23 ديسمبر، 2024 2:26 م

من  الذاكرة الجنسية ”  الدعارة في العراق  “

من  الذاكرة الجنسية ”  الدعارة في العراق  “

أستهلال :     

 بين  دور  رواد ” المبغى / الكلجية ” في وقف فيضان 1938  ، وبين فشل حكومة عراق 2015 في وقف   ” فيضان / طفح المجاري” .. من الوطني ومن المتخاذل !

المقدمة :
       البعض نصحني بعدم تداول هكذا موضوع ، لحساسيته ، وذلك لأن البحث في هكذا موضوع يستوجب ذكر بعض المفردات التي يظنها البعض أنها تخدش الحياء ،  ولكن لم كل ذلك ! ولم هذا الخجل وتأريخنا بعضه مخجل ! فأولا : – أن التأريخ العربي الأسلامي ، كتب المؤرخون فيه كل ما لا يأتي على بال أو خاطر ، ولم يخجل بعضهم من قول الحقيقة لومة لائم ، فبالرغم من وجود صفحات ناصعة تتخلل حقبه ، ولكنه عامة مأبون بالجنس والجواري والسبايا واللهو والمجون واللواط والغلمان والخصيان والقتل و الظلم و القهر ومقاربة كل الفواحش ، ففي العصر الأموي مثلا ، يبرز أسم  الوليد بن يزيد بن عبد الملك  ( 125 – 126 ) هجرية / ويسمى الوليد الثاني بن يزيد الثاني الأموي القرشي ، كحالة فريدة وشاذة بكل معنى الكلمة ، الذي لم يكتفي بمئات الجواري والسراري مضافاً إليهن أربعة زوجات وعددا  لا محدود من ما ملكت الأيمان والعبيد لم تعد كافية لتطفئ نار شهوة الخلفاء ولهيبها ، فإتجه للغلمان لممارسة اللواط وإرتكاب الفحشاء ! فـ خليفة المسلمين وأمير المؤمنين “ الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان ” لم يكن مبلغ فحشه وفجوره أن أمر جاريته أن ترتدي ثيابه وتصلي بالناس بدلاً منه وهي ثملة ، بعد أن سمع صوت الآذان أثناء ممارسته الجنس معها .. بل بلغ به الأمر أن راود “ أخاه ” عن نفسه . وفي العصر العباسي ، الخليفة الأمين ،  تولى الخلافة بين عامي 193 إلى 198 للهجرة 809 – 813 ميلادية ، هذا الخليفة كان لوطيا ، وكان له غلاما يدعى ” كوثر ” .. (  ولما خرج “المأمون” علي “الأمين” وقامت بينهما الحرب تنازعاً علي الملك ، خرج “كوثر” من قصر الأمين ليري كيف يدور القتال ، فأصابته على الفور جمرة أدمت وجهه . ولما شاهده الخليفة على هذه الحال ترك أمر  القتال ، وتوجه إليه كي يمسح الدماء عن وجه عشيقه . ونظم فيه الشعر باكياً فقال :       ضربوا قرة عيني ومن أجلي ضربوه … أخـذ الله لـقـلبـي مـن أنـاس حـرقـوه . ) نقل بتصرف من مقال للكاتب بعنوان ” قراءة في كتابة تأريخ الخلافة الأسلامية .. رؤية شخصية ” ، ثانيا :-  طلاب كلية الطب ، في المراحل المتقدمة ، يدرسون علم التشريح / ذكورا و أناثا ، فالطلاب كلهم مثلا ، يشهدون تشريح قضيب الرجل ، وكذلك مهبل المرأة .. ، ولا حياء في العلم .  مع تحسس الطلاب للأعضاء ، فلماذا الخجل وتحييد بعض المواضيع عن الطرح ، مادام المضمون يخدم الحقيقة العلمية .                           أذن ليس من قلة أدب في تناول هكذا مواضيع ، كما سنأتي على تناوله في نص المقال .. ومن المؤكد أن هذا المقال المختصر سيكون نواة لبحث أشمل و أوفى وأوسع في المستقبل .                                                                                                النص : 
 الذي شدني للموضوع ، قصيدة ” للشاعر الشهيد رحيم المالكي ” ، الذي أنتقد بها الحكومة العراقية ، في عهد نوري المالكي ، والذي يذكر بها القوادة ” حسنة ملص ” والتي يقول في مطلعها  :   ياهو المنج اشرف خاطر اشكي له
دليني يحسنة اوباجر امشي له
امشي له وسولف كل حجي المضموم
كَبل حفاي كَالو هسه ماكو اهدوم
بيتي من لقنابل والقصف مهدوم
وحكومه بلا حكومه بغير تشكيله

تنازع ع لكراسي والشعب حفاي
وبشرج لا غذاء لا كهرباء لا ماي
احنه اهل النفط والكاك عد زلماي
يا حسنه الحكومه تكَدر اتشيله

تجار الحكومه والشعب حمال
او ياهو اليجي باجر نغير الحال
من هاي السوالف حملينه اجمال
اذا ينعدل وضعي ينعدل ذيله

حكومتنه الرشيده ليش هذا البوكَـ
تره لهاذه الشعب قط ما تضيعاحكَوكَـ
باجر بنتفاضه انشك جثيرهاحلوكَـ
عرفنه الباكَنه و نعرف اليومي له

                                                                                                                                             وبالنسبة لحسنة ملص المذكورة في نص القصيدة ، أورد نبذة عنها (  ..  وقد اشتهرت في محلة ” كوك نزر ” قوادة مثقفة تدعى (حسنة ملص ) أشهر قوادة في الأربعينيات لم تأت من كونها من اعتق قوادات المحلة فقط . بل ارتبط اسمها بحكاية سياسية غاية في الطرافة بسبب الخلاف السياسي بين القوميين الناصريين والشيوعيين في فترة حكم عبد الكريم قاسم حيث وصلت إلى مرحلة التأزم وتبادل الشتائم عبر أجهزة الإذاعة والصحف ، فما كان من جماعة عبد الكريم قاسم إلا وأرسلوا خبرا إلى المذيع المصري المعروف في اذاعة صوت العرب ( احمد سعيد ) مفاده بان الشيوعيين قد القوا القبض على نصيرة العروبة المجاهدة والمناضلة ( حسنة ملص ) وراحوا ينكلون بها وبشرفها ، فما كان من الإذاعي الكبير صاحب الصوت المجلجل إلا وراح يطلق تعليقاته الصارخة عبر الإذاعة يندد فيها بحكومة الزعيم وبالشيوعيين وهو يردد بالنص ويقول عبر المذياع ( إذا ماتت حسنة ملص فكلنا حسنة ملص!) .. وبالأضافة الى حسنة ملص هناك أخريات منهن ومن أشهر القوادات أيضا في ” محلة كوك نزر ”            ( زكية العلوية ) حيث كانت تدير اكبر دار للقحاب في المحلة . وكان هناك دار تعود لهذه القوادة تقع في دربونة النجفي بالقرب من المحلة التي سكن الشاعر معروف الرصافي في اوائل الثلاثينيات فيها وقبل ان تستضيفه الفلوجة سنة 1933 .. وفي إحصائية نقلتها الجمعية من سجل مستوصف الوقاية الصحية في المبغى ، بلغ عدد الزوار أكثر من (1049670) في عام 1939 أي بمعدل (87472) رجلا في الشهر أي بمعدل ( 2915) نسمة في اليوم الواحد.. رغم أن ساعات العمل في المبغى العام لا يتجاوز (12) ساعة في اليوم ، أما عن الأجور الرسمية للمومسات في المبغى فقد حددت التسعيرة بموجب القانون بمبلغ يتراوح ما بين الخمسين والمئتين والخمسين فلسا لكل زائر وللمرة الواحدة- (الخشة) بمصطلح المومسات.) نقل بتصرف من موقع  www.alzakera.eu/music/…/historia-0221-2.htm ، الموضوع فيما بعد تطور ، بالنسبة لهذه المهنة ! / وسوف أشرح لاحقا لما أطلقت عليها مفردة مهنة .. ( وقد أوضحت دراسة أصدرتها مديرية الشرطة العامة / البحوث والدراسات  في عام 1988 تناولت فيه البغاء وأسبابه ووسائله بان أماكن اللقاء والتواجد للسمسيرات ( القوادات) أصبحت في صالونات الحلاقة النسائية ، وأصبحت هذه الصالونات مقرا لتجمع السمسيرات والقحاب اللواتي أخذن يوثقن علاقتهن مع بعض العاملات في الصالون وبعض اللواتي يأتين اليهن وتقوم السمسيرات باستدراج من تبدي ممانعة طفيفة بإغرائها بالهدايا والملابس الجميلة .. ) نقل بتصرف من موقع / الناس ، لمقال للدكتور معتز محيي عبد الحميد ، بعنوان ” لمحات من تاريخ البغاء العلني السرّي في بغداد 3–” … موضوع المقال ، ليست الغاية منه البحث في مفردة ” المبغى ” / وما يضم من قحاب وقوادات ..  ! ،  ولكن الغاية منه ، أتقدم المومسات / العاهرات ، والقوادات والقوادين من خدمة  للمجتمع ! ،، وماذا يقدم حكام العراق من جانب ثان من خدمات !  البحث هو في هذا المجال .. أرى أن  قصيدة الشاعر رحيم المالكي ، بها أيماءة سلبية ، تجاه المرحومة ” حسنة ملص ” ، التي كانت قوادة مشهورة ومعروفة ، وأشارة  للدعارة عامة فهي تعتبر من أقدم المهن في التأريخ ، وتعرف الدعارة بأنها ، (  هي فعل استئجار أو تقديم أو ممارسة خدمات جنسية  بمقابل مادي.  والمصطلح له عدة تعاريف فالبعض يعتبر الدعارة ببساطة “بيع الخدمات الجنسية” ، بدون أدنى إشارة إلى التمييز بين الدعارة القسرية والدعارة الطوعية . الدعارة ظاهرة قديمة بقدم الإنسانية ويربط البعض منشأ الدعارة مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالفقر .. ) / نقل من الويكيبيديا ، وأنا أرى ( أن الدعارة ، هي ممارسة الجنس ، لقاء بدل مادي ، غالبا ما يكون نقديا ، وهي عملية مجتمعية بها الكثير من الراحة النفسية الجنسية لممارسها ) ، ولا أرى من خجل منها في حالة توفر قبول و أيجاب ، ووجود لوائح وأرشادات تحدد ممارستها ، فحسنة ملص وغيرها ، يقدمون خدمة مقيمة ماليا ، ولكن ماذا تقدم الحكومة العراقية للشعب ! الحكومة تتقاضى أعلى الرواتب في العالم ، لأدارة الدولة العراقية ، وتقوم بنفس الوقت بسرقة المال العام ، ولقاء كل ذلك لا تقدم أي خدمة للشعب ، فالشعب مظلوم مكلوم مغدور ، وهي تغتصب الشعب ، أيضا !، لذا أحفاد وحفيدات حسنة ملص و زكية العلوية وغيرهما ، قياسا ومنطقيا أفضل من الحكومة ، لأن الأحفاد والحفيدات !! ، على أقل تقدير ، يرفهون عن الشعب ، ولكن حكومتنا تغتصب الشعب ، وهذا ما عبر عنه ، كاتب المقال في أحدى قصائده ، والتي كانت بعنوان ” شعوب و حكام  ” .. أورد مقطعا منها :                      

 

وأسفي على شعوب

مقهورة

تلوط بها الحكام …

 

لا تفرق بالفعل

بحال الشعب

ان كان صاح

أو كن نيام ..

 

يمارسن فعلهن  بالرضا

و حسب ماتنص به

اللوائح و الأحكام …

 

يضاجعونا يوميا

طوال العام

عدا رمضان

يقولون صيام …

 

يطبقون الشريعة علينا

غير ذلك

يقولون حرام …

 

لأول مرة نرى أن الحكومة العراقية ، تنظم أنقلابا على الشعب ، فهي في واد والشعب بواد ، ولأول مرة نرى حكومة تنتقم من شعبها ، ممارسة وخططا وأفعالا ، وبمناسبة الأفعال ، فأفعال الحكومة يندى لها الجبين ، أما أفعال المبغى / الكلجية ، عاهرات وقوادين ورواد ، فهي أشرف وأنقى وأنبل من غيرهم ! .. ففي فيضان نهر دجلة / بغداد عام  1938 ، كان هناك عمل شعبي في الميدان ، عندما فاض نهر دجلة وكسرت سدة ناظم باشا من ناحية الوزيرية وراحت المياه تتدفق في الشوارع ، ( .. والمعتاد في مثل هذه الحالات أن تقوم الشرطة بتجنيد الناس فيما يسمى بعمل السخرة لدرء الفيضان ، في هذه الاثناء دق تلفون معاون شرطة السراي عدنان محيي الدين وطلب منه مدير شرطة بغداد بتعئبة الناس فورا لوقف تدفق المياه . اسقط المعاون عدنان حاكية التلفون من يده فقد كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل وآوى الناس لبيوتهم نائمين وخلت الشوارع من المارة . فمن أين يأتي بالسخرة .. ) نقل بتصرف من www.alzakera.eu/music/…/historia-0221-2.htm ، وحول نفس الموضوع نشر خالد القشطيني مقالا بعنوان ” عاهرات في خدمة الوطن  ” – في موقع الكاردينيا ( .. قام معاون شرطة السراي بأخذ مجموعة من الشرطة معه و داهم الكلجية لعمل خير لا إثم فيه . خطفوا كل من وجدوه من رجال اشداء ، الزبائن ، و النساء العاملات هناك . سمعت بأن العريف خلف ، انتزع رجلا من فوق المرأة و اخذه بالفانيلة و دون لباس قبل ان يكمل فعلته . راح الرجل يولول و يتذمر: ”  يا جماعة هذي عدالة ؟ ! هذي حكومة!؟… وين وصلنا؟ ” ، جروه و اخذوه مصلخ و القوا به في اللوري . فيضان دجلة لا يعرف الانتظار و لا يبالي بمن كان قواد و من كان شريف . يجرفهم جميعا . اسرعت اللوريات المحملة بالصرمبارية و قحاب الكلجية الى محل الثغرة التي كسرها التيار . لاحظ الجرخجي ، او الحارس الليلي ، في باب المعظم هذه الشاحنات المحملة بالقحاب فلم يتملك نفسه. ” الله اكبر! يعني حتى القحاب ياخذوهم من عندنا ؟ ما ادري وين نولي وين نروح !”  واخيرا توقفت الشاحنتان عند سدة ناظم باشا و انزلوا ركابها من نساء و رجال . و هناك وجدوا الفؤوس و المساحي و اكياس الجنفاص في انتظارهم . انهمكوا في العمل بجد و نشاط لإنقاذ مدينتهم الحضارية ، مدينة المنصور و هارون الرشيد . الرجال يحفرون و يملأون الاكياس بالتراب و النساء يحملن الأكياس على ظهورهن المرهقة لألقائها في الثغرة ، وهن يغنين لشد عزيمتهن : ” بالك تدوس على الورد و تسوي خلة…خلة” ) . هذا العمل الأنساني الحضاري الأجتماعي ، دليل تكاتف أهل الوطن ، دون تفريق من كان أنسان عادي أو من ضمت الكلجية / من قحاب وقواويد ورواد ، بينما الأن ، حكومتنا الرشيدة تشجع على اللطم والتطبير وضرب القامات والزناجيل ، وذلك حتى تجعل العقلية المجتمعية متحجرة وغائبة عن الوعي ! ، أضافة الى سرقة المال العام والرشى والعمولات ! كان عندنا عراق قبل 2003 ، الأن عندنا محافظات طائفية ، ومحافظات ذهبت الى داعش ، ومناطق أخرى ضمت الى كردستان .. فسابقا كنا أفضل لأن كان لدينا الشريف وكان هناك مجتمع الكلجية الذي لا ضير منه ، لأن العراق كان واحد ! 

الختام :

 1. في المبغى كان هناك نظام ، وكان هناك حقوق وواجبات ، تدفع أجرة العملية الجنسية  للقواد ، كما تسمى ” الخشة ” تنال رغبتك من العاهرة ، الأن لا حقوق ولا واجبات ، الشعب يدفع رشى للحكومة في كل مفصل من الحياة .. حتى في أستخراج الجثث من الطب العدلي ! .                                                                                                                                                                                                                                                                      2. كان على أقل تقدير المبغى أيام زمان له خدمات جنسية ترفيهية ، ترفع الهم والغم عن الشعب ، أضافة الى دور وطني وحضاري وهو الدفاع عن الوطن وقت الحاجة والتكاتف في دفع أي ضرر عنه كما حدث في فيضان 1938 ، بينما الأن الحكومة أغرقت العراق ، لو كان ماء لحمدنا الله ، لكنها أغرقته دم !

3. أن الأدارة الجنسية  لمبغى أفضل من أدارة الحكام الجدد لعراق ما بعد نيسان 2003 ! / الذين فشلوا حتى في وقف الفيضان /  طفح المجاري – أكتوبر 2015  …  سابقا كان هناك  تسعيرة ” للخشة ” الكل يتبعها ، والرواد يطبقون المتعارف عليه من أساليب و أعراف ، أما الحكام الجدد الأن ، لا يقدمون من خدمة للشعب ، وعلاوة على هذا يتقاضون رسميا رواتب لأدارة الدولة ، ويمارسون  لصوصية منقطعة النظير على خيرات وأموال الشعب ، ومسك الختام  .. الحكومة تغتصب الشعب !