18 ديسمبر، 2024 7:59 م

من الحماقة ان تتألم مما يمكنك ان  تتحاشاه

من الحماقة ان تتألم مما يمكنك ان  تتحاشاه

يبدأ المطر بالهطول، وتبدا معه الاتصلات بالورود، للأطمئنان هل مازلنا على قيد الحياة أم غرقنا، هذا المشهد يتكرر مع كل فصل ممطر، وعند الصيف ننسى معاناة الشتاء، لننشغل بمعاناة اخرى، وهكذا دواليك، لكن كم فرد منا وقف مستدرك الى متى عجلة المعاناه تدور، كأنها ايلاف قريش في الشتاء والصيف.
عند البحث في أصل المشكلة وكيفية حلها، نجد ان الحل بأيدينا ولكننا تغافلنا عنه، فلا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم، فبدﻵ من سب وشتم الحكومة، وادأئها المتردي عند أول أزمة موسمية، لماذا لا نحاسب انفسنا اولا، ونحافظ على ماحولنا من بنى تحتية ومرافق عامة، وضعت لخدمتنا وللصالح العام.
ان المجتمع العراقي اقولها وبكل حزن يعاني من “أزمة مواطنة” الوطن ليس مكان تجمع على ارضه مجموعة من البشر، الوطن الاب الرحوم والام الحنون، لابد ان يحرك عطر ترابه الندي شعور ساحر لديك لتدرك قيمه وطنك.
هذه مصر، بلد رغم ما يعانيه من ازمات، ونقص واضح بالموارد، بكثافته السكانية العالية، الا انه يثبت في كل مرة انه شعب محب لبلده، شعب يملك من الوعي والثقافة، مثالا يحتذى به، الكل يشعر ان الوطن بيته وحمايته والحفاظ عليه هو واجبة .
ثقافه “اني شعلية” هي السائدة في المجتمع العراقي، ولن ننكرها فالكل يرددها عندما لاتمسه النار، ولكن عندما تتفاقم المشكلة، بسبب اهمالنا الجماعي، نسرع للبحث عن شماعة نعلق عليها سوء مواطنتنا، منها الحكومة او حتى الارهاب.
ان حب الوطن من الايمان، ولكي نحظى بوطن مزدهر ومتقدم، يجب ان نتحلى بروح المواطنة المخلصة، التي غابت عن الشخصية العراقية في غفلة من الزمن، حان الوقت لنقول للفاسد كفاك، وللمرتشي قف مكانك، ولغير الكفوء تنحى جانبا، عندما تشيع روح المسوؤلية يصبح العراق بخير. 
اذن الخلاص بالمواطنة فمتى ما شعر الجميع، ان الوطن هو اغلى مايملك، سيقاتل الجميع لحمايته، ويستبسل في الحفاظ عليه، واﻷ فالسلام على ارض السلام، اذا اختبئ الجميع في زاوية الانانية، واللامبالاة بالصالح العام.
ان للمواطنة مفهوم عميق، وواسع يبتدأ من المحافظة على اسفلت الطريق، مرورأ بأختيار حكومة فاعلة ومتفاعلة، لمصلحة البلاد والعباد، وصوﻵ الى الوقوف مع اي قرار، بمصلحة الوطن، ويرمي الى رص الصفوف ونبذ التفرقة،مثل قانون التسوية الوطنية، اذن من الحماقة ان نعيد حلقة اﻷلم اذا كانت عجلة التغير بأيدينا