الصين بقيت متكتمة على خبر فيروس كورونا وهو يفتك بشعبها من أجل عدم إيقاف عجلة إقتصادها مع باقي الدول حتى تحول هذا الوباء إلى جائحة أرعبت البشرية،
ألصين لا زالت لا تعطي اعداد قتلاها والمصابين بالفيروس وادعائها بأنها سيطرت على انتشاره،
لذلك هي ستدفع فاتورة سكوتها وعدم اشعار العالم بهذا الوباء، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبدو انه سيتخذ اجراءات عقابية ضد منظمة الصحة العالمية وقطع التمويل عنها، حيث تدفع أمريكا 400 مليون دولار سنوياً للمنظمة، في حين تدفع الصين 40 مليوناً فقط،
هذه العقوبات الإقتصادية التي طالت منظمة الصحة لن تتوقف عندها أميركا، بل هناك عقوبات قاسية ستطال الصين أيضاً من قبل أمريكا وأوروبا،
ألصين تسببت بقتل آلاف الأوروبيين والأمريكيين، وكادت أن تقتل رئيس وزراء أعظم بلد في أوروبا وهو رئيس وزراء بريطانيا، فضلاً عن خسارة ترليونات الدولارات وشل الحياة الإقتصادية.
أوروبا التي حاولت التخلص من الهيمنة الأمريكية خلال العقدين الماضيين ستعود مرة أخرى الى كنف أميركا والالتفاف حولها من جديد خوفاً من الصين.
-لماذا تخسر الصين؟
يعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للصين على مدى العقدين الماضيين، وهذه الفترة ذاتها التي حاولت أوروبا التخلص من القيود الأمريكية وأصبحت الصين من أكبر الشركاء التجاريين للإتحاد الأوروبي، وقد وصل سجل التبادل التجاري بين الصين والإتحاد الأوروبي رقما قياسيا وصل إلى 700 مليار دولار أمريكي تقريبًا في 2018، وهذا الرقم سيشهد انحداراً بعد أزمة فيروس كورونا ولن يبقى على حاله لأن الثقة أصبحت مع الصين معدومة من قبل دول الإتحاد الأوربي.
يبدو إن الصين فضلت المصلحة المؤقتة على مصالحها الإستراتيجية طويلة الأمد مع دول الإتحاد الأوربي، وكان الأولى لها أن تُعلِم العالم إنها تمر بكارثة صحية ووباء خطير قد فتك بشعبها وتعطي تحذيرات بشأن ذلك لكي تأخذ الدول احتياطاتها وتدابيرها الوقائية لا أن تتكتم على الأمر وتبقي تجارتها وتبادلها التجاري مع العالم حتى انتشر الفيروس كالنار في الهشيم وأوقف عجلة الحياة الإقتصادية في سابقة لم يشهدها القرن الذي نعيش فيه.
دول الإتحاد الأوربي ودول العالم الأخرى التي للجانب الأمريكي عليها تأثير ستعيد النظر بحجم التبادل التجاري مع الصين وستتوقف كثير من المشاريع الإستثمارية الصينية في تلك الدول وستُلغى كثير من الإتفاقيات الإقتصادية وهذا له نتائج كارثية على المستوى الإقتصادي للصين، فالصين هي دولة يعتمد اقتصادها على الصناعة بشكل أساس، واذا توقفت الصادرات الصناعية لها فلن يبقى لها من الدول إلا الحليفة لها مثل روسيا وكوريا الشمالية وبعض الدول النامية، وهذه الدول جميعها لا تستطيع تصريف صناعات بلد بضخامة وحجم الصين.
إن هذه الإجراءات التي قد تتعرض لها الصين هي جزء من العقوبات الإقتصادية التي تبحث عنها أمريكا و التي سيكون لها الأثر السلبي في تراجع الصين إقتصادياً وعسكرياً وسياسياً.
-لماذا تستفيد أمريكا؟
ألولايات المتحدة الأمريكية بدأت تشعر بخطر الصين منذ وقت مبكر كونها القطب الأوحد المسيطر في العالم لذلك هي تعرف قدرات وأمكانيات كل دولة تحاول النمو والتقدم الإقتصادي، وهذا الأمر بدء يطفو على السطح منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة، فهو ذو عقلية إقتصادية ويعلم جيداً كيف تُرسم السياسات الإقتصادية الإستراتيجية.
الذي ستسفيده الولايات المتحدة إن أوروبا ستعود إليها من جديد خوفاً من الصين التي أرعبت دول الإتحاد بهذه الإزمة وإن كانت الصين غير متعمدة بها ولكنها تعمدت بإخفاء المعلومات عن الوباء وتحذير العالم منه، فكيف إذا هيمنت على العالم فإنها ستختلق مزيد من الأزمات الإقتصادية والسياسية.
الصين تراجعت حظوظها بعد كورونا امام تقدم الولايات المتحدة الأمريكية والقفز بخطوات أبعد والبقاء في صدارة الدول المهيمنة إقتصادياً وعسكرياً وسياسياً على العالم، وهي فرصة ذهبية قدمتها الصين للولايات المتحدة لكي تبقي سيطرتها واستعادة نفوذها خصوصاً في دول الإتحاد الأوربي.
-عقوبات إقتصادية متوقعة على الصين
ليس مستبعد ان يتم فرض عقوبات إقتصادية على الصين من قبل الولايات المتحدة و أوروبا لتسببها بقتل آلاف المواطنين والخسائر الإقتصادية التي لحقت بتلك الدول جراء توقف صناعاتها وحركة التجارة فيها، ويمكن أن تُتهم الصين بكل ما تعرضت له تلك الدول بسبب كتمانها وعدم التحذير من هذا الوباء الذي انتقل منها الى العالم وهي مسؤولية إذا تم تحميل الصين اياها فإنها ستكون لوحدها امام العالم وهذه وسيلة ضغط ستستخدمها الولايات المتحدة وستكون أداة ضغط قوية تلوح بها على الصين ونقطة ضعف مهمة من شأنها إضعاف المشروع الإقتصادي الصيني ألرامي إلى الهيمنة الإقتصادية على العالم والذي طالما كانت تخشاه الولايات المتحدة والتي ستستغل هذه الأزمة أفضل استغلال من أجل الضغط على الصين وعدم التقدم والتوسع أكثر يقابلها تراجع إقتصادي أمريكي.
وقد تخضع الصين لشروط وقيود أمريكية مقابل عدم فرض عقوبات إقتصادية عليها، وهذه الشروط والقيود لا شك إنها ستكون إقتصادية بحتة تجعل من الولايات المتحدة متقدمة على الصين وتجعل الميزان التجاري العالمي يميل لصالح الولايات المتحدة ويحد من حركة ونشاط الإقتصاد الصيني، فالصين اليوم بكلا الحالتين ستبقى تحت قيود إقتصادية دولية وليس بالضرورة أن تكون هذه القيود الأمريكية أمام الرأي العام العالمي، فهناك عشرات الإتفاقيات السرية قد أبرمت بين أمريكا والصين وأمريكا وروسيا لمصلحة يرونها لا يجب ان تطرح بشكل علني.
– كيف سيكون العالم بعد كورونا؟
ألوضع بالنسبة للدول النامية لا يتغير وستبقى سياساتها باقية خصوصاً أمام شعوبها لأنها ليس لديها ما تقدمه، أما بالنسبة للدول المتقدمة فسيكون إهتمامها بالجانب الصحي له الأثر الأكبر وستعمل على تنمية إقتصادها وزيادة احتياطها النقدي تحسباً لأي أزمات أخرى قد تطرأ على العالم، فعندما تعجز دولة متقدمة عن توفير الأوكسجين لمصابيها بسبب الموجات البشرية الهائلة التي دخلت مشافيها، فهي بذلك ستعمل على أن يكون لكل فرد سرير مجهز بكامل ملحقاته الطبية والصحية، كما سيكون هناك تحالفات واتفاقيات جديدة وإعادة النظر بكثير من السياسات والمعاهدات، وستعمل تلك الدول على تحصين نفسها ورسم سياسة إنذار مبكر تحصّن شعوبها من إي وباء او أزمات إقتصادية قد تتعرض لها مستقبلاً.