22 ديسمبر، 2024 7:20 م

من الديوان الجديد “قصائدُ فاطمة”

من الديوان الجديد “قصائدُ فاطمة”

يا المرأةُ الضوءُ
حاذري فيّ قليلاً قليلاً وتسلّلي برفقٍ إليَّ

وتشرّبي جسدي المعتم كي يراكِ

لا تفرّي مثل شمس هاربةْ

واستوطني لغتي وأرضي

واستبيحي كلّ شيءٍ في دمائي

حاذري كلّ قصيدةِ حبّ لا أقول بها: “أحبّكِ”

وحاذري النيل المتكسّر في ضلوعي

صاغ من ولهي ضَياعي

أو مثل أشتاتي بقافية اقتلاعي

أو مثل أغنية السرابِ أو الصراعِ

يبكي عليّ النهرُ نهراً معْ مصابيح الشراعِ

يا امرأة الضوء احذريني

وتمدّدي فيّ دخولاً عنيفاً

واستلذّي فيّ مثل عرجون النخيلِ

واقطفيني على تلك المساحة مرّتينِ

كأنّني فيك معي على الليلِ الطويلِ

تضيء فيّ، فيكِ، رائحةُ الدليلِ

كلّ شيء أنتِ لي

كلّ حلم أنت فيهْ

كلّما هلّ شعاع من جنون أرتضيهْ

كلّ قَطْر باح في الدنيا اسمعيهْ

هو قطرة الدفَق المولّهِ فاحتويهْ

يا المرأة الضوء المسافر في اغتنامي حدّديهْ

لملميني

فاكتنازي مثل ضوئك شاسعٌ مثل الرياحْ

واستقبليني موجة ولهى

تردّ الضوءَ في مدّ البراحْ

تعيد بوحكِ كلّما شرب الصباحُ من فيروزه لحن الصباحْ

يا المرأة الضوء

مذاق الأشعة أنتِ

وابتهالات الألقْ

برّحيني باشياقي

يا اكتمالات الومقْ

لستُ إلّا بعضَ خيطٍ

أمطريني بالودقْ

همي مثل لوني، مثل برقي، مثل أنفاسِ الشفقْ

حرارة نشوى تذيب العتمة الأخرى

يا المرأة الضوء

حرّريني في شعاعٍ منطلقْ

نحوكِ الكليّ كيما أنطلقْ

واتّصلي بمائي الحيِّ حتّى يُسرّ الكونُ

يبتسمَ الحبقْ

يا المرأة الضوء

لن أحاذر بعدها شيئاً

ألا يكفي جنوني كلّ ليلي في القلقْ؟

يا المرأة الضوءُ، هل تحبّ الضوءَ ذاتُه؟

هل تحبّ الذاتَ ذاتُهْ؟

كم ستلقى في المرايا ذاتنا، فتذوبُ ذاتُه؟

وعلت شفير الموجِ ذاتُه

والبحر ذاتُ البحر ذاتُه

هل يفصل الذاتَ عن كلّ ذات الذات في الضوء ذاتُه؟

لا تبرحيني

وامكثي فيّ ضياء سرمديّاً

يا المرأة الضوء

يكفيني التماعكِ كلّ حينِ

كي لا أعود كما بدأت أبحث عن حنيني

فارتحالي كاملٌ

واليوم فاض بي بعض أنيني

فاعذريني… واعذريني….

ألفُ ألفٍ… فاعذريني…
منطقة المرفقات