية والحلة والبصرة , وكانت كلية الفقه في النجف , وكلية أصول الدين في بغداد , ومشروع جامعة الكوفة الذي حالت دونه أيادي الجهلة الحاقدين , ثم كانت رعاية ألآيتام حيث تم أيواء وتعليم ألآف ألآيتام في باكستان وأفغانستان ولبنان وكينيا وأفتتحت مستشفيات تقدم الخدمة للمرضى مجهزة بأحدث التقنيات وهي اليوم معروفة لمن يقصدها وكان مركز دار التوحيد الصحي يقدم خدماته للعراقيين المهاجرين في دولت أباد بجنوب طهران مثلما كانت دار التوحيد سابقا ” دار التليغ ” حاليا تقدم الكتاب مجانا لمختلف بلدان العالم ألآسلامي بأشراف الدكتور المجاهد المرحوم داود العطار ثم أستمرت نخبة مثقفة واعية بأدارة هذا المشروع الثقافي , وكان للمرحوم أية الله السيد محمد حسين فضل الله مشاريعه الثقافية في لبنان والعالم ألآسلامي مثلما دأب السيد عبد الله الغريفي في البحرين على مواصلة الجهاد الثقافي والتبليغ ألآسلامي , كذلك دأب الشيخ محمد مهدي ألآصفي على مواصلة التبليغ ألآسلامي والمحاضرات الدينية في قناة المعارف , وواصل السيد كاظم الحائري من خلال مكاتبه نشر التبليغ ألاسلامي , ونشط الشيخ محمد باقر الناصري في تحقيق وتلخيص بعض مجاميع التفسير مثل  خلاصة البيان في تفسير القرأن والذي أنتفعت منه كثيرا في كتابة مؤلفي عن ” الشعراء في مجمع البيان ” وهو دراسة في اللغة والمعاني والمفاهيم ” وكتب الشيخ محمد باقر الناصري ” التفسير المقارن ” وهو خلاصة التفاسير ألآسلامية المشهورة ” كما علق على كتاب ” قصص ألانبياء , كل ذلك رغم مرضه وتوعك صحته وبدورنا ندعو له بالشفاء , وهذا هو ديدن علماء الدعوة الى الله والجهاد في سبيله , فقد كان العلامة مرتضى العسكري رحمه الله وهو من مؤسسي حزب الدعوة ألآسلامية محققا بارعا كتب رائعته ” مائة وخمسون صحابي مختلق ” حتى نال أعجاب وأستحسان ألآزهر الشريف بعد أن كان معترضا على العنوان ولكن بعد لقاء السيد العسكري مع بعض علماء ألآزهر عند زيارته للقاهرة توضحت لهم الصورة وتبدد ألآشكال وهذا هو دأب العلماء , كما كان المرحوم الدكتور عبد الهادي الفضلي فقيها وأستاذا أكاديميا درس في جامعة الملك عبد العزيز في السعودية ودرس في الجامعة ألآسلامية في لندن , وكان المرحوم الدكتور جابر العطا حريصا على مواصلة ألآختصاص الطبي والعمل الدعوتي ومثله كان المرحوم الشيخ المحاهد حسن فرج الله الذي كان معنا عضوا في المجلس ألآسلامي ألآعلى للثورة ألآسلامية في العراق وكان رحمه الله قد بتر كفه بالتعذيب في سجون جلاوزة صدام حسين , وكان المرحوم السيد عبد الرحيم الشوكي والسيد الشوشتري من العلماء المجاهدين ومعهم كان المرحوم الشيخ المنبري مجيد الصيمري الذي لم يهدأ له بال في مجابهة الطغاة مما تسبب له في حرمانه من أعطاء الجنسية الكندية رغم أستحقاقه القانوني , وكان المرحوم السيد عبد ألآمير علي خان الذي ذاق مرارة التعذيب في قصر النهاية حتى أوهموه بأن المجاهد القائد الشهيد حسين جلوخان قد أعترف عليه كذبا ولما أحضروه أمام حسين جلوخان أنكر معرفته به مما فوت على جلاوزة ألآمن فرصة ألآيقاع بهم وسحب أعترفات منهم كذلك كان المرحوم نوري طعمة وكوكبة الشهداء الخمسة عام 1974 الذين كان يتقدمهم شيخ البطولة والجهاد الشيخ عارف البصري رحمه الله , ثم كان شهداء البصرة ومنهم المنصوري وشهداء العمارة وشهداء الناصرية وشهداء السماوة وفي مقدمتهم الشيخ مهدي السماوي وشهداء الديوانية والنجف وكربلاء والحلة ومنهم المرحوم الدكتور صالح علي سماكة الذي قتل بعملية جراحية متعمدة ومنهم المهندس كاظم عباس الحسيني والمهندس حسين مرجان والمهندس عادل القويزي والشهيد رابح مرجان والشهيد صفاء علي علوش والشهيد فاضل علوش والشهيد مؤيد مرجان والشهيد محمد وتوت وشهداء مسجد أبن النما نتيجة عمل أرهابي وهم كل من المهندس عبد الحسين مهدي وألآستاذ عبد العظيم الصفار , ولا أنسى شهداء الموصل وتلعفر وكركوك وفي مقدمتهم المرحوم شيخ حسين البشير وشهداء طوزخرماتو قبل ألآرهاب وبعد ألآرهاب , وأعتذر من الشهداء والمجاهدين الذين لايسع المجال لذكرهم لاسيما شهداء الكوت وديالى وبغداد ومنهم الشهيد جواد الزبيدي والشهيدة سلوى البحراني تلميذة الشهيدة القائدة بنت الهدى .

أن الذين ساروا على درب هؤلاء الشهداء والمجاهدين وألآعلام هم الذين يحق لهم ألآحتفال بذكرى تأسيس حزب الدعوة ألآسلامية , أما الذين أظهروا الجفاء وخانوا ألآمانة وتحولوا الى سراق مال ومنتفعي سلطة وأرباب حواشي أنتهازية ومتصنعي غطرسة من الذين جلسوا في قصور الظالمين ونسوا فقراء العراق وتناسوا عوائل شهداء ومجاهدي الدعوة ألآ من يقف على أبوابهم فلا يحصل على موعد أو يقفون على أبواب موظفين لايعرفون الرحمة ولا الخلق , فهؤلاء لايحق لهم ألآحتفال بذكرى حزب الدعوة ألاسلامية وليبحثوا لهم عن عنوان أخر من عناوين الدنيا كما فعل الجعفري والمالكي وحليم الزهيري وحسن شبر وعلي ألاديب وحيدر العبادي وهاشم الموسوي أبو عقيل  وخضير الخزاعي وعبد الكريم العنزي ومعهم الكثير ممن أنسلخوا من الدعوة وتنكروا لآهلها الحقيقيين وهم موجودن في ميادين الجها د والبحث ومقارعة الفساد أعيانهم معروفة وأعلامهم غير منكسة وقاماتهم صامدة في وجه التحديات ورؤسهم مرفوعة وألسنتهم لاتفتر عن ذكر الله , أولئك أصحابي فجئني بمثلهم أذا جمعتنا ياجرير المجامع .