19 ديسمبر، 2024 12:05 ص

ادركت قيمة العهد والوفاء من خلال قصة قراءتها, فأصبحت اسيرها وما تحتويه من قيم واخلاق وعبر, فارتأيت من المناسببان اسردها وفق الرؤيا الحقيقية لواقع سياسينا في عراق المفاجئات, قصة وقعت بين شاب وشابه , وكان الحوار بينهم وفق السيناريو التالي.
  قالت لهُ… أتحبني وأنا ضريرة , ما أنت إلا بمجنون … أو مشفقٌ على عمياء, العيون … قالَ … بل أنا عاشقٌ يا حلوتي … ولا أتمنى من دنيتي … إلاأن تصيري زوجتي … وقد رزقني الله المال … وما أظنُّ الشفاء مٌحال …قالت … إن أعدتّ إليّ بصري … سأرضى بكَ يا قدري … وسأقضي, معك عمري … لكن .. من يعطيني عينيه … وأيُّ ليلِ يبقى لديه …وفي يومٍ جاءها مُسرِعا … أبشري قد وجدّتُ المتبرعا … وستبصرين ماخلق اللهُ وأبدعا … وستوفين بوعدكِ لي … وتكونين زوجةً لي … ويومفتحت أعيُنها … كان واقفاَ يمسُك يدها … رأتهُ … فدوت صرختُها …أأنت أيضاً أعمى؟!!… وبكت حظها الشُؤمَ … لا تحزني يا حبيبتي …ستكونين عيوني و دليلتي … فمتى تصيرين زوجتي؟؟ … قالت … أأناأتزوّجُ ضريرا … وقد أصبحتُ اليومَ بصيرةً … فبكى … وقال سامحيني …من أنا لتتزوّجيني … ولكن … قبل أن تترُكيني … أريدُ منكِ أنتعديني … قالت : أعدك بماذا أيها الأعمى؟فزاد من بكائه وقال لها : أن تعدينني بأن تعتنى جيدا بعيوني.
ليس كل ضرير يسمى
بأعمى وإنما الأعمى الحقيقي هو من أعمى الله قلبه عن الوفاء بعهده وهذه المرأة رغم أن ضحى حبيبها وأعطى لها بصره لتفي بعهدها وتتزوج منه لكن الله أبصر لها عينها بفضله بعد أن ساق لها حبيبها وتبرع لها بعينه لكن الشيطان أعمى قلبها عن الوفاء بالعهد.
ومن هذه القصة لابد من الرجوع الى تاريخ
القوى السياسية في العراق, بعد تاريخ (9/4/2003) , اي بعد انهيار نظام  الحكم الصدامي في العراق.
لقد كان الراحل
( محمد باقر الحكيم ) يمتلك رؤية واضحة لطبيعة العمل الذي ينبغي انجازه للعراق ولضمان مستقبله ، في ساحة باتت بعد (2003) اصعب على الادراك لتعقيداتها الشديدة,قد ابدى الكثير من الحكمة في التحرك على مختلف الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية ، وكان يكرس كل جهوده من اجل ضمان المستقبل العراقي,والذي اثمر وبشكل رائع تضحياتهم من الدماء الجديدة في اوصال هذا الشعب الى حين ايصاله الى بر الامان ،وتأسيس دولة القانون والمؤسسات والمجتمع المدني.
فقد ضم جميع الكتل تحت المسميات المعروفة
للشارع العراقي, باسم الائتلاف الموحد وبعدها التحالف الوطني الموحد( او الائتلاف الوطني الموحد) ووزع الادوار على الشركاء بما يتناسب مع المرحلة, و اول من اثر على نفسه وجمهوره واطاعة امر المرجعية هم ال الحكيم, فكانت جميع القيادات التابعة للقوى السياسية  المنطوية تحت زعامتهم, او ما يسمى بالتحالف الوطني غير معروفة للشارع العراقي.
وكانت من اروع التضحيات والوفاء  التي قدمها ال الحكيم هو اعطاء رئاسة الوزراء الى الدعوة الاسلامية, ظنا منهم تثمين هذا العطاء والوفاء لهذا الشعب المظلوم, وان يقدروا التضحيات والشهداء من ال الحكيم, بعدما ساندوهم في الاوقات العصيبة, فان كانت تضحية الحبيب بعينيه الى حبيبته من اجل ان ترى جمال الدنيا وقيمة الوفاء والتضحية بأعز ما يملك للحبيب.
ونكران الجميل لهذه التضحية شيء قبيح يتنافى مع القيم الانسانية والاخلاقية والشرعية؟؟ فكيف من ضحى بأكثر من خمسه وستون شهيد ؟ ووهب دماء الشهداء من ال الحكيم ومواليهم الى من (يقود البلاد والحكومة),لم تتعرض عائلة عراقية للتنكيل والاضطهاد مثلما تعرضت عائلة آل الحكيم، حيث أعدم منهم صدام أكثر من 65 منهم 17 شخصاً من أولاد وأحفاد المرجع السيد محسن الحكيم. كما لم تتعرض عائلة كعائلة آل الحكيم للمحاربة والتشويه والافتراء مثلما تعرضت عائلة آل الحكيم، والتي يكفيها فخراً أن المرجع السيد محسن الحكيم كان أحد قادة الجهاد في معركة الشعيبة في الناصرية عام 1916، وهكذا استمر جهاده, آلا يكفيكم يا دولة القانون من تضحيات ال الحكيم ؟ فقد وهبوكم اعينهم لتبصروا وتخدموا اهلكم في الجنوب والوسط والشمال, ووهبوكم انفسهم ولم تدركوا ذلك الجميل؟ ما فرقكم عن الفتاة التي ابصرت باعين حبيبها فما كان رد الجميل؟؟ اين ميشقاكم مع الحكيم؟ اين انتم من العراقيين اربع سنوات عجاف وتليها عجافا اربع اخرى؟ اين انتم واين المرجعية منكم ؟